أكراد الحويجة يطالبون بالحماية من التهديدات الإرهابية

المتحدث باسم البيشمركة لـ«الشرق الأوسط»: لا قرار بعد بإرسال قوات إلى المناطق المتنازعة

TT

دعا عضو كردي في مجلس قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك، السلطات الأمنية في المحافظة إلى حمايتهم من التهديدات الإرهابية التي أسفرت حتى الآن عن تهجير مئات العوائل الكردية من المنطقة، فيما أكد المتحدث باسم قيادة قوات حرس الإقليم (البيشمركة) أن «مشكلة التهديدات الإرهابية لا تقتصر فقط على منطقة الحويجة أو خانقين، بل إنها تمتد من أطراف الموصل غربا إلى حدود محافظة ديالى شرقا، وليس في وارد القيادة الكردية حاليا إرسال أي قوات من البيشمركة للتدخل في تلك المناطق»، مشيرا إلى أن «اجتماعا للجنة الوزارية العليا سيعقد في غضون الأسبوعين القادمين لاتخاذ القرار النهائي بشأن تحريك قوات البيشمركة إلى تلك المناطق».

وكان العضو الكردي في مجلس قضاء الحويجة أحمد خورشيد قد دعا في تصريحات صحافية مسؤولي محافظة كركوك إلى نجدة العوائل الكردية في القرى الكردية في حدود القضاء، و«التي تتعرض إلى تهديدات إرهابية مستمرة أدت لحد الآن إلى نزوح 850 عائلة»، مشيرا إلى أن «ستة من الأكراد قتلوا في ظرف يوم واحد، مما أثار الذعر في صفوف العوائل الكردية المتبقية هناك، ودفع بالكثيرين منهم إلى بيع محلاتهم التجارية ومساكنهم والرحيل عن مناطقهم».

وحول هذا الوضع اتصلت «الشرق الأوسط» باللواء جبار ياور، المتحدث الرسمي باسم وزارة البيشمركة والقيادة العامة لقوات حرس الإقليم، فأكد أن «مشكلة المناطق المتنازع عليها هي مشكلة واحدة، وتمتد من أطراف محافظة الموصل إلى حدود محافظة ديالى، وأساس المشكلة هو اختلاط الصراعات والتوترات السياسية بالأوضاع الأمنية في تلك المناطق، وهذا ما أدى إلى تفاقم المشكلات الأمنية هناك، فالتوترات السياسية في نلك المناطق تغذي التهديدات الإرهابية وتوفر لها مناخا مناسبا لكي تتمكن القوى الإرهابية من توجيه ضرباتها وتهديد سكان المنطقة، وهذا ما أدى إلى نزوح الآلاف من العوائل الكردية من تلك المناطق، وبالتالي حدوث تغيير ديموغرافي خطير في المنطقة، حيث إن الأرقام المتوافرة لدينا حاليا تشير إلى انخفاض مريع في النسب السكانية بكل المناطق الكردية التي تعتبر مناطق متنازعا عليها، ففي جلولاء وحدها تدنت نسبة الوجود الكردي من 35 في المائة عام 2004 إلى 18 في المائة، وهكذا بالنسبة لبقية أقضية ونواحي المحافظة مثل السعدية ومندلي، والحالة نفسها تتكرر في المناطق المحيطة بمدينة الموصل، حيث لم ينحصر النزوح من المناطق المتنازع عليها فقط في المكون الكردي، بل شمل أيضا عوائل مسيحية ويزيدية، وفي كركوك حدث الشيء نفسه بنزوح المئات من العوائل الكردية من جنوبها إلى شمالها بسبب التهديدات الإرهابية التي تركزت في مناطق جنوب المحافظة».

وحول التصريحات التي أدلى بها القيادي العسكري في المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني محمود سنكاوي، الذي أشار إلى قرب دخول قوات البيشمركة إلى منطقتي جلولاء والسعدية والبقاء فيها لحماية أكرادها، قال المتحدث باسم البيشمركة «لم يتخذ بعد أي قرار بهذا الشأن، والأمر لا يعدو سوى اقتراح بحث أثناء اجتماع اللجان المعنية بأمن المناطق المتنازع عليها، ففي رسالة وجهتها اللجنة الوزارية العليا إلى الجنرال لويد أوستن، قائد القوات الأميركية في العراق، كان هناك اقتراح بتحريك لواء من البيشمركة للاستقرار في منطقتي جلولاء والسعدية، ويقضي بنشر اللواء الثالث من قوات البيشمركة في تلك المنطقة لبسط سيطرتها الأمنية، ولكن نحن ننتظر اجتماعا سيعقد في السابع عشر من الشهر الحالي للجنة الوزارية العليا المؤلفة من وزارات الدفاع والبيشمركة والداخلية في الحكومتين لحسم موضوع إرسال قوات البيشمركة للاستقرار في المناطق المتنازع عليها».