القبض على شاب كان يطلق النار عشوائيا في فيينا منذ أغسطس الماضي

TT

أي دافع ذلك الذي يمكن أن يدفع بشابين في مقتبل العمر للتجوال حول مدينة آمنة ومسالمة، واختيار عدد من سكانها واقتناصهم عشوائيا، وإصابة كل بطلقة واحدة من مسدس غازي تحط حيثما كانت.. في الرأس أو العنق أو الكتف، مما أدخل الفزع والروع في قلب مجتمع بأسره طيلة شهر ونصف الشهر؟! منذ منتصف أغسطس الماضي وحتى عصر الجمعة الماضي ظلت العاصمة النمساوية فيينا مشغولة بل متوترة، وهي عاصمة تفتخر بأمنها وأمانها، بسبب قناص أصاب في سلسلة حوادث غير مسبوقة 18 ضحية إصابات مختلفة بعضها خطير تطلب عملية في المخ نتيجة طلقات مجهولة صوبها من سيارة متحركة.

حتى اللحظة، لم تكتشف وسائل الإعلام التي انشغلت بتلك الحوادث أي علاقة أو رابط بين الضحايا، غير أنهم من سكان أحياء المدينة المختلفة، قادهم سوء حظهم إلى أن يقرر ذلك القناص أن يكونوا هدفا لطلقاته التي استمرأ تصويبها في وضح النهار من سيارة «أوبل أسترا» بيضاء اللون، ثم يفر دون أثر غير هاتين المعلومتين اللتين اتضح أنهما، ورغم قلتهما، قد قادتا للإمساك به وبدء التحقيقات معه.

حتى الأمس، لم تزد الشرطة في بياناتها على غير خبر توقيفه، مكتفية بالقول إنه شاب في العشرين من عمره يعمل بائعا، استغل سيارة والده ومسدسا غازيا قديما تعود ملكيته إلى جدته وقد رافقه في أكثر من رحلة صديق يماثله في العمر.

ما لم تكشف عنه الشرطة كذلك اسم الفائز بمبلغ 22 ألف يورو حيث كانت قد رصدته كجائزة لمن يقدم لها معلومات تقود للقبض على القناص، مكتفية بالقول إن أكثر من 300 شاهد عيان مدوها بمعلومات عن نوعية سيارة الجاني ولونها مما مكنها من الوصول إليه بعمليات رصد وتحر دقيقة قامت بها بحثا عن كل ما يتعلق بكل سيارة من ماركة «أوبل أسترا» بيضاء اللون في فيينا.