الشرق والغرب يجتمعان في مهرجان «موسيقى الجاز السنوي» في بيروت

يشارك فيه عدد من الفرق الموسيقية الحاصلة على جوائز عالمية

ربيع أبو خليل وفرقته الموسيقية وريكاردو ريبيرو في «مهرجان بيروت لموسيقى الجاز» الأسبوع الماضي
TT

للسنة الرابعة على التوالي تحول وسط بيروت إلى مسرح لموسيقى الجاز في ليالي المهرجان الذي نظمه سوليدير بعدما تحولت هذه المنطقة من العاصمة إلى محطة أساسية لأهم المهرجانات الفنية التي تنظَّم في لبنان. وكانت حفلات هذا العام غنية وإن اقتصرت على 4 ليالٍ فقط، وذلك من خلال اختيار الفرق الموسيقية التي لها بصمة عالمية واضحة في هذا النوع من الموسيقى وبدت متميزة مقارنة مع سنوات المهرجان السابقة. هذا الواقع انعكس بدوره إيجابا على الجمهور الذي يبدو أن عدده يزيد عاما بعد عام، لا سيما في أوساط الشباب اللبناني.

كانت ليالي الجاز البيروتية، التي تجمع بين الشرق والغرب، قد انطلقت السبت الماضي مع الفنان اللبناني العالمي عازف العود ربيع أبو خليل وفرقته الموسيقية، وهو الذي نجح في دمج الموسيقى الشرقية مع الموسيقى الغربية في تأليف مقطوعات متميزة جعلته ينفرد بهوية موسيقية خاصة به. وكان أبو خليل الذي يضع البعض موسيقاه في خانة «الجاز الشرقي» أو «الموسيقى العالمية الثقافية» فيما يعتبر هو أن الأهم بالنسبة إليه هو الفن الذي يقدمه، قد كتب الموسيقى لعدة أوركسترات أوروبية وعالمية أهمها: «بي بي سي أوركسترا» و«أونسمبل مودرن» إحدى أهم الفرق العالمية المتخصصة في الموسيقى المعاصرة.

وكانت ليلة أبو خليل مقسمة إلى جزأين، الأول اقتصر على مقطوعات موسيقية قديمة وحديثة تولى تقديمها مع فرقته في لوحة متناغمة بما تحمل في كواليس تأليفها حنينه اللبناني المستوحى من المجتمع اللبناني بحلوه ومره، وهذا ما أشار إليه في تعريفه عن مقطوعاته بأسلوبه «الساخر» المحبب. أما القسم الثاني من الأمسية فكان نجمه، إضافة إلى أبو خليل وفرقته، مغني الفادو البرتغالي ريكاردو ريبيرو، الذي قدم أغنيات من تلحين أبو خليل الذي تعلم البرتغالية ليقوم بهذه المهمة. ويعرف الفادو بأنه نمط موسيقي تطغى عليه كلمات الحب والألحان الحزينة.

أما الليلة الثانية فكانت أيضا لبنانية عالمية على وقع موسيقى الفنان وعازف البيانو فيليب الحاج الذي رُشح لجائزة مسابقة باريس للمواهب الشابة عام 2005، وتتميز مؤلفات الحاج بأسلوبه الموسيقي المنفتح على العالمية، الذي يجمع بين الجاز والشرقي والكلاسيكي.

وليلة أول من أمس أحيا عازف البيانو الكوبي تشيشو فالدز ليلته مع فرقته الموسيقية في العاصمة اللبنانية، وهو أستاذ ومؤلف وموزع موسيقي. كان فالدز قد حصل على جوائز عالمية عدة، وعين عام 2006 سفيرا للنوايا الحسنة في منظمة الـ«فاو»، وقدم عروضه على أهم المسارح العالمية في أكثر من 50 دولة حول العالم واكتسبت أعماله تقديرا ودعما دوليين، مما جعل النقاد يعتبرونه واحدا من أهم عازفي البيانو في العالم. أما الليلة السبت فستكون أميركية الهوى مع ماركوس ميلير، وهو مؤلف وعازف على عدة آلات موسيقية، وقد اشتهر بعد تعاونه مع أسطورة الجاز Miles Davis خلال الثمانينات، كما لاقى شهرة واسعة من خلال مشاركته الفنية في ألبوم «زولوك» للموسيقار الفرنسي العالمي جان ميشال جار.

وعن «مهرجان بيروت للجاز» والفرق المشاركة فيه لهذا العام، يقول المدير الفني للمهرجان، جان كاسبيان، لـ«الشرق الأوسط»: «إن اختيار الفرق يتم عادة بناء على آخر مستجدات موسيقى الجاز في العالم، وهذا ما ينطبق على الفرق التي تشارك هذه السنة، والتي حصلت على جوائز عالمية، أمثال تشيشو فالدز، عازف البيانو الكوبي، والأميركي ماركوس ميلير، الذي سبق له أن حصل على 5 جوائز عالمية، وهذه هي المرة الأولى التي يحيي فيها حفلة في لبنان، والأمر عينه ينسحب على عازف العود اللبناني ربيع أبو خليل الذي أثبت نفسه كموسيقي لبناني شرقي عالمي، وأيضا الشاب اللبناني فيليب الحاج، لا سيما أننا نحرص أيضا على دعم الشباب اللبناني وتشجيعهم».

من جهتها، أكدت رندة أرمنازي، مديرة العلاقات العامة والإعلام في شركة «سوليدير» استراتيجية الشركة الهادفة إلى ترسيخ دور بيروت الثقافي والفني الرائد من خلال تنظيم هذا المهرجان الذي أصبح تقليدا سنويا. وفي حين يؤكد كاسبيان أن القائمين على المهرجان لا يجدون صعوبة في استقدام هذه الفرق العالمية، بل يبدي الموسيقيون دائما استعدادهم للمشاركة في المهرجانات اللبنانية، لا سيما أنه صار لهذا الحدث موعد سنوي في روزنامة مهرجانات الجاز العالمية، يلفت إلى أن جمهور الجاز في لبنان يشهد تزايدا ملحوظا لا سيما في السنتين الأخيرتين، وذلك بعدما وجد هذا النوع من الموسيقى مساحة واسعة له في الحانات والملاهي الليلية التي تفتح في لبنان وصارت تستقطب اللبنانيين من مختلف الأعمار، لا سيما الشباب منهم، إضافة إلى بروز فرق لبنانية لموسيقيين شباب يعزفون موسيقى الجاز.