إغلاق مدارس في دوما لمنع الطلاب من التظاهر.. واعتقال 500 شخص

مقتل 9 أشخاص معظمهم تحت التعذيب.. وناشطون يصبغون مياه البحيرات في ساحات دمشق بالأحمر

أهالي حماه يطالبون بحظر جوي لحماية المدنيين
TT

قال ناشطون إن حملة مداهمات واسعة جرت أول من أمس في مدينتي الضمير ودوما في ريف دمشق، وبحسب ناشطون، فقد جرى اعتقال نحو 500 شخص في دوما وحدها خلال اليومين الماضيين، إلا أن هذا لم يمنع استمرار خروج المظاهرات الطلابية الطيارة من المدارس في دوما وعدة مناطق في ريف دمشق وفي بعض أحياء دمشق.

وقالت لجان التنسيق المحلية في سوريا إن 9 قتلى مدنيين سقطوا أمس، 3 من حماه و2 من حمص و2 من إدلب وقتيل في كل من الحسكة والسويداء. وأكدت حصول حملة مداهمات واعتقال واسعة في مدينة دوما، وإغلاق الكثير من المدارس التي شهدت مظاهرات مسبقا منها ثانوية الحرية للبنين وانتشار أمني في محيطها.

من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصا قتل تحت التعذيب أمس في حي الخالدية في حمص، كانت أجهزة الأمن قد اعتقلته قبل 3 أيام، كما قتل مواطن آخر في حي القصور متأثرا بجراح أصيب بها مساء أمس خلال إطلاق رصاص من قبل قوات الأمن. كما أعلن عن مقتل شاب يبلغ من العمر 28 عاما في حمص، كان قد اعتقل قبل 4 أيام من قبل عناصر حاجز لشرطة المرور في حي القصور. وقال المرصد إن «أهله تلقوا اتصالا هاتفيا أمس من أجل تسلم سيارته من فرع المرور وسألوا عن ابنهم صاحب السيارة فطلبوا منهم تسلم جثمانه من المستشفى». وقال المرصد أيضا إن شخصا آخر قتل في قرية خربة الجوز في محافظة إدلب، بعد ساعات من الإفراج عنه وعلى جسده آثار التعذيب، بعد أن كانت السلطات السورية قد اعتقلته قبل يومين.

وخرجت مظاهرة في مدينة حرستا من مدرسة إسماعيل الريس تنادي بإعدام الرئيس وتؤيد المجلس الوطني. وفي منطقة كفرسوسة في دمشق، انطلقت مظاهرة طلابية من ثانوية عباس محمود العقاد تهتف بإسقاط النظام. وفي مدينة حمص، قالت مصادر محلية إن قوات الأمن والشبيحة اقتحمت حي كرم الزيتون من جهة بقالية الجولان يوم أمس، وسط إطلاق نار كثيف ترافق مع قطع للإنترنت عن الحي وجرت اعتقالات واسعة وشرسة مع تخريب للممتلكات.

وفي مدينة داعل في محافظة درعا، قال ناشطون إن إطلاقا كثيفا للنار جرى بعد ظهر يوم أمس قريبا من الدوار عند المقبرة الجنوبية، وقالوا: إن تبادلا لإطلاق النار بين الأمن والجيش المنشق أدى إلى إصابات لدى الجانبين. وقدر عدد الجنود المنشقين في داعل يوم أمس بـ30 جنديا، مع الإشارة إلى أن دبابة تابعة للجيش السوري دهست بالخطأ إحدى خيام الجيش عند الدوار أسفرت عن إصابة مجند. وفي مدينة درعا، خرجت بعد ظهر أمس مظاهرة كبيرة عند الجامع العمري لنصرة الرستن.

وفي الرستن بحمص، التي شهدت قتالا عنيفا استمر أياما بين جنود منشقين وقوات الأمن، قال ناشطون إن الكهرباء والمياه والاتصالات لا تزال مقطوعة وإن الفرن الآلي لا يزال مغلقا، وذلك على عكس ما قالته وسائل الإعلام السورية الرسمية بأن الحياة عادت إلى طبيعتها في الرستن. وأكد ناشطون أن الطريق الدولي عند الرستن ما زال مقطوعا، ولا تزال الرستن محاصرة حيث يمنع الدخول والخروج من المدينة. وفي قلب المدينة لا تزال الأحياء مقطعة الأوصال بالحواجز والمتاريس والدبابات متواجدة في الشوارع الرئيسية وتحيط بالمدينة من كافة الاتجاهات.

وقال ناشطون إن أعداد المعتقلين ترتفع وزادت عن 4 آلاف و500 معتقل، وإن عدة حالات وفيات سجلت بين الجرحى المتواجدين في البيوت، لعدم التمكن من علاجهم والذين يزيد عددهم وفق آخر إحصائية وصلت للناشطين عن 500 جريح. وذكر ناشطون أن الوضع الإنساني هناك ما زال صعبا، فهناك نقص في المواد التموينية ولا يسمح بإدخال أي مساعدات للمدينة (طبية أو غذائية). ووصفوا الرستن بالمدينة «المنكوبة» بعد تعرضها لـ«عملية عقاب جماعي ألحقت خسائر مادية كبيرة بالأهالي لمنعهم من التظاهر».

وفي مدينة حلب التي سبق وشهدت مظاهرات طلابية جامعية محدودة، خرجت يوم أمس مظاهرة طلابية بالقرب من دوار كلية الآداب في جامعة حلب وتابعت مسيرها باتجاه نزلة الفرقان حتى جامع سعد ثم تفرقت بعد وصول قوات الأمن والشبيحة، وهتف المتظاهرون لإسقاط النظام ومطالبين بالحرية وانتصروا للمدن المحاصرة وأعلنوا تأييد المجلس الوطني السوري. كما ندد المتظاهرون بقتل النظام لسارية حسون وتبرؤوا من عمليات الاغتيال المتتالية التي يقوم بها النظام لتشويه صورة المتظاهرين.

في طريقة جديدة ومبتكرة في الاحتجاج السلمي، قام ناشطون بصباغة مياه عدة بحيرات في دمشق باللون الأحمر، وفوجئ السكان ظهر يوم أمس بالمياه الحمراء المتدفقة من نوافير البحيرات في حي الميدان ساحة البطيخة، وفي ساحة باب مصلى وساحة السبع بحرات في مركز البلد. وقال الناشطون إن هذه العملية اسمها «الحرية لبحرات الشام» وإنها «تعبير عن حجم الجرائم التي يقترفها النظام وحزن على الشهداء».

وبث ناشطون سوريون على صفحة «تنسيقية الثورة السورية في حي الميدان وما حوله» على موقع «فيس بوك» صورا فوتوغرافية ومقاطع فيديو للبحيرات التي صارت مياهها حمراء وقالوا: إن «أبطال الميدان قاموا اليوم بتنفيذ عملية نوعية في مدينة دمشق احتجاجا على الدماء التي تراق في أنحاء وطننا الغالي». وذكر ناشطون آخرون أن السلطات المحلية سارعت إلى استبدال مياه البحيرات بسرعة، وشوهدت المضخات في الساحة المذكورة وهي تقوم بشفط المياه المصبوغة بالأحمر واستبدالها بأخرى نظيفة.