علماء ألمان يبحثون دور الشاي الأخضر في الوقاية من سرطان القولون

تجربة تضم 300 ألف شخص تستمر 6 سنوات

TT

يعد احتساء الشاي الأخضر من العادات الصحية بشكل عام، على الرغم من أن الدراسات العلمية في هذا الصدد محدودة، غير أن محاولة استكشافية جديدة - هي الأكبر من نوعها في العالم حتى يومنا هذا، بحسب توماس سوفرلاين، مدير قسم طب الأمراض الباطنة بمستشفى جامعة هاله بألمانيا، والمشرف المشارك في البحث - تسعى لمعرفة ما إذا كان الشاي الأخضر يمكنه الحيلولة دون الإصابة بسرطان القولون. تستهدف الدراسة استكشاف أثر الشاي الأخضر على تكون النسيج الذي يحتمل أن يتحول إلى ورم خبيث أو نسيج سرطاني. وتتولى منظمة «جيرمان كانسر ايد» وهي منظمة غير هادفة للربح، ولا تتلقى تمويلا من الحكومة، سداد تكلفة البحث بأكملها البالغة 2.1 مليون يورو (2.8 مليون دولار) من التبرعات التي تتلقاها. وتقول كريستيانا تشوبه، المتحدثة باسم المنظمة: «لصالح الأشخاص المعنيين، نحن بحاجة لبحث كل الاحتمالات، ومنها وسائل العلاج الطبيعية». لقد بدأت التجربة التي تضم 300 ألف مشارك، لتوها، ويقول سوفرلاين: «لقد تم اختيارهم للمشاركة في التجربة التي سوف تستمر ثلاث سنوات.. لكن لأنها دراسة تعاقبية فإن آخر الحالات سيتم الانتهاء منها بعد ست سنوات من بدء التجربة». كل المشاركين في التجربة والذين وقع عليهم الاختيار من ثلاثين مركزا وعيادة طبية في ألمانيا، خضعوا لعمليات إزالة نسيج قولوني، وتزداد احتمالات إصابتهم بسرطان القولون. يريد الباحثون أيضا أن يعرفوا ما إذا كان الشاي الأخضر يساعد في الحيلولة دون تكرار ظهور تلك الأنسجة. بالإضافة إلى بعض المواد ذات المذاق المر والكافيين، يحتوي الشاي الأخضر على الهرمون النباتي «إيبيجالو كاتشين جاليت 3 - جالات» المعروف اختصارا بهرمون «إي جي سي جي». وقال سوفرلاين: «أظهرت الكثير من الأبحاث أن (هرمون) إي جي سي جي يحول دون تكون أورام البروستاتا والصدر والرحم». ولإيضاح التجربة بشكل مبسط يمكن القول إنها تستخدم الشاي الأخضر في شكل كبسولات بجرعات لا تتجاوز كبسولتين في اليوم. وتوضح جوليا ستينجل، خبيرة العقاقير العلاجية بجامعة أولم في ألمانيا، والمشرف المشارك في فريق البحث: «هذه الجرعة تعادل خمس إلى عشر أكواب من الشاي حسب طريقة الإعداد». تحتوي الكبسولات على خلاصة بها كل المكونات الفعالة في الشاي، ما عدا الكافيين الذي تمت إزالته. تتلقى مجموعة من المشاركين كبسولات تحتوي على خلاصة الشاي الأخضر، بينما تتناول مجموعة أخرى عقاقير وهمية، ولا يعرف المشاركون أو الباحثون أي مجموعة تتناول أي عقار. وقالت ستينجل: «هذا يجعل مسألة التقييم الموضوعي ممكنة».

المشاركون في التجربة يتم إجراء اختبارات الدم لهم كل أربعة أشهر لقياس أداء الكبد والدم، كما يطلب منهم تحديد ما إذا كانوا شربوا الشاي الأخضر أو تعاطوا أي عقاقير أخرى، وبعد فترة ثلاث سنوات سيتم إجراء مسح بالمنظار للقولون لمعرفة ما إذا كانت هناك أنسجة قد تكونت وعددها.

ويشير المشرفون على التجربة إلى أنه حتى لو تبين أن الشاي الأخضر يحول دون تكون أنسجة سرطان القولون، فمن غير المرجح أن يحتسي الأوروبيون عشرة أكواب منه يوميا، إلا أن الكبسولات متوافرة تجاريا بالفعل، وتؤكد ستينجل: «إذا ما ثبتت فعاليته علميا، فيمكن تناوله في شكل كبسولات كمكمل غذائي».