مصارعة المعتقلين!

TT

* تعقيبا على مقال سمير عطا الله «الثور الأخير»، المنشور بتاريخ 1 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، أقول: إن هذا يحدث مع الإنسان في العالم العربي الذي يتمنى أن يموت كموت الثيران في حلبة المصارعة، الذي لا يستغرق أكثر من ساعة زمنية؛ لأن مصارعة «الإنسان» في عالمنا «المتحضر» تستهلك سنوات عمره كلها منذ ولادته إلى أن يفارق الحياة غير آسف عليها لما يلاقيه من تعذيب نفسي وجسدي ومادي ومعنوي.. نحن بحاجة ماسة إلى تشكيل جمعيات تدعو إلى «الرفق بالإنسان قبل الحيوان» وعدم تعذيبه حتى الموت بسبب أفكاره. ومن خصال صدام حسين الحميدة أنه حوَّل الموت البطيء إلى الموت السريع، وذلك بإطلاق رصاصة «الرحمة» على من يعارضه ولو بنظرة - وليس بكلمة - استنكارا لجرائمه البشعة؛ لذلك قدسه العرب ونال استحسانهم لبالغ «عطفه» على المعارضة! أما عن نجوم رياضة مصارعة «الإنسان» في العراق فحدث.. ولقد رأيتها بأم عيني في إحدى حلبات «مصارعة المعتقلين» في سجون البعثيين بعد انقلابهم في 8 فبراير (شباط) 1963 الذي سيبقى وصمة عار في تاريخهم! كانوا يضعون قطعة من القماش السميك على عيون المعتقل ويأمرونه بالركض فيركض المسكين بكل الاتجاهات، ينادونه فيتجه نحو مصدر الصوت فتتلقفه الأرجل بالرفسات والأيدي باللكمات إلى أن يسقط على الأرض وسط قهقهاتهم!! سامي البغدادي - تورينو [email protected]