هل ستعاني مجلة «إنسباير» من فقدان الإلهام؟

بعد اغتيال العولقي ورئيس تحريرها سمير خان

سمير خان رئيس تحرير مجلة «إنسباير»
TT

في 30 سبتمبر (أيلول)، أودت غارة بطائرة من دون طيار على جنوب اليمن بحياة الجهاديين أميركيي الجنسية أنور العولقي وسمير خان. وبخلاف إنجازاتهما الأخرى داخل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، كانا القوة الآيديولوجية الرئيسية والمحررين الرئيسيين بمجلة «إنسباير» التابعة لتنظيم القاعدة والتي تصدر باللغة الإنجليزية، والتي جذبت اهتمام القراء منذ إطلاقها على شبكة الإنترنت العام الماضي بما تضمنته من مزيج من الأفكار المتطرفة والنصائح العملية الملهمة للإرهابيين والرسوم البيانية المتقنة. وفيما يلي لمحة عن أهم أعداد المجلة التي بات عمرها قصيرا الآن.

العدد الأول: صيف 2010 تصدرت صورة العولقي غلاف العدد الأول من مجلة «إنسباير»، والذي حمل العنوان «أرواحنا فداؤك!». وحملت ملاحظة التحرير وعدا للقراء بأن المجلة سوف «تسعى إلى جعل المسلم مجاهدا في سبيل الله». فقد جاء فيها: «اهتمامنا بالأمة الإسلامية واسع النطاق، لذلك، نحاول تناول كل الموضوعات الرئيسية وثيقة الصلة، مع تسليط الضوء على الأحداث الناشئة في شبه الجزيرة العربية، عند مشاهدتنا إياها على أرض الواقع».

وكان على رأس أهم المقالات التي تضمنها العدد «اسمع العالم» الذي تم تغيير اسمه لاحقا إلى «حديث الجهاد» – والذي يتضمن مجموعة من استشهادات بأقوال أصدقاء وأعداء لحركة الجهاد بينهم بون شاسع، مثل الاختلاف بين فيصل شاه زاد الذي تعتقد الحكومة الأميركية أنه المسؤول عن محاولة التفجير الفاشلة لميدان «التايمز» والممثل الكوميدي الأميركي ديفيد ليترمان. ووعد قسم عن «الجهاد مفتوح المصدر» بتعليم القراء كيفية «صنع قنبلة في مطبخ والدتك». كل ما تحتاجه، بحسب ما جاء في المقال، هو «مادة قابلة للاشتعال»، «لمبة ديكور» (والتي عادة ما تستخدم في أشجار الكريسماس) و«ماسورة حديدية». وامتلأ مقال عملي حمل عنوان «ما يمكن توقعه من حركة الجهاد» بنصائح ملموسة للمجاهد الطموح. على سبيل المثال، إرشادات حول الأشياء التي يجب أن يحملها معه.

جاء فيه: «عندما ينضم فرد إلى حركة جهاد، يجب أن يضع في اعتباره ضرورة أن يحمل أمتعة خفيفة، نظرا لأنه سيحتاج للانتقال بشكل دائم من مكان لآخر، ولن يكون عمليا أن يحمل حقائب سفر ضخمة في كل مكان يذهب إليه. ما أنصح به هو إحضار حقيبة ظهر في حالة جيدة يمكنها تحمل أي ظروف مناخية. أحضر قطعتين أو ثلاث قطع فقط من الملابس، ولا تشغل بالك باتساخها، ففي كل مكان تنزل به تقريبا، سيكون بإمكانك غسلها». العدد الثاني: خريف 2010 تمثل أبرز المقالات في العدد الثاني في ذلك الذي كتبه خان عن كيفية تبنيه فكرة الجهاد:

جاء في المقال: «إنني فخور جدا بكوني خائنا في عيون أميركا مثلما أنا فخور بأني مسلم. وكم هي حياة طيبة وحافلة بالمغامرات وممتعة مقارنة بالحياة التي يعيشها هؤلاء الذين يجلسون على مكاتبهم ويعملون يوميا من الساعة التاسعة صباحا إلى الخامسة مساء».

ويقدم الجهادي أميركي المولد آدم غادان بعض النصائح للرئيس أوباما: «مثلما أخبرك الشيخ أسامة، إذا لم تكترث بتحذيرنا وتوقف دعمك لإسرائيل، لن يكون أمامنا خيار سوى استخدام وسائل أخرى لتوصيل رسالتنا».

وانطوت فكرة «الجهاد مفتوح المصدر» التي اشتمل عليها هذا العدد على استخدام شاحنة مفتوحة من الخلف مجهزة بـ«سيوف أو ألواح سميكة من الحديد» لقتل مشاة من بين حشد من الجمهور: «الفكرة هي استخدام شاحنة مفتوحة من الخلف كآلة متحركة، لا لجز الحشائش وإنما لإبادة أعداء الله». لكننا حذرنا قائلين: «بعد مثل هذا الهجوم، نرى أنه سيكون من الصعب جدا أن نلوذ بالفرار بشكل آمن ومن دون أن يتم التعرف علينا. ومن ثم، يجب اعتبارها عملية استشهادية. إنه طريق أحادي الاتجاه».

العدد الثالث: نوفمبر (تشرين الثاني) 2010 خصص هذا العدد لمحاولة تفجير طائرة البضائع التي وقعت في أكتوبر (تشرين الأول) 2010، والتي تم فيها إرسال قنابل مخبأة داخل خراطيش طابعة عبر البريد من اليمن إلى الولايات المتحدة. وقد أحبطت الخطة، لكن مجلة «إنسباير» ادعت أن الخطة حققت قدرا من النجاح، وهو ما اتضح في الإجراءات الأمنية المشددة باهظة التكلفة التي أجبرت الولايات المتحدة على اتخاذها كرد فعل لهذه المؤامرة:

«4.200 دولار. هذا هو إجمالي تكلفة العملية التي هدفت إلى «نزيف قاتل» داخل الولايات المتحدة. وقد نجحت العملية في تحقيق أهدافها. نشكر الله على مباركته جهودنا».

«لسنا بحاجة لشن هجمة ضخمة من أجل القضاء على أميركا. ففي مثل هذا المناخ من المخاوف الأمنية المرضية التي تجتاح أميركا، بات من الأكثر ملاءمة شن هجمات أصغر تتطلب عددا أقل من المنفذين ووقتا أقصر، ومن ثم، ربما نتمكن من التغلب على الحواجز الأمنية التي بذلت أميركا جهدا مضنيا من أجل إقامتها. إن استراتيجية مهاجمة العدو من خلال عمليات أصغر ولكن أكثر تواترا يشير إليها البعض بمسمى استراتيجية آلاف الجروح. والهدف منها هو دفع العدو للنزيف حتى الموت». ويضم هذا العدد جزءا خاصا يعرض تفاصيل فنية وصورا وراء الكواليس للعملية.

العدد الرابع: شتاء 2010 يبدأ العدد الرابع بخطابات من القراء. وفي هذا العدد، كتب حمزة محمد: «إصدار مجلتكم السحرية جعل الدموع تتساقط من عيني يا إخواني». وواصل: «مع سيطرة اليهود على وسائل الإعلام الحالية، بات تغيرا مؤثرا أن نجد أنباء موجهة من الأمة إلى الأمة. كما تم أيضا، بشكل ينم عن فخر واعتزاز، إبراز ردود الفعل المتقدة تجاه صدور هذه المجلة من جانب (فوكس نيوز) ورابطة مكافحة التشهير». ركزت «إنسباير» في هذا العدد بشكل كبير على الأحداث التي وقعت مؤخرا:

فيما يتعلق بالعملية الانتحارية التي نفذها تيمور عبد الوهاب العبدلي في استوكهولم في عام 2010، جاء في هذا العدد: «باتت القبضة الحديدية لحركة الجهاد أكثر وضوحا من أي وقت مضى بين الكفار. هذه هي العملية الثانية الآن خلال شهر داخل أوروبا».

وبشأن حرائق الغابات في إسرائيل، جاء في العدد: «ندعو الله أن يعجل بتدميرهم».

وفيما يتعلق بأنباء تفيد ثبوت احتيال مبعوث حركة طالبان الذي كان يتفاوض مع الحكومة الأفغانية، جاء في هذا العدد: «كان هذا أكثر الأحداث إحراجا بالنسبة لكل من الولايات المتحدة والاحتلال الذي يقوده كرزاي منذ غزوهما المشترك لأفغانستان في عام 2001».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»