أصوات في القيادة الفلسطينية تطالب بإقالة بلير بوصفه مبعوث «الرباعية»

رغم تأكيد الرئاسة على الاستمرار في التعامل معه

TT

رغم تأكيدات الرئاسة الفلسطينية على الاستمرار في التعامل مع توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق مبعوثا للجنة الرباعية الدولية، تتعالى الأصوات في القيادة الفلسطينية التي تهاجمه وتتهمه بالتلاعب والتضليل وتدعو إلى عدم التعامل معه وإقالته من منصبه الذي، حسب ما جاء في برنامج اسمه «ديسباتش» بثته القناة الرابعة المستقلة في التلفزيون البريطاني، يستغل هذا المنصب في علاقاته التجارية.

وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة لوكالة الصحافة الفرنسية، إنها «ستستمر في التعامل مع السيد بلير على اعتباره خيار اللجنة الرباعية». ودعا أبو ردينة «أعضاء اللجنة ومبعوثها إلى بذل كل جهد ممكن لإلزام الحكومة الإسرائيلية بقبول بيانها الأخير فعلا لا قولا، وذلك عبر إيجاد آليات إلزامية لوقف الاستيطان بما يشمل القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وإلزام حكومة إسرائيل بقبول مبدأ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطين على حدود عام 1967 كما ورد في بيان الرباعية الأخير».

من جانبه، أشار محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح وعضو الوفد الفلسطيني للمفاوضات وأحد المقربين من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» إلى أن بلير لم يعد موضع ثقة كوسيط نزيه.

ولم يكن اشتية وحيدا في موقفه هذا؛ فقد قال نمر حماد، المستشار السياسي لأبو مازن، إن «القيادة تنظر بسلبية إلى دور بلير، وهو منحاز لإسرائيل، خاصة محاولاته السلبية الأخيرة في صياغة مشروع بيان اللجنة الذي يجحف الحقوق الفلسطينية وينحاز لإسرائيل». وأضاف حماد في حديث لإذاعة «صوت فلسطين» الرسمية أن «انتقادات عديدة وجهها المسؤولون الفلسطينيون لبلير على خلفية محاولاته الدائمة إرضاء إسرائيل وتبني مواقفها». وتابع أن «هذه الانتقادات أبلغت لمسؤولين ودول في أكثر من مناسبة وأكثر من طريقة».

واتهم واصل أبو يوسف، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أمس، بلير «بممارسة الألاعيب وتضليل ممنهج»، كما اتهمه بتبني مواقف حكومة اليمين في إسرائيل في اجتماعات اللجنة. واعتبر أبو يوسف أن الشعرة التي قصمت ظهر البعير كانت المشاورات التي سبقت توجه أبو مازن إلى الأمم المتحدة؛ حيث تبين بالدليل القاطع حجم التضليل والتزوير الذي اقترفه بلير. ووصل الحد بأبو يوسف إلى القول بأن القيادة الفلسطينية باتت لا تثق به وتطالب بتغييره.

وهذا ما قال به اشتية في تصريحات لوكالة «رويترز». وقال: «تقييمنا العام لجهده أنه لم يكن ذا جدوى تذكر، وبالتالي، خاصة في المرحلة الأخيرة، أصبح لديه تحيز كبير للجانب الإسرائيلي وفقد الكثير من موضوعيته». وأضاف: «نحن نأمل من الرباعية أن تعيد النظر في تعيين هذا الشخص».

ورد متحدث باسم بلير بقوله إن هذه التصريحات لا تعكس محادثاته مع القيادة الفلسطينية. وأضاف أن دور ممثل الرباعية هو التفاعل مع الجانبين لأسباب «ليس أقلها أن نتمكن من إحداث تغيير على الأرض كي يتسنى للفلسطينيين تحسين ظروفهم المعيشية».

يذكر أن بلير عين في هذا المنصب بعد خروجه من رئاسة الوزراء في بريطانيا في يونيو (حزيران) 2007، من قبل الرئيس الأميركي السابق جورج بوش تقديرا منه لوقوفه إلى جانبه في حرب أفغانستان والحرب على العراق. وحددت مهمته بالعمل على تخفيف آثار الاحتلال العسكري الإسرائيلي على الضفة الغربية كي يتسنى للاقتصاد الفلسطيني أن يتطور وأن يشكل أساسا متينا يمكن للسلطة الفلسطينية التي يتزعمها عباس أن تؤسس عليه البنية التحتية لدولة في المستقبل.

وتطور الاقتصاد في العامين الماضيين وأنشأ رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض معظم أركان الدولة من حيث المؤسسات الحكومية والإدارة والأمن. ولكن تظل للقوات الإسرائيلية السيطرة النهاية. ورفضت منظمة التحرير الأسبوع الماضي دعوة اللجنة الرباعية لاستئناف سريع للمحادثات دون شروط مسبقة. ويقول الفلسطينيون إن اللجنة فشلت تماما في إلزام إسرائيل بوقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وهذا هو الشرط الوحيد الذي سيقبلون في ظله باستئناف محادثات السلام المباشرة.

وقال اشتية إن صيغة اللجنة الرباعية التي تقضي بأن لا يتخذ أي من الجانبين أعمالا من جانب واحد قد تتعارض مع المحادثات هي صيغة غامضة تماما. وأضاف: «أعتقد أن (الرباعية) تحتاج إلى أن تعمل على ذاتها أكثر من أي شيء آخر.. ولا أعتقد أن المرحلة تحتمل غموض بناء.. إما أن يكون هناك وقف للاستيطان تام، وإما أن لا تكون هناك مفاوضات مع إسرائيل».