القرضاوي ينتقد فتوى علماء يمنيين مؤيدين لصالح

قال إن طاعة ولي الأمر مشروطة

TT

انتقد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، أمس (الأحد) البيان الذي أصدرته مؤخرا جمعية علماء اليمن بتحريم الخروج على الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بالقول أو بالفعل. وشدد القرضاوي على أن «الفقه الرجعي الذي يسير في ركاب الحكام وإن ظلموا وجاروا ينبغي أن يختفي أمام الفقه الثوري، الذي يعمل على تقوية الشعوب وينقي الحكم من مطامعه ومساوئه». وأوضح الفقيه الإسلامي في تعقيبه الذي حصلت وكالة الأنباء الألمانية بالقاهرة (د.ب.أ) على نسخة منه «أن استدلالهم بقول الله تعالي (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) في غير محله. وأكد على أن «طاعة ولي الأمر تجب إذا ما تحقق بطاعة الله ورسوله وقام بتنفيذ شرعه وما تم الاتفاق عليه بينه وبين شعبه». وأضاف «الشعب اليمني الآن بالآلاف والملايين يطالب الرئيس بالرحيل، وهو لا يستجيب لهم، وذلك في سبع عشرة محافظة، ومنذ سبعة شهور فكيف يريد حاكم أن يبقى والناس لا تريده». وشدد القرضاوي بالقول: «إن الخروج الذي يُنكر هو الخروج بالسلاح لقتاله, وهذا لم يحدث، بل هو الذي يقاتل ويسيل الدماء.. لقد نسي هؤلاء العلماء الكثير من الحقائق والمسلمات في دفاعهم عن حاكم استبد بالسلطة منذ 33 عاما، كما نسوا أن الدستور والقوانين تبيح الخروج في مظاهرات سلمية ولا يجوز للحاكم ولا لغيره أن يعتدي عليها». وأضاف: «كان على هؤلاء العلماء أن ينصحوا الحاكم بالاستجابة لمطالب شعبه في اختيار حاكمهم بإرادتهم ليقوم بمسؤوليته لا أن يفرض نفسه عليهم ويراوغ للاستمرار في حكمهم وإذلالهم وقتلهم بالحديد والنار».

ويشهد اليمن احتجاجات تطالب بتنحي الرئيس صالح منذ شهر فبراير (شباط) الماضي.

وعاد صالح إلى البلاد أخيرا من السعودية حيث كان يُعالج من جروح أصيب بها في محاولة لاغتياله في يونيو (حزيران). وتزامنت عودته المفاجئة مع موجة من العنف وإراقة الدماء في العاصمة صنعاء شهدت مواجهة عسكرية بين القوات الموالية لصالح والمناهضة له، بعد فترة هدوء استمرت شهرا.

وأصبحت أعمال العنف متفرقة منذ عودة صالح، لكن كثيرا من اليمنيين والمراقبين يخشون أن تنزلق البلاد في نهاية المطاف إلى مواجهة أعنف، إن لم يكن إلى حرب أهلية.

ووقعت اشتباكات مجددا في صنعاء، أمس، وتحدث سكان عن إطلاق نيران قرب قاعدة اللواء علي محسن، الذي انشق على صالح في مارس (آذار) وانضم للمحتجين الذين يدعون إلى إنهاء حكمه الممتد منذ 33 عاما.