ناشطون سوريون يدعون لحرق العلمين الصيني والروسي ويحشدون لمظاهرات أمام سفارات البلدين

نجيب الغضبان لـ «الشرق الأوسط»: رموز النظام السوري هربوا أموالهم إلى روسيا.. وموسكو تدعم مصالحها مع الأسد

مظاهرة في حماه تأييدا للمجلس الوطني
TT

عبر معارضون وناشطون سوريون عن استيائهم من استعمال روسيا والصين لحق النقض لوقف قرار ضد النظام السوري في مجلس الأمن، واعتبروا الخطوة ضوءا أخضر للرئيس بشار الأسد بقتل المزيد من الأبرياء.

ودعا ناشطون سوريون عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، إلى مقاطعة البضائع الروسية والصينية وحرق علمي البلدين خلال مظاهرات يوم الجمعة المقبل، لاعتبارهم أن «الفيتو» الروسي والصيني بمثابة «ضوء أخضر للنظام لاستكمال مجازره».

وبالتزامن مع ذلك، دعا عدد من الناشطين للتظاهر في 14 من الشهر الحالي أمام السفارات الروسية في مختلف دول العالم للتعبير عن «الاستياء العارم من الموقف الروسي الرسمي الذي يعيق إدانة المجتمع الدولي للإبادة التي يرتكبها الأسد». وقد جاء في نص الدعوة: «فلنتظاهر من أجل سوريا وليس من أجل طلب تدخل عسكري ولا من أجل تغليب الغرب على روسيا والصين، لكن من أجل الضغط على الدول العمياء المتغطرسة التي تناصر الحليف قبل الحق».

من جهته، وصف الناشط السوري المعارض رضوان زيادة الفيتو الروسي والصيني وعجز المجتمع الدولي عن إصدار قرار لإدانة النظام السوري بأنه «وصمة عار» على جبين مجلس الأمن الدولي.

وقال زيادة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن التصويت بالفيتو من قبل روسيا والصين يرسل ضوءا أخضر للنظام السوري للاستمرار في قتل واعتقال المتظاهرين، ويرسل رسالة للشعب السوري أنه أعزل في مواجهة القمع الدموي الذي يقوم به النظام السوري. واتهم الناشط السوري جامعة الدول العربية بأنها لم تتخذ موقفا قويا ضد قمع النظام السوري، ولم تقم بالضغط على مجلس الأمن ليتخذ موقفا مشابها للتحرك الدولي لحماية المدنيين الليبيين.

وأوضح رضوان أن المجلس الوطني السوري سيجتمع خلال أيام للتحرك لانتخاب أعضاء المكتب التنفيذي الذي يضم 7 أعضاء يتناوبون رئاسة المجلس، ويضع المجلس خطة استراتيجية لحشد الجهود الدولية والعربية والحصول على التأييد لصالح المتظاهرين. وقال زيادة «إننا نضع أولوية أكبر لدور جامعة الدول العربية، ومجلس الأمن الدولي للعب الدور المحوري في دعم المجلس الوطني السوري، ولتأخذ الجامعة العربية موقفا أكثر حسما، وتقوم بفرض عقوبات على النظام السوري. وقال الناشط السوري وعضو المجلس الوطني المسؤول عن العلاقات الخارجية «إننا سنطالب بضرورة فرض حظر جوي في الحدود السورية التركية وإقامة منطقة عازلة، والسماح للجنود المنشقين عن النظام السوري بتنظيم أنفسهم والدفاع عن المدنيين»، مؤكدا أن «الموقف الدولي يدفع المتظاهرين لمزيد من حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم». وقال «ما زالت المظاهرات تحافظ على سلميتها، لكن استمرار عمليات القتل والاغتصاب والاعتقال الجماعي وزيادة الانشقاقات داخل صفوف الجيش ستدفع المتظاهرين لحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم».

وأوضح نجيب غضبان عضو المجلس الوطني السوري أن الفيتو الروسي في مجلس الأمن كان متوقعا، خاصة مع عدم حدوث أي تقدم في الموقف خلال اليومين الماضيين اللذين سبقا طرح القرار. وأكد الغضبان أن الموقف الروسي المعارض لقرار مجلس الأمن هو نوع من الإساءة للشعب السوري وعامل سلبي للمتظاهرين. وأشار المعارض السوري إلى أن المتظاهرين شنوا حملة لمقاطعة المنتجات والبضائع من كل من روسيا والصين، وقاموا بمظاهرات معارضة أمام السفارات الروسية والصينية في عدد من عواصم العالم وحملوا لافتات ضد الموقف الروسي والصيني.

وقال غضبان «إن الموقف الروسي محكوم بنظرة ضيقة لمصالحه مع النظام السوري، حيث قام رموز النظام السوري بتهريب أموالهم إلى روسيا، كما تحاول روسيا تصفية حساباتها مع القوى الغربية بعد اضطرارها للموافقة على قرار مجلس الأمن في القضية الليبية بعد توافق كل القوى الغربية والجامعة العربية على قرار فرض حظر جوي على ليبيا وحماية المدنيين». وأكد غضبان أنه سيلتقي مع مسؤولين في روسيا خلال الأيام المقبلة، موضحا أن أول لقاء للمعارضة السورية تم في روسيا منذ شهرين وخلال ذلك اللقاء ظهر انقسام روسي واضح حول الوضع في سوريا. وقال غضبان «كان الرئيس ميدفيديف أقرب للرؤية الغربية في إدانة النظام السوري، وقال لنا مستشار ميدفيديف كلاما مشجعا لدعم الشعب السوري، وفي المقابل يقود بوتين التيار المتشدد ضد أي تحركات لإدانة النظام السوري».

وقال الغضبان «إن المعارضة السورية تعتبر ما حدث في مجلس الأمن (جولة) خسرناها في حربنا ضد النظام لكننا لن نتوقف حتى نصل إلى قرار لإدانة القمع ضد المتظاهرين، وتحويل جرائم النظام السوري التي ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، إلى المحكمة الدولية ومحاكمة الأسد باعتباره مسؤولا عنها». وأشار الغضبان إلى اجتماعات مكثفة للمجلس الوطني السوري لوضع خارطة طريق للتواصل مع كافة القوى في الداخل والخارج وإعلان التشكيل الرسمي للمجلس التي يضم 7 قوى من بينها «الإخوان» والأكراد والمنظمة الآشورية التي يمثلها عبد الأحد ستيفو والقوى المستقلة التي يقودها الدكتور برهان غليون في باريس. وأكد أن المجلس اتفق على انتخاب 7 أشخاص من الأمانة العامة للمجلس لتشكيل اللجنة التنفيذية للمجلس ويتم تناوب منصب الرئاسة بينهم، وقال الغضبان «لدينا اتجاه بعدم ترسيخ شخص واحد في منصب رئاسة المجلس الوطني». وأعربت الناطقة باسم المجلس الوطني السوري، بسمة القضماني، عن أسفها البالغ لفشل مشروع قرار الإدانة في مجلس الأمن باستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ضد القرار. وقالت القضماني لوكالة الأنباء الألمانية أمس «إننا ناسف كثيرا لفشل مشروع قرار الإدانة في مجلس الأمن باستخدام روسيا والصين حق النقض (الفيتو) ونعتبر أنه خطأ استراتيجي كبير جدا وخطأ سياسي تاريخي بسبب الرسالة التي يعطيها المجتمع الدولي». وأشارت إلى أن «هذا يفقد الشعب السوري الأمل، ونحن متخوفون من أن يصل بالشعب السوري إلى اليأس.. إننا لن نتوقف، بل سنستمر في محاولة إقناع الدول الرافضة للقرار».

من جهته، اعتبر برهان غليون رئيس المجلس الوطني السوري، الهيئة الرئيسية للمعارضة، في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية، أن الفيتو الروسي - الصيني في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار حول سوريا «سيشجع» أعمال العنف التي قد تتحول حربا أهلية. ودعا غليون إلى عقد «مؤتمر دولي حول سوريا مع القوى الكبرى والدول العربية وأيضا الروس الذين لا يزالون يتمسكون بموقفهم». وقال قبل أيام من توجهه إلى مصر وتونس للحصول على دعم الدول العربية: «نطلب من المجتمع الدولي أن يعرض علينا خطة لحماية المدنيين السوريين».