ندوة تضامنية مع «الثورة» السورية في مدينة صور تحت أنظار حزب الله

TT

بعد أيام على تنظيم لقاء داعم للنظام السوري في مدينة صور، جنوب لبنان، تحت عنوان «سوريا بخير»، تخلله كلمات لمسؤولين من حزب الله وحركة أمل وحزب البعث والسفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي، تصبّ في إطار «دعم سوريا في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها»، نظم أحد منتديات المدينة «منتدى صور الثقافي» لقاء تضامنيا مع الثورة السورية، أول من أمس، في «إطار التفاعل مع ربيع الثورات العربية»، هو اللقاء الأول من نوعه في منطقة يحكم كل من حزب الله وحركة أمل قبضتيهما عليها.

ويأتي تنظيم هذا اللقاء، وفق المنظمين، لتبديد الانطباع الذي ساد بعد اللقاء التضامني مع النظام السوري، وللقول بأن «تنظيم حزب الله وحركة أمل لقاء تضامن لا يعني أن المدينة بأكملها تدعم النظام»، وللتأكيد على أن «محاولة بعض القوى السياسية إدراج المدينة، تحديدا، والجنوب عموما، في سياق تأييد النظام السوري وكأنه ورقة سورية ليست في مكانها، لأن ثمة ناسا لديها رأي مغاير في هذا السياق». ومن المقرر أن يستكمل المنتدى في الفترة المقبلة سلسلة ندوات مماثلة تتناول موضوع الثورات العربية و«كيفية دعم خط الربيع العربي، الذي ينسجم مع المقاومة، التي يرتضيها أهل الجنوب ضد كل احتلال أو استبداد أو قمع لإرادة الشعوب».

وفي هذا الإطار، وصف علي الأمين، أحد منظمي اللقاء، في اتصال مع «الشرق الأوسط» تنظيم اللقاء في صور بأنه «بمثابة اختراق للقوى الشيعية المهيمنة جنوبا، بما يدحض الزعم بأن الجنوب كله في جبهة النظام السوري»، موضحا أن دعوته للمشاركة في الندوة الحوارية تأتي في أعقاب مقال نشره منذ أيام بعنوان «صور: سوريا ليست بخير»، انتقد فيه ما قال إنه «نظام من القيم الغريب العجيب يحاول البعض (بلف) الجنوبيين به، نظام قيم يجري ترويجه بما يخالف منطق التاريخ، إذ ثمة من يريد القول لنا إن شعوبا تعاني التعسف والظلم والاستبداد قادرة أن تنتصر على العدو، وإن مجتمعات تعيش في جمهورية الخوف قادرة أن تقول كلمتها وتحرر أرضها من الاحتلال».

وأعرب الأمين عن قناعته وعدد كبير من الجنوبيين بأن «المقاومة بجوهرها قائمة على التعبير عن كيان حر في مواجهة الظلم بأشكاله المختلفة، سواء أكان ناجما عن احتلال إسرائيلي أو عن استبداد نظام داخلي»، مشددا على أن «خيار المقاومة لا يمكن أن يكون إلا في جوهر الربيع العربي ودعم خيارات الشعوب وتطلعاتها». وأوضح أن «الجنوب الذي كان سباقا بدوره وتأثيره في تحرير الأرض من الاحتلال الإسرائيلي وقدم الكثير من الشهداء وشكل البيئة الحاضنة للمقاومة، لا يمكن أن يكون عنوانا مدرجا في مصلحة نظام فردي واستبدادي، وأن المقاومة لا يمكن أن تقع في خط الاستبداد، كما أنه لا يمكن للحرية أن تكون انتقائية».

ورأى الأمين أن «الربيع العربي كشف عقم الانقسام حول (الاعتدال) و(الممانعة) وهاهو يؤسس منطقا جديدا للتحالفات والانقسامات لتشكل محاور جديدة، لم تعد تقوم على فرز المؤيد للمقاومة الممانِعة والمختلف معها، أو فرز الحريصين على الاستقرار الداخلي عن المهددين له، بل يقوم على الفرز بين مؤيد وداعم للحرية والكرامة والإنسانية من جهة، وبين متنكر ومناهض لهذه الحقوق والقواعد ومنتهك لها من جهة أخرى».