الوفد السياسي الكردي يبدأ الجولة الأولى من مفاوضاته في بغداد بلقاء النجيفي

قيادي كردي لـ «الشرق الأوسط» : أجواء إيجابية ومرونة واضحة لتفهم المشكلات

TT

استهل الوفد السياسي الكردي الذي وصل إلى بغداد أول من أمس برئاسة فاضل ميراني السكرتير العام للحزب الديمقراطي الكردستاني وعضوية ملا بختيار رئيس الهيئة العاملة في الاتحاد الوطني الكردستاني وفؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان لقاءاته في بغداد مع رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي,وآخر مع قيادات التيار الصدري.

وطبقا لبيان صادر عن مكتب النجيفي وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، فإن النجيفي أكد خلال اللقاء أن «لكل الأطراف حق المشاركة في صنع القرار السياسي والاقتصادي والاستراتيجي، فالعراق وطن للجميع، وأن الكرد هم ثاني أكبر القوميات وشريك أساسي في اتخاذ كافة القرارات التي تحدد مصير البلاد، وأن الديمقراطية مطلب أساسي لجميع أبناء الشعب والشراكة الحقيقية واستقامة العملية السياسية هي من أهم معاول النظام السياسي الجديد».

من جانبه، أكد رئيس الوفد فاضل ميراني خلال اللقاء أن «الزيارة تأتي من منطلق مشاركتنا الأصيلة في الوطن، ولإنقاذ العملية السياسية من المخاطر التي تحيق بها - رغم الصحوة أثناء انطلاقها - لأنها لا تسير في المسار الذي يمكنها من تلبية مطالب الشعب»، موضحا أننا «سنظل نصون وحدة الوطن من أجل ديمومة العراق». وأشار إلى أنها «تأتي من أجل تضييق الفجوة الحاصلة بين الكتل السياسية».

إلى ذلك، كشف مصدر في الوفد الكردي لـ«الشرق الأوسط» عن أن اللقاء الذي أجراه الوفد الكردي بمقر الهيئة السياسية لمكتب الشهيد الصدر ببغداد «كان إيجابيا وبناء، وأن الجانبين اتفقا على ضرورة توحيد المواقف والرؤى والخطاب الإعلامي تجاه مستجدات الأزمة السياسية الحالية في العراق، والتأكيد على حل المشكلات العالقة بين أربيل وبغداد عن طريق الحوار». وكشف المتحدث الرسمي باسم كتلة التحالف الكردستاني مؤيد طيب في تصريح لـ«الشرق الأوسط» عن أن «الوفد سيجري المزيد من المباحثات مع قادة الحكومة العراقية قبل أن يتوجه في غضون الأيام المقبلة إلى النجف الأشرف للقاء المرجعية الدينية هناك للحصول على دعمها لحل القضايا العالقة وإنهاء الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد». وأضاف أن «ما جرى لحد الآن من لقاءات بين الوفد والأطراف العراقية يبعث على التفاؤل، حيث هناك تفهم واضح ومرونة كافية من قبل الأطراف المعنية بالمشاكل العالقة بين أربيل وبغداد لحلها وحسمها بشكل نهائي، من خلال العودة إلى الدستور والالتزام بالاتفاقات السياسية الموقعة بين الكتل السياسية».

وطبقا للمعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصدر كردي مطلع، فإن «الوفد السياسي الكردي التقى الرئيس جلال طالباني حيث تم الاتفاق على الخطوط الأساسية لتحركات الوفد مع القوى والكتل والأحزاب السياسية»، مشيرا إلى أن «الوفد أجرى أيضا لقاءات تنسيقية وتكميلية مع كتلة التحالف الكردستاني والكتل السياسية والبرلمانية الكردية الأخرى لغرض تنسيق المواقف في هذا المجال».

من جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن كتلة التحالف الكردستاني شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «جدول أعمال الوفد السياسي الكردي يتضمن لقاءات مع أطراف رسمية مثل رئيس الجمهورية أو رئيس البرلمان أو رئيس الوزراء بصرف النظر عمن يمثلون، ومع أطراف وكتل سياسية وحزبية ومكونات، حيث إن الوفد أجرى اليوم (أمس) لقاءات ولا نقول مباحثات أو مفاوضات مع الهيئة السياسية مع التيار الصدري والفضيلة والحزب الإسلامي ومن ثم يواصل لقاءاته مع الأطراف الأخرى مثل العراقية والتحالف الوطني والحزب الشيوعي وكتل من مكونات سياسية وعرقية مختلفة في العراق»، مشيرا إلى أن «المحطة الأخيرة للوفد ستكون مع ائتلاف دولة القانون».

وأشار طه إلى أن «مهمة الوفد السياسي الكردي ليست تفاوضية وإنما هي مهمة وضع الآليات الخاصة بعملية التفاوض مع الأطراف الأخرى، وذلك من أجل الخروج من المأزق السياسي الراهن الذي تمر به البلاد». وأكد شوان أن «من الخطأ اعتبار مهمة الوفد السياسي الكردي بأنها تتعلق بهموم أو شواغل كردية بل إنهم يحاولون الخروج بحل وطني عام، وبالتالي فإن الوفد يحمل آراء وملاحظات سوف يعرضها على الجميع من منطلق وطني لأننا على قناعة أنه من دون أن تتوفر الأرضية الوطنية المناسبة للخروج من المأزق الذي يعانيه الجميع فإن من غير المتوقع أن يحصل تقدم على صعيد المفاوضات التي من المقرر أن يجريها الوفد الحكومي الكردي الذي تقتصر مهمته على بحث الخلافات الفنية والإجرائية مع الحكومة المركزية».

وبخصوص ما أشيع عن نية الوفد زيارة المراجع الدينية في النجف وفي المقدمة منها السيد علي السيستاني، قال شوان إنه «من المؤكد أن هناك علاقات قديمة بين الكرد سواء على مستوى القيادات أو الشعب، وبين المرجعيات الدينية التي كانت قد وقفت إلى جانب الشعب الكردي في مظلومياته خلال العهود الماضية، وبالتالي فإن الوفد، ومن منطلق تركيزه على القضايا الوطنية، يكون قد أوصل رسالة إلى المرجعية، وأن ما يهمه هو أن يكون الموقف الوطني موحدا، سواء التقى بها أم لم يلتقِ».