سكان في سرت يصبون غضبهم على حكام ليبيا الجدد

أحدهم: ابحثوا عن معمر لكن لا تقتلوا 50 ألفا لتغيروا النظام

TT

يلقي الكثير من أبناء سرت، مسقط رأس الزعيم المخلوع العقيد معمر القذافي، باللائمة على حكام ليبيا الجدد وحلفائهم الغربيين في القتل والدمار الذي حل بمدينتهم جراء أسابيع من القتال، حسب ما قال مراسل «رويترز» في المدينة.

وتحجم الغالبية عن التحدث بصراحة عن انتماءاتها خوفا من اعتبارهم أعضاء طابور خامس موال للقذافي، لكن غضبهم وشعورهم بالمرارة واضح.

وقال ساكن عرف نفسه باسم الفاتوري، وكان يقف أمام منزله على مشارف سرت «هذه الدولة قامت على رجل واحد. إذا انتهى فليبيا ستنتهي». وأضاف «القذافي مثل إطار الصورة. حين يتضرر جزء من الإطار تدمر الصورة بالكامل. ليبيا ستدمر». وتمثل سرت أصعب اختبار لقدرة الحكومة المؤقتة متمثلة في المجلس الوطني الانتقالي على كسب تأييد القبيلة التي ينتمي لها القذافي ومنعها من شن حركة تمرد على غرار العراق تزعزع استقرار ليبيا والمنطقة. وبينما احتفلت معظم المدن التي سيطر عليها المجلس أو على الأقل أعطت هذا الانطباع فإن سرت مختلفة لأن قبيلة القذافي التي تدعمه بقوة تعيش بها.

وقال الفاتوري «ليبحثوا عن معمر لكن لا تقتلوا 50 ألفا لتغيروا النظام. الأمر لا يستحق سقوط آلاف القتلى في سرت من أجل معمر. هذا ما يحزننا».

وقال الفاتوري إنه على غرار الآلاف من مدينته المطلة على البحر المتوسط فر من منزله منذ أيام بسبب القتال. ثم قرر العودة فيما بعد. وقال «نرفض الرحيل فنحن لا نريد أن نعاني.. الموت هنا أهون من ترك منازلنا والمعاناة». وفيما دوت أصوات القصف والأسلحة الثقيلة من حوله تجمع عدد من المقيمين.

وقال مقيم آخر كان يقف على مقربة إن قوات المجلس «كانت تبدأ يومها بقصفنا وتنهيه بقصفنا. الأطفال كانوا يسمعون القصف مثل الموسيقى». وتقول قوات المجلس إنها تقوم بتوغل أخير للسيطرة على سرت بعد أن توقفت حتى تسمح للمدنيين بالمغادرة. وتشير إلى أن من تبقوا مرتزقة وبعض المقاتلين الأشداء وتعتقد أن المعتصم ابن القذافي أحد القادة العسكريين هناك. ويقول مقاتلو المجلس الذين تدعمهم غارات حلف شمال الأطلسي الجوية إنهم يعاملون السكان الفارين جيدا ويعطونهم الطعام والماء ولا يعتقلون إلا من يشتبهون في أنه من مقاتلي القذافي. وقال الكثير من المقيمين إن هذا غير صحيح.

وقال باسم (23 عاما): «لا وجود لكتائب القذافي إنهم متطوعون في الداخل». وفر من سرت منذ يومين مع عمه تاركا أبويه. وأضاف «رفضا الرحيل. بعض الناس يخافون أن يذبحهم المعارضون وبعض الناس لا يريدون ترك منازلهم».

ويخشى الكثير من السكان من أن تنتقم قوات المجلس من سرت لصلاتها بالقذافي الذي حولها من قرية تعيش على الصيد إلى مدينة يسكنها 100 ألف نسمة تستضيف أحداثا تنظمها الدولة. وتقع سرت، أحد معاقل القذافي الأخيرة منذ سقوط طرابلس في 23 أغسطس (آب) الماضي على الطريق السريع الساحلي الرئيسي بين العاصمة وبنغازي في شرق ليبيا. وبعض المقاتلين الذين يحاولون السيطرة على سرت ينتمون إلى مصراتة، وهي مدينة قتلت قوات القذافي الآلاف من أبنائها وتسود فيها مشاعر البغض للزعيم المخلوع.

وقال علي وهو مقيم آخر فر من سرت «المعارضون من مصراتة يقولون إنهم سيدمرون سرت لأن مصراتة دمرت». وأضاف «حلف الأطلسي جلب الدمار والثورة جلبت الدمار». وفيما كان يتحدث بدأ بعض المارة يصيحون فيه قائلين إن الكلام من هذا النوع سينشر الفوضى والخراب. وعلق علي بأنهم لا يقولون الحقيقة ومشي مبتعدا في استياء.

واشترك مقيم آخر مع علي في وجهة نظره وقال «ما الذي جلبته لنا أميركا وحلف الأطلسي. هل جلبوا لنا المشمش. لا، لقد جلبوا لنا القصف والغارات وأرهبوا أطفالنا».