أردوغان يأسف لعرقلة قرار مجلس الأمن حول سوريا ويتوعد بحزمة عقوبات «حازمة»

قال إن إسرائيل تشكل تهديدا لمنطقتها لأنها تملك القنبلة الذرية

TT

أعربت تركيا عن أسفها لعرقلة روسيا والصين قرار مجلس الأمن حول سوريا، ووعد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بفرض «حزمة عقوبات حازمة» ضد النظام السوري. وقال أردوغان إنه «من المؤسف» عدم التمكن من إصدار قرار في مجلس الأمن، وذلك في اليوم الثاني من زيارته الرسمية لجنوب أفريقيا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن الدولي التي امتنعت عن التصويت على القرار على غرار الهند والبرازيل. وأضاف: «بالطبع الفيتو.. لا يمكن أن يمنع العقوبات. سنطبق حزمة من العقوبات بالضرورة». وذكر أردوغان أنه سيعلن مجموعة من العقوبات عقب زيارته لمخيم للاجئين السوريين في تركيا خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفا أن «القيادة (السورية) تفقد احترام شعبها».

وسألت الصحافة أردوغان هل يشعر بخيبة أمل من امتناع جنوب أفريقيا عن التصويت في الأمم المتحدة، فأجاب: «إنك تحرجني أمام صديقي العزيز»، مشيرا إلى نائب الرئيس الجنوب أفريقي كغاليما موتلانتي الذي كان بين الحضور. وأضاف أن «قلبي يبقى مع الذين يقاتلون من أجل الحرية، ودائما ما كانت جنوب أفريقيا في هذا الخط». وقال: «كان يفترض أن تتلقى الحكومة السورية تحذيرا»، مشيرا إلى القرب الجغرافي للأتراك «الذين يعيشون بالضبط إلى جانب الشعب السوري». وأوضح أردوغان أن «الناس في هذا البلد (سوريا) ليسوا مضطرين إلى تحمل نظام مستبد بلا رحمة وبلا حياء ويقصف شعبه من البحر».

وذكر أردوغان أن الرئيس السوري بشار الأسد «يستعيد بكل بساطة إرث والده». ونقلت وكالة أنباء «الأناضول» عن أردوغان قوله إن «الفشل في إصدار القرار لن يثنينا. سنقوم حتما بفرض مجموعة من العقوبات على الفور».

وفي موضوع آخر، أعلن أردوغان أن إسرائيل تشكل «تهديدا» لمنطقتها لأنها تملك القنبلة الذرية.

وقال: «في الوقت الراهن، أرى أن إسرائيل تشكل تهديدا لمنطقتها لأنها تملك القنبلة الذرية»، كما نقلت وكالة أنباء «الأناضول». وأدان أردوغان مجددا الدولة العبرية لهجومها على أسطول المساعدات الإنسانية الذي كان متوجها إلى غزة في مايو (أيار) 2010. وأسفر الهجوم عن مقتل تسعة أتراك وأدى إلى أزمة بين أنقرة وتل أبيب. واتهم زعيم حزب العدالة والتنمية المنبثق من التيار الإسلامي، إسرائيل بممارسة «إرهاب دولة» في الشرق الأوسط، خصوصا في الأراضي الفلسطينية. وتابع أردوغان أن «إسرائيل تلزم الصمت، ولم تقل أبدا: (أنا أملك السلاح الذري)»، معتبرا أنه من الظلم انتقاد إيران بسبب برنامجها النووي المثير للجدل من دون النظر إلى الحالة الإسرائيلية. ولم تؤكد إسرائيل يوما امتلاكها للسلاح الذري كما أنها لم تنف ذلك.

وقال أردوغان: «سألت الكثير من المسؤولين الإسرائيليين عن عدد الإسرائيليين الذين قتلوا بصواريخ أطلقت من غزة ومن فلسطين»، موجها حديثه إلى دبلوماسي إسرائيلي معتمد في جنوب أفريقيا كان انتقد في مداخلة له حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تسيطر على قطاع غزة الذي تطلق منه صواريخ على الأراضي الإسرائيلية. وأضاف أردوغان: «لم أتمكن أبدا من الحصول على إجابة. لكن عشرات الآلاف من الفلسطينيين قتلوا بالقنابل التي تنهمر عليهم كالسيل من إسرائيل» التي اتهمها باستخدام القنابل الفسفورية ضد غزة عام 2009.

وأضاف، وسط تصفيق كبير من مسؤولي وزارة خارجية جنوب أفريقيا وأعضاء السلك الدبلوماسي: «أنتم تنامون الليل في هدوء وطمأنينة، لكن الفلسطينيون لا يرون أدنى أثر للسلام في فلسطين». وجنوب أفريقيا من الدول القليلة التي فيها للفلسطينيين ممثل برتبة سفير.