قائد اللواء 25 ميكا: «القاعدة» تلقت ضربة في أبين ولا صحة لقتل عشرات العسكريين في غارة جوية

مواجهات بين القوات المؤيدة والمناوئة لصالح في صنعاء

سيدة يمنية مؤيدة للرئيس صالح تلصق صورته على جبينها أثناء مسيرة تأييد في العاصمة صنعاء الجمعة (أ.ب)
TT

نفى العميد محمد الصوملي، قائد اللواء 25 ميكا، الذي حاصرته عناصر «القاعدة» في محافظة أبين جنوب اليمن لعدة أشهر ما تناقلته وكالات الأنباء أمس عن مقتل العشرات من العسكريين اليمنيين في محافظة أبين بضربة جوية نفذها الجيش اليمني عن طريق الخطأ على موقع كان عدد من الجنود النظاميين يتمركزون فيه. وقال العميد الصوملي في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط»: «هذه معلومات لا أساس لها من الصحة»، وأضاف أن شيئا من هذا القبيل لم يحدث «لا في اللواء 25 ميكا ولا في الألوية الأخرى».

وأضاف العميد محمد الصوملي الذي واجه تنظيم القاعدة في المحافظة الجنوبية: «إن عناصر تنظيم القاعدة في محافظة أبين نالت ضربة موجعة في الآونة الأخيرة على يد قوات الجيش اليمني في اللواء 25 ميكا والألوية الأخرى التي خرجت لفك الحصار عنه». وقال الصوملي: «خرجت عناصر (القاعدة) من كثير من أحياء مدينة زنجبار (عاصمة محافظة أبين)، وإن كانت لا تزال لها بعض المواقع غير الثابتة في بعض أحياء المدينة»، وأضاف: «ما زالت لهم عناصر (القاعدة) جيوب، وليس لهم مواقع ثابتة، وقد تمكنا من استعادة الكثير من العتاد العسكري الذي سيطرت عليه تلك العناصر» غير أن قائد اللواء الذي حاصرته القاعدة لشهور عدة قال: «إن عناصر (القاعدة) لا يزالون يتمركزون كذلك في مدينة جعار، والعزم موجود لتطهير المدينة منهم باستخدام القوة العسكرية، إلا إذا استطاع المواطنون من أبناء المنطقة التمكن من دحرهم».

وكانت أنباء قد وردت عن مقتل 25 جنديا يمنيا على الأقل في اشتباكات مع تنظيم القاعدة، وفي غارة جوية استهدفت مساء أول من أمس (السبت) مدرسة استولت عليها القوات اليمنية من التنظيم، حسبما أفاد به مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس الأحد.

وقال المصدر إن غارة نفذها الطيران اليمني «استهدفت مدرسة في حي باجدار في زنجبار، بعد أن حررتها قوات الجيش من مسلحي (القاعدة) الذين كانوا يسيطرون عليها». وذكر المصدر أن «الغارة أحدثت حالة من الإرباك، كما ترافقت مع اشتباكات مع عناصر التنظيم في المنطقة»، مما أسفر عن مقتل 25 جنديا على الأقل. وذكر مصدر عسكري آخر أن الغارة «أحدثت ضربة كبيرة لمعنويات الجنود المتمركزين في المدرسة»، فقام مسلحو (القاعدة) المتواجدون في المنطقة بشن هجوم على المدرسة.. «وقاموا بتصفية عدد كبير من الجنود». من جهته، ذكر مصدر طبي أن سيارات الإسعاف لم تتمكن من الوصول إلى المكان. إلا أن التلفزيون اليمني الرسمي نقل عن مصدر عسكري نفيه لسقوط ضحايا من الجيش في غارة عن طريق الخطأ.وبحسب التلفزيون، فإن هذا الخبر «لا أساس له من الصحة». وكانت مصادر طبية أفادت، أول من أمس (السبت)، أن ستة جنود آخرين قتلوا السبت في هجوم شنته القوات اليمنية على حي باجدار بمدينة زنجبار الجنوبية التي يسيطر مسلحون من تنظيم القاعدة على أجزاء منها. ونقل موقع 26 سبتمبر (أيلول) التابع لوزارة الدفاع عن مصدر عسكري مسؤول قوله إن وحدات القوات المسلحة «تمكنوا من تطهير أجزاء كبيرة من مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، من العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، بما فيها منطقة باجدار وضواحيها».

وفي سياق المواجهات الدائرة في صنعاء، أفادت تقارير إخبارية بأن اشتباكات، وقعت الليلة قبل الماضية، بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح والمناهضة له في العاصمة صنعاء. وقتلت طفلة في السابعة من العمر، أمس، في انفجار قذيفة في وسط صنعاء بينما أصيب ثمانية أشخاص بجروح في اشتباكات بين قوات الجيش الموالية والمنشقة بالقرب من ساحة التغيير في العاصمة اليمنية، بحسب ما أفادت به مصادر طبية وشهود عيان. وقال شهود لوكالة الصحافة الفرنسية إن اشتباكات محدودة اندلعت بين جنود من الفرقة أولى مدرع التي يقودها اللواء المنشق علي محسن الأحمر وجنود الأمن المركزي الموالين للرئيس علي عبد الله صالح، وذلك في جنوب ساحة التغيير التي يعتصم فيها المطالبون بإسقاط النظام. وذكر الشهود أن الاشتباكات دارت خصوصا في منطقة تجارية مكتظة عند تقاطع شارعي هائل والزبيري، بينما سقط عدد من القذائف في هذه المنطقة مما أسفر عن حالة هلع وعن فرار أعداد كبيرة من المتسوقين.

وأكدت مصادر طبية أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة ستة جرحى مدنيين، خضع اثنان منهم لعمليات جراحية، كما أصيب جنديان من الفرقة الأولى مدرع. في هذه الأثناء، سقطت قذيفة في جوار مدرسة صلاح الدين في حي الأكمة بوسط صنعاء، مما أسفر عن مقتل طفلة، حسبما أفاد به سكان في الحي. وأكد الطبيب محمد الصرمي من مستشفى العلوم والتكنولوجيا لوكالة الصحافة الفرنسية أن الضحية هي الطفلة مرام بكيل شرف، البالغة سبع سنوات، وقد توفيت جراء إصابتها بشظايا في العنق والرأس.

ورفع المستشفى الميداني بساحة التغيير جاهزيته استعدادا لاستقبال قتلى أو مصابين، جراء تجدد الاشتباكات في المداخل الجنوبية للساحة. وكان تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية قد أعلن مؤخرا مسؤوليته عن عدد من العمليات، التي استهدفت عددا من الأهداف الحكومية اليمنية تزامنا مع أنباء مصرع زعيمه الروحي أنور العولقي.

وقد حذرت الولايات المتحدة رعاياها في جميع أنحاء العالم من «احتمال حدوث عمليات انتقامية»، بعد مقتل اثنين من قياديي تنظيم القاعدة في غارة جوية في اليمن. وجاء تحذير الخارجية الأميركية بعد يوم واحد من مقتل الإمام اليمني الأميركي المتطرف، أنور العولقي، الذي قال الرئيس باراك أوباما إنه مسؤول العمليات الخارجية في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية.

وقتل في الغارة نفسها الباكستاني الأميركي سمير خان، الذي كان محرر المجلة التي تصدر باللغة الإنجليزية «إينسباير».

وقالت الخارجية الأميركية إن «مقتل العولقي الذي كان مدافعا مهما عن العنف باللغة الإنجليزية، يمكن أن يدفع أشخاصا أو مجموعات إلى التحرك في أي مكان في العالم للانتقام لمقتله». وأضافت أن «العولقي وأعضاء آخرين في (القاعدة) دعوا في الماضي إلى شن هجمات ضد الولايات المتحدة والمواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية». وذكرت وزارة الدفاع اليمنية أن العولقي قتل الجمعة في غارة جوية في محافظة مأرب التي ينشط فيها تنظيم القاعدة. وقال رجل جرح في الهجوم إن سبعة أشخاص قتلوا في هذا الهجوم. وتشتبه واشنطن خصوصا في أن الأمام اليمني المتطرف كان على صلة بالنيجيري عمر فاروق عبد المطلب، الذي نفذ محاولة اعتداء في 25 ديسمبر (كانون الأول) 2009 على متن طائرة أميركية. ورفض البيت الأبيض كشف تفاصيل العملية التي جرت بسرية تامة كما يحدث عادة في عمليات مكافحة الإرهاب. إلا أن مسؤولا أميركيا رفيع المستوى أكد لـ«واشنطن بوست» أن «سي آي إيه» ما كانت لتقتل مواطنا أميركيا من دون موافقة خطية من وزارة العدل.

ويرى خبراء أن مقتل الإمام المتطرف يشكل ضربة موجعة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي كان بمثابة زعيمه الروحي، لكن دون أن يكون لذلك تأثير بعيد المدى على قدرة التنظيم على التحرك وعلى ضرب أهداف في اليمن.