النجيفي يدعو من طهران إلى حوار إقليمي لتخطي الخلافات بين دول المنطقة

قيادي في ائتلاف المالكي لـ «الشرق الأوسط» : عناصر نجاح كثيرة في مبادرة رئيس البرلمان العراقي

TT

دعا رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي جميع قادة وعلماء وباحثي ومفكري المذاهب الإسلامية المختلفة للجلوس على طاولة واحدة ليفكروا مليا في تجاوز الحواجز المذهبية والطائفية وإطفاء نارها. وقال بيان صادر عن مكتب النجيفي وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، إن دعوة النجيفي هذه جاءت في سياق الكلمة التي ألقاها خلال مشاركته في مؤتمر دعم فلسطين الدولي المنعقد في طهران، داعيا الدول الكبرى في المنطقة إلى «كسر حالة الجمود وتضافر الجهود لإشاعة التعاون وقيم الحوار والأخوة وحل جميع الخلافات والتباينات التي ظهرت أو تظهر في المنطقة».

وأضاف النجيفي الذي كان قد وصل إلى طهران الجمعة على رأس وفد عراقي مكون من 20 نائبا من كل الكتل البرلمانية، أنه «ليس من الحكمة، ولا من المسؤولية الوطنية والإسلامية التاريخية أن نجلس على مقاعد الفرجة، فيما الآخرون ينشغلون في إعادة إنتاج الخارطة السياسية للعالم كله ومنه عالمنا الإسلامي وفقا لمنطلقاتهم السياسية والاقتصادية». كما دعا النجيفي إلى «إقامة اتحاد إسلامي يضاهي الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى إنشاء سوق إسلامية مشتركة تضاهي ما يماثلها، فضلا عن وضع خارطة طريق موحدة لدولنا وشعوبنا على جميع مستويات الحياة تؤهلنا لنكون من صناع القرار في العالم لا من مستهلكيه».

وبخصوص الأوضاع في العراق أكد النجيفي أن «العملية الديمقراطية في العراق تواجه هجمة شرسة تهدف إلى إفشالها وإسقاطها في بحر فوضى لا تبقي ولا تذر، لكن إرادة شعب العراق على إنجاز دولة المؤسسات الديمقراطية الرصينة قوية وإصراره على مواجهة التحديات ثابت لا يتزعزع رغم جسامة التضحيات وفداحة الخسائر». وشدد على أن «الإصلاحات المطلوبة لن تتحقق إلا من خلال إرادة دولية وإقليمية على تجفيف منابع الإرهاب، ومنع التدخلات السلبية في الشأن الداخلي العراقي، والكف عن تحويل العراق إلى ساحة لصراع الإرادات الدولية أو تصفية الحسابات، كما لن تتأتى إن لم تتعاون دول الجوار تعاونا صادقا وأمينا وفق مبدأ الشراكة القدرية التاريخية مع حكومة العراق».

من جهته، أشاد سعد المطلبي، القيادي في ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي، بما ينوي رئيس البرلمان العراقي طرحه من مبادرات وأفكار من شأنها تجنيب العراق والمنطقة المخاطر والفتن. وقال المطلبي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «المبادرة التي يحملها النجيفي معه إلى طهران وربما إلى دول أخرى تأتي في سياق تحركات داخلية ولقاءات بين القيادات العليا في البلاد، وبالتالي فإنها من هذه الزاوية تحمل عناصر نجاح كثيرة»، مشيرا إلى أن «الصراع الداخلي في العراق له بعد إقليمي، وبالتالي فإن الحل يمكن في أن تتمكن الدول المهمة والمحيطة بالعراق من حل خلافاتها الثنائية فيما بينها بما يجنب العراق أي مشاكل تأتي نتيجة الخلافات بين هذه الدول». من جانبه، اعتبر القيادي في القائمة العراقية وعضو البرلمان العراقي حامد المطلك، في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط»، أن «مبادرة النجيفي سواء كانت بصفته رئيسا للبرلمان أو بوصفه قياديا في القائمة العراقية وتمثل وجهة نظر القائمة، فإنها تحتل أهمية كبيرة من وجهة نظرنا في هذا الوقت بالذات لأنها تأتي في ظل تصاعد حدة الانتفاضات في المنطقة». واعتبر أنه من «الضروري أن يتم دعم هذه المبادرة من قبل جميع القوى السياسية لأنها تمثل فرصة حقيقية لتلافي الخلافات ووضع حلول سليمة لما نعاني منه، لا سيما أننا مقبلون على اجتماعات خلال الأيام القادمة لتنفيذ ما تبقى من الاتفاقيات السياسية، وفي المقدمة منها اتفاقية أربيل».