كركوك: إطلاق 4 مختطفين بعد عملية أمنية.. والعثور على جثة مواطن مسيحي

185 قتيلا و364 جريحا حصيلة أعمال العنف في سبتمبر

عراقيون يعاينون، أمس، موقع انفجار وقع أول من أمس أمام مسجد في الحلة واستهدف مجلس عزاء موقعا عشرات القتلى والجرحى (أ.ب)
TT

كشف قائد شرطة محافظة كركوك، اللواء جمال طاهر، أن المختطفين الـ4، وهم ثلاثة مسيحيين وتركماني واحد، الذين اختطفتهم مجموعة مسلحة قبل أسبوعين أثناء خروجهم للصيد في منطقة محظورة من قضاء داقوق بمحافظة كركوك، قد تم تحريرهم، بينما لقي مواطن مسيحي آخر مصرعه خنقا في منطقة تقع على طريق بغداد.

وقال طاهر: «إن مديرية شرطة المحافظة كثفت في الأيام الـ4 الأخيرة إجراءاتها بحثا عن المسيحيين المختطفين وسيرت لذلك العديد من مفارزها في أنحاء متفرقة من أطراف المدينة، وبعد أن ضيقت الحصار الأمني على المنطقة اضطر الخاطفون إلى إطلاق سراح المختطفين الـ4 قرب قرية ميران زكة التابعة لقضاء داقوق، وعادوا جميعا إلى عوائلهم سالمين». ونقل اللواء قائد شرطة كركوك عن المختطفين أنهم «سمعوا أصوات أفراد المفرزة الأمنية التي جاءت إلى مكان اختطافهم مما أثار ذعر الخاطفين الذين اضطروا إلى تحريرهم ولاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة». وأكد طاهر أن «التعقيبات الأمنية ستتواصل لحين إلقاء القبض على أفراد هذه المجموعة المسلحة المتخصصة في خطف الرهائن». وكان العميد كاوة غريب، مدير شرطة داقوق، قد أشار في تصريحات صحافية إلى أن «القوات الأمنية التابعة للشرطة والجيش في المحافظة قامت بحملة أمنية في منطقة داقوق، وتمكنت من تحرير المختطفين الـ4، ولكن قائد شرطة كركوك نفى أن يكون تحريرهم عن طريق عملية أمنية»، مشيرا إلى أن «عوائل المختطفين دفعوا مبلغا من المال لقاء إطلاق سراحهم، ولكن الخاطفين احتفظوا بهم رغم ذلك إلى حين تمكنت قواتنا من تضييق الخناق عليهم مما دفعهم إلى إطلاق المختطفين ثم لاذوا بالفرار إلى جهة مجهولة».

وتتحدث التقارير الاستخباراتية الأميركية عن أزمة مالية تواجه تنظيم القاعدة في العراق مما يدفعه إلى تكثيف عملياته بخطف المواطنين والمطالبة بفدى لقاء إطلاقهم، بينما يركز التنظيم في الجانب الآخر هجماته على المصارف ومحال الصيرفة من أجل الاستيلاء على الأموال وتمويل عملياته الإرهابية في مناطق العراق.

من ناحية ثانية، أشار قائد شرطة كركوك إلى أن مواطنا مسيحيا قتل، أمس، قرب مدرسة إعدادية الوليد على طريق بغداد، وأن السلطات الأمنية التي سارعت إلى موقع الحادث وجدت بحوزته جواز سفر عراقيا مزورا، «وأثناء معاينة الجثة لم نجد أي آثار لطلقات نارية، مما يرجح قتله خنقا». وأضاف: «اتصلنا بعدد من المسيحيين للتعرف على القتيل، ولكن جميعهم أكدوا أنهم لا يعرفون شيئا عنه».

إلى ذلك، أعلنت مصادر رسمية عراقية، أمس، مقتل 185 شخصا وجرح 364 آخرين في أعمال عنف وقعت في مختلف أنحاء البلاد خلال الشهر الماضي. وأوضحت حصيلة أعدتها وزارات الدفاع والداخلية والصحة أن «185 عراقيا هم: 110 مدنيين، و33 عسكريا، و42 شرطيا، قتلوا خلال شهر سبتمبر (أيلول)»، حسب ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. كما أشارت الحصيلة إلى إصابة 364 عراقيا بجروح، هم: 132 مدنيا، و82 عسكريا، و150 شرطيا، خلال الشهر نفسه. في المقابل، قتل «45 إرهابيا واعتقل 215 آخرون» خلال الشهر الماضي، وفقا للمصادر نفسها.

وتدل حصيلة الضحايا على انخفاض بحدود 23 في المائة مقارنة بعدد ضحايا شهر أغسطس (آب) الذي سبقه، والذي قتل خلاله 239 شخصا وجرح 399 آخرون. وتعد الهجمات المتكررة في مناطق من العراق بالسيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة الأسلوب الأكثر دموية الذي يؤدي إلى سقوط ضحايا معظمهم من المدنيين.