اليمن تشير إلى دورها في الهجوم الأميركي على العولقي

TT

قام مسؤولون يمنيون بتقديم تفاصيل أكثر اول من امس عن دورهم في تعقب وقتل رجل دين أميركي المولد، فيما ذكر متحدث باسم الحكومة أنه يجب على الولايات المتحدة إظهار مزيد من التقدير للرئيس اليمني نظرا لمساعدته في هذه القضية. وذكر مسؤول يمني رفيع المستوى، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، أن اليمن قدمت معلومات استخباراتية للولايات المتحدة تتعلق بمكان أنور العولقي، رجل الدين الذي قتل خلال هجوم طائرة أميركية بدون طيار يوم الجمعة. وأضاف المسؤول أنهم حصلوا على هذه المعلومات من «عضو في جماعة تنظيم القاعدة كان قد تم اعتقاله مؤخرا».

وأشار إلى أن مسؤولي أمن يمنيين حددوا موقع العولقي يوم الجمعة صباحا في منزل بقرية الخسف في منطقة الجوف. وتقع هذه القرية البعيدة في صحراء ليس للحكومة اليمنية سيطرة عليها وتحكمها قبائل ذات ولاءات متنوعة. وذكرت الولايات المتحدة أن العولقي، المروج الإعلامي لفرع تنظيم القاعدة في اليمن، كان يقوم بدور تنفيذي في التنظيم، وكانت إدارة أوباما قد وضعته العام الماضي على قائمة المستهدفين بالقتل أو الاعتقال. هذا وقد ذكر الرئيس أوباما يوم الجمعة أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن يعد «أكثر فروع تنظيم القاعدة نشاطا في شبه الجزيرة العربية»، وأن الولايات المتحدة هي الهدف الرئيسي لهم. وقد أصدرت وزارة الخارجية تحذير سفر يوم السبت، تحذر فيه من أن هذا الهجوم «قد يقدم دافعا» لهجمات انتقامية في كافة أنحاء العالم ضد المواطنين الأميركيين والمصالح الأميركية.

جاءت عملية القتل هذه بعد أسبوع من عودة الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، الذي كان يعالج في السعودية بعد إصابته بجراح جراء محاولة اغتيال تعرض لها وتطالب حركة احتجاج واسعة في اليمن والمعارضة السياسية والقوى الإقليمية والولايات المتحدة باستقالته بعد حكم دام 33 عاما.

وأدى توقيت الهجمات الجوية هذه إلى تكهنات بأن صالح، الذي كثيرا ما يصف نفسه بأنه حصن لا غنى عنه ضد تنظيم القاعدة، قد قام بتسليم العولقي للأميركيين لتقليل الضغط الأميركي لتنحيه. وقد ذكر مسؤولون أميركيون يوم الجمعة أنه لا علاقة بين عودة صالح والهجمات الجوية. كما ذكروا أن قوات الأمن اليمنية والأميركية تتعقب العولقي منذ عامين تقريبا، وأن المعلومات الجديدة بشأن موقعة ظهرت قبل ثلاثة أسابيع. وأضاف المسؤولون أن هذه المعلومات سمحت لوكالة الاستخبارات المركزية بتعقب حركاته وانتظار الفرصة المناسبة للهجوم حتى لا يكون هناك مخاطر كبيرة على المدنيين. وأوضح مسؤول أميركي بارز يوم السبت أن تنحي صالح العاجل يظل هدفا في السياسة الأميركية كما ذكر أن الحكومة اليمنية «لم تتوهم» أن تقوم الولايات المتحدة بتغيير موقفها. وأضاف المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم ذكر اسمه: «المحافظة على التعاون العسكري المتبادل في مصلحتنا. ولا نرغب في تقليل أهمية هذا التعاون». ومع ذلك ذكر متحدث باسم الحكومة اليمنية أن صالح يستحق الثناء لقيامه بمساعدة الأميركيين.

كما تساءل عبده الجندي، نائب وزير الاعلام، الناطق الرسمي باسم علي صالح، لوكالة رويترز قائلا: «بعد هذا الفوز الكبير المتمثل في النيل من العولقي، يطالب البيت الأبيض بالتنحي السريع للرئيس؟ إن الأميركيين لا يحترمون الأشخاص الذين يتعاونون معهم». ورفض محمد قحطان، المتحدث باسم تحالف المعارضة اليمنية، فكرة أن قتل العولقي تعد شرفا للحكومة. بدلا عن ذلك، فإن هذا قد أظهر «فشل وضعف النظام في القيام بواجبه في اعتقال ومحاكمة العولقي وفقا للدستور. وهذا ما أجبر الولايات المتحدة على تعقبه بوسائلها الخاصة».

ورغم أن اليمن لم تقم بتنفيذ الهجوم، الذي انطلق من قاعدة أميركية سرية، فقد أعلن مسؤولون يمنيون سريعا عن النتائج، حيث قام مسؤول أمن يمني رفيع المستوى بالاتصال بصحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة في تمام الساعة العاشرة وخمسة عشر دقيقة صباحا حسب التوقيت المحلي، أي بعد عشرون دقيقة تقريبا من الهجوم. كما أذاعت وزارة الدفاع هذا الخبر بعد ساعة من الهجوم وقبل ساعات من قيام مسؤولون أميركيون بإلقاء أي تصريح علني.

*خدمة «نيويورك تايمز»