شباب رائع تحت منظار برانديللي

لويجي جارلاندو

TT

«ومع ذلك، هي تتحرك»، هكذا أكد تشيزاري برانديللي، المدير الفني للمنتخب الإيطالي الأول لكرة القدم، من وجهة نظره، أن الكرة الإيطالية ليست متوقفة هكذا، مثلما يبدو. ربما لأننا قادمون من مونديال كارثة، وربما لأن الموسم الماضي قد جلدنا بسبب البطولات الكثيرة، وربما لأن ناديي الإنتر والميلان، أي حاملي لقب الدوري في السنوات الست الأخيرة، قيد الفحص، وهما متقدمان في العمر ومتعبان. ربما بسبب هذا كله نشعر بالإحباط حينما ننظر إلى الدول الأخرى، وإنما برانديللي، من مرصده في فلورنسا، يقودنا للتفاؤل.

هنا يوجد كلاوديو ماركيزيو (25 عاما)، الذي كان قد ظهر مع المنتخب الإيطالي لأول مرة فتى صغيرا، نحيفا وعنيدا. وكانوا يشبهونه بتارديللي، ويكررون ذلك في كل مرة يقوم فيها بشيء طيب، مثل يوم الأحد الماضي، حينما سجل هدفين في مرمى فريق الميلان. وقد أقسم المدرب أنطونيو كونتي هذا الصيف قائلا: «معي، لن يلعب ماركيزيو على الأجناب أبدا». أي سيبقى اللاعب الشاب في قلب الملعب ومشروع الفريق، على الرغم من وجود فيدال، وتعد ثقة المدير الفني هي أفضل هرمون للتطور. وبخصوص سيباستيان جوفينكو (24 عاما)، كان الجميع يقولون: «إنه صغير»، والآن يقول الجميع: «إنه بارع»، ويسجل الأهداف أيضا. منذ عام مضى، قال لنا ماريو بالوتيللي: «من هو اللاعب الأفضل في إيطاليا؟ جوفينكو». كان يبدو هذا أحد تصريحاته المتعجلة. واليوم، ليس هو الوحيد من يؤمن بذلك. إذا كان ماريو، وهو لاعب فذ في حالة بيات، سيبقى في ظل نزوات تيفيز ودزيكو، فإن برانديللي سيكون مديرا فنيا سعيدا، وأول من أمس سجل سوبر ماريو والنملة الذرية، مثلما يسمون جوفينكو نظرا لصغر حجمه، في كوفرتشيانو في معسكر الفريق.

وقد سجل جوسيبي روسي (24 عاما)، أيضا وتألق أيضا، بينما يعيش ريكاردو مونتوليفو تجربة تحمل معاناة، ما بين الانتقادات والاتهامات التي على العكس تزيده قوة. وبخلاف من هم لديه في صفوف المنتخب الآن، فقد ركز منظار غاليليو الخاص ببرانديللي على موهبة أليسيو تشيرتشي (24 عاما) وأوسفالدو (25 عاما)، الأول رحل عن فريق روما والآخر وصل إليه هذا الموسم، وكلاهما يعيش حياته الثانية، بعد فترة من الإحباط والإخفاق. وهو ما حدث أيضا مع بالوتيللي وجوفينكو اللذين رحلا عن الإنتر واليوفي على التوالي. تبدو هذه هي قاعدة كرة قدم شاقة، بحيث يلمع النجم وهو صغير جدا، ثم يرحل إلى أحد الأندية الصغيرة لمداواة جروحه، ثم يفرض نفسه مجددا على القمة وهو أكثر صلابة. لاعبا اليوفي السابقان كريشيتو وبالزاريتي يعلمان ذلك. وما بين الواحد والعشرين عاما لدى بالوتيللي والستة والعشرين عاما لمونتوليفو، هناك جيل رائع من الشباب الذين ساعدهم الحظ، ويقتربون في صمت من بطولة أمم أوروبا. ومعهم في رحلتهم برانديللي، وهو خبير في نفوس اللاعبين الشباب. ولكن إذا سمع أحدا يقول إن الأجانب هم من يهيمنون وأن كرة القدم الإيطالية قديمة ومتوقفة، فإن المدير الفني معه الحق في التأكيد أنها «مع ذلك، تتحرك».