الأسرى يدخلون مع إدارة السجون الإسرائيلية مرحلة «تكسير العظام»

دعوات فلسطينية للصوم تضامنا مع الأسرى.. وأخرى إسرائيلية وقوفا مع شاليط

TT

دخل الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية، أمس، يومهم التاسع في الإضراب المفتوح عن الطعام، احتجاجا على ظروف اعتقالهم وممارسات إدارة السجون القمعية ضدهم، فيما أكدت مصادر من الحركة الأسيرة أنهم مستمرون في إضرابهم ولن يتوقفوا حتى تحقيق نتائج ملموسة، على الرغم من الهجمة الشرسة التي بدأتها إدارة السجون لكسر هذا الإضراب.

وقال عيسى قراقع، وزير شؤون الأسرى والمحررين، أمس، إن «الأسرى يواصلون إضرابهم المفتوح، على الرغم من حملة قمع مسعورة وعقوبات جائرة بدأت إدارة سجون الاحتلال بفرضها على الأسرى المضربين عن الطعام في كل السجون، ترافقها تهديدات بعدم الاستجابة للمطالب الإنسانية المشروعة التي يطرحها الأسرى».

وأوضح قراقع خلال زيارته لعائلة الأسير أكرم منصور، في مدينة قلقيلية، والذي يقضي حكا بالسجن 33 عاما، ويشارك في الإضراب عن الطعام أيضا، أن العقوبات التي بدأت إدارة السجون في فرضها على الأسرى تتمثل في قطع الملح عن الأسرى المضربين، وهو مما يهدد بتعفن أجسادهم وأمعائهم كوسيلة للضغط عليهم، وسحب كل الأجهزة الكهربائية وعزلهم بشكل مطلق عن العالم، وعزل عدد كبير منهم بشكل جماعي، ونقل آخرين إلى أقسام السجناء الجنائيين، ومنع المحامين من الزيارات، وتكثيف حملات المداهمات والتفتيشات الاستفزازية لغرف وأقسام المضربين.

وأكدت مصادر من الحركة الأسيرة لـ«الشرق الأوسط» أن الإضراب يتسع ردا على تعنت إدارة السجون، وبحسب هذه المصادر فقد ارتفع عدد المضربين إلى ما يقارب 3 آلاف أسير.

وحذر قراقع من تدهور الوضع الصحي للأسرى المضربين في ظل عدم تقديم الفحوصات الطبية اللازمة لهم، خاصة أن عددا من الأسرى امتنعوا أيضا عن تناول الدواء والطعام.

ودعما لأسراهم، واصل الفلسطينيون أمس تنظيم وقفات واعتصامات في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة، ودعا وزير الأوقاف والشؤون الدينية محمود الهباش، الفلسطينيين إلى الصوم اليوم تضامنا مع الأسرى، وبدأ فعلا عدد من الشبان منذ يومين تنفيذ إضراب عن الطعام تضامنا مع الأسرى. وحمّل الهباش سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، مطالبا المجتمع الدولي والصليب الأحمر والمؤسسات الحقوقية والإنسانية بالتدخل العاجل للضغط على حكومة الاحتلال لوقف عدوانها عن الأسرى، وانتهاكها الفظ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

ورافق هذا التحرك الشعبي تحرك آخر سياسي، وقال قراقع إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بدأ يتحرك على المستوى السياسي «لوقف العدوان والعقوبات الجائرة على الأسرى المضربين والمحتجين على ظروفهم القاسية».

ورغم الصمت الرسمي الإسرائيلي على ما يحدث داخل السجون، بعد أن كانت الحكومة الإسرائيلية أوعزت بالتضييق على الأسرى قبل شهور، فإن تحركا شعبيا بدأ للتذكير بالجندي الأسير المحتجز لدى حماس جلعاد شاليط، في محاولة للفت الأنظار عن قضية الأسرى الفلسطينيين.

وكخطوة مماثلة، دعت ما تسمى بالحركة الإصلاحية الإسرائيلية، الشعب الإسرائيلي لإضافة ساعة واحدة لصيام يوم الغفران تضامنا مع شاليط. وقالت الحركة إن الصيام سيتم عند النفخ في البوق، وذلك للإعلان عن انتهاء صيام يوم الغفران، حيث ستبدأ بعد ذلك ساعة الصيام للتضامن مع شاليط.