الخبراء الليبيون يعودون إلى بلادهم من أجل إعادة الإعمار والنفط والأمن

أول منتدى ليبي يدعو إلى المصالحة مع فلول القذافي بشرط «عدم تورطهم في القتل والفساد»

TT

يعقد في ليبيا غدا أول «منتدى عالمي للخبراء الليبيين» من داخل البلاد وخارجها، وذلك لأول مرة منذ قيام ثورة 17 فبراير (شباط) الماضي، ويهدف إلى إعادة إعمار الدولة الغنية بالنفط والغاز التي حكمها العقيد الليبي معمر القذافي مدة 42 عاما. ويعتمد المنتدى على خبرات وطنية وعربية وأجنبية، ويركز على البترول والغاز والأمن تحت اسم «رؤية استراتيجية»، وذلك في مدينة درنة الواقعة بين مدينتي بنغازي وطبرق، حيث سيدعو إلى المصالحة بين الليبيين، من الثوار وفلول القذافي، بشرط «عدم التورط في القتل والفساد المالي»، ومن المقرر أن يفتتح الملتقى أحد الوزراء المختصين في المجلس الانتقالي الذي يدير ليبيا.

ويشارك في المؤتمر العديد من الخبراء الليبيين الذين ظلوا يعملون في الخارج منذ عقود، وبخاصة من بريطانيا وأميركا وأستراليا وغيرها. وعن طرح موضوع المصالحة في المنتدى، قال الدكتور جمال حريشة، وهو سياسي ليبي يعمل طبيبا في بريطانيا منذ نحو ربع قرن، إن الوضع الليبي له خصوصية.. «الشعب الليبي بكامل قواه متصالح، لكن هناك البعض من فلول القذافي، وهؤلاء لهم الحق في المشاركة السياسية، لكن بشرط أن لا تكون أيديهم ملطخة بالدماء أو ممن استغلوا مناصبهم في سرقة ثروات الشعب الليبي.. أي شخص كان مع القذافي خارج هاتين الشريحتين من حقه أن يشاركك في مستقبل ليبيا».

وأضاف حريشة بعد وصوله من بريطانيا إلى القاهرة مساء أمس في الطريق إلى ليبيا إنه يشارك في المؤتمر بخبرته في قطاع المستشفيات، وإنه ليس صحيحا أن يهيمن على المؤتمر الخبراء الغربيون، ولكنه «منتدى مفتوح لكل الخبرات الليبية في الخارج من أستراليا والإمارات وقطر وخبرات ليبية محلية».

ويقول المراقبون إن أهم محاور المنتدى تتعلق بالطاقة وإنتاج النفط والأمن والتسامح بين طرفي النزاع. ويوضح منظمو المؤتمر أن الخبراء من المرجح أن يطرحوا أسئلة حول «ما هو وضع النفط والغاز في ليبيا في غضون 6 أشهر، و12 شهرا، و18 شهر، و24 شهرا». وأن النقاش سيكون «على كيفية وضع ميزانية لإنتاج النفط لتلبية الاحتياجات والمتطلبات داخل الدولة»، و«تقييم القدرة الإنتاجية الحالية»، و«كيفية نقل النفط عن طريق الموانئ والأنابيب من مناطق الإنتاج الخام إلى مراكز التكرير»، و«وضع قوانين جديدة لتنظيم حق استخراج النفط عن طريق شركات النفط والغاز الدولية».

وفي ما يتعلق بالأمن يقول منظمو المؤتمر إنه سيبحث «تكوين مؤسسات الأمن القومي، واستراتيجية الدفاع الوطني وأمن الدولة والاستخبارات والمعلومات في ليبيا». أما في ما يتعلق بـ«حقوق الإنسان والتسامح بين الليبيين»، فسوف يجري حوار حول وضع وتطبيق العدالة على مرتكبي الجرائم والعفو عن الآخرين ممن لم يثبت تورطهم في شيء، بالإضافة إلى خلق مناخ يقوم على مبدأ الاحترام المتبادل مع ضمان الحقوق المدنية والاقتصادية والاعتراف بالأعراف الاجتماعية.

ويهدف المنتدى إلى توفير المجال للخبراء لمناقشة استراتيجيات العمل لمرحلة ما بعد سقوط القذافي. ويقول منظمو المنتدى إنه «سيركز على الفترة الحرجة والمباشرة لسقوط النظام نتيجة الفراغ المتوقع حدوثه إثر انهيار المؤسسات الإدارية والأمنية في ليبيا، وبحث مرحلة إعادة البناء والانتقال إلى مرحلة تعتمد على الديمقراطية والحرية».

وقالت مصادر قائمة على المنتدى إن أحمد الجهاني، وزير إعادة الإعمار التابع للمجلس التنفيذي للمجلس الوطني الانتقالي الليبي، سيلقي الكلمة الرئيسية في هذا الملتقى الذي يحمل أيضا شعار «ليبيا المستقبل.. المنتدى العالمي للخبراء الليبيين»، ويستمر لمدة 3 أيام، ويضم مجموعة مختارة من الخبراء والتكنوقراط والمخططين الاستراتجيين والمفكرين الليبيين.