لجنة حكومية لربط الزلفي بقطار الشمال ـ الجنوب

المطلان الشرقي والغربي يؤهلان المحافظة للجذب السياحي

الأمير سلمان بن عبد العزيز وجه بإمكانية ربط محافظة الزلفي بقطار الشمال - الجنوب («الشرق الأوسط»)
TT

كشف مسؤول محلي بمحافظة الزلفي (وسط السعودية) أن هناك جهات حكومية عدة تبحث إمكانية ربط المحافظة بقطار الشمال - الجنوب، بعد مطالبات عدة رفعها أهالي المحافظة للمسؤولين. وذكر المصدر أن اللجنة باشرت مهامها وتعمل على إيجاد الحلول.

وأكد لـ«الشرق الأوسط» زيد بن محمد الحسين، محافظ الزلفي، أن الأمير سلمان بن عبد العزيز، أمير منطقة الرياض، وجه بدراسة إمكانية وجود محطة للقطار لربط المحافظة بسكة القطار، وتشكلت لجنة لبحث إمكانية ذلك.

يذكر أن خط سكة الشمال - الجنوب للشحن ونقل الركاب يربط مناجم الفوسفات بحزم الجلاميد بعرعر شمال السعودية، ومناجم البوكسيت بالزبيرة بمنطقة حائل مع مناطق التصنيع برأس الزور على الخليج العربي، وخط الركاب والبضائع الذي يربط الرياض بالحديثة على الحدود الأردنية، مرورا بسدير والقصيم وحائل والجوف خلال العام، حيث سيتم بناء ست محطات للركاب في كل من الرياض والمجمعة والقصيم وحائل والجوف والحديثة وسيتنقل الركاب بين تلك المدن بقطارات حديثة تسير بسرعة 200 كم/ساعة. بالإضافة إلى تسع محطات للشحن في الرياض ومدينة سدير الصناعية والقصيم ومدينة الأمير عبد العزيز بن مساعد الاقتصادية بحائل والجوف والحديثة وفي رأس الزور والجبيل بالإضافة إلى محطة شحن ببسيطاء لنقل المنتجات الزراعية.

ومن جهته، أكد زيد بن محمد الحسين، محافظ الزلفي، أن تكامل الخدمات في المحافظة يؤهلها لتكون جاذبة سياحيا مع ما تملكه من مخزون ثقافي ومواقع أثرية ومواقع سياحية. وبحسب محافظ الزلفي فإن المحافظة مرتبطة بعدد من الطرق السريعة المحلية والدولية، ويجري حاليا تنفيذ طريق مزدوج يربط الزلفي بمدينة بريدة مباشرة، مما يسهم في سهولة الوصل وبمسافة أقل. وأشار زيد بن محمد الحسين إلى أن موقع محافظة الزلفي الذي يتوسط السعودية يعد من أهم الميزات النسبية، حيث غدت المحافظة موقعا للتبادل التجاري ونقطة مرور لسيارات الشحن المتجهة لدول الخليج خاصة الكويت.

وفي السياق ذاته، بين عبد الله الفالح، أحد رجال الأعمال في السعودية ومن سكان الزلفي، أن المحافظة تنفرد بعدد من الميزات النسبية التي تؤهلها حتى تكون وجهة سياحية، خاصة للسياحة البيئية، حيث تنتشر في الزلفي 5 آلاف مزرعة قام عدد من الملاك بتحويلها لنزل واستراحات ريفية. وأكد الفالح، وهو من أقدم المستثمرين في قطاع الإيواء بالزلفي قبل أكثر من 40 عاما، أن عطلات نهاية الأسبوع والعطلات الرسمية تشهد إشغالا كاملا لقطاع الإيواء. وشدد عبد الله الفالح على أن المحافظة تتميز بالمطلات الشرقية والغربية التي تحولت لمواقع سياحية جاذبة، بعد أن كانت طبيعتها الجغرافية شديدة الوعورة يتعذر الوصول لها، وقد بادر عدد من رجال الزلفي بمساندة عدد من الجهات الحكومية وعلى رأسها بلدية الزلفي للاستفادة منها بشكل ملائم، وتتميز بإطلالة على جبل طويق وأخرى على نفود الثويريات. ويتم حاليا ترميم القرية القديمة في علقة بالقرب من الزلفي عبر مشروع تقوم عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار.

إلى ذلك، قال محمد محمد عبد الرزاق عبد الكريم إن محافظة الزلفي تضم أكثر من 20 موقعا أثريا يعود البعض منها لما قبل الإسلام، وأشار إلى أن سبب تسمية الزلفي عائد إلى تزلف وانحدار جبال طويق، واندثارها تحت رمال نفود الثويرات، ومن أهم المواقع السياحية المطلان الشرقي والغربي، وهما يتربعان على تلال النفود. وتتميز الزلفي بمثل هذه المطلات التي تخصص أهالي الزلفي في بنائها فوق رمال النفود بطرق فنية وهندسية مختلفة تجذب الزوار بأشكالها وجماليتها، وقد حول أهل الزلفي مرتفعات النفود الوعرة لمطلات وشاليهات سياحية، فوق تلال من الرمال، ترتفع لأكثر من 300 متر فوق سطح البحر، وتقع بالقرب من الزلفي بحيرة الكسر، وسد وادي سمنان ووادي عريعرة، ووادي مرخ، ووادي الحسكي. ويوجد بمحافظة الزلفي أكثر من 4 متاحف خاصة تضم معروضات قديمة ونادرة تحكي حياة الأهالي قديما وتعرف بها، مع معروضات أخرى يتجاوز عمرها 500 سنة، بحسب عارضيها. فيما يعد قصر الأمير سعود بن عبد العزيز، والذي أنشئ في الدولة السعودية الأولى عام 1124هـ من أقدم المواقع السياحية والأثرية في المحافظة.