أمير منطقة مكة المكرمة: تجاوز التعليمات والأنظمة تعد على الحجاج وأهداف الفريضة

دراسة تؤكد: ارتفاع التكاليف السبب الرئيسي للحج غير النظامي

السلطات المسؤولة تسابق الزمن لإخراج حج أكثر نظامية وانضباطا («الشرق الأوسط»)
TT

كشف الدكتور عبد العزيز الخضيري، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة، رئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج، أن نتائج دراسة أجرتها اللجنة أكدت أن ارتفاع تكلفة الحج هي أهم مسببات الحج غير النظامي.

وأضاف الخضيري «أجرينا دراسات عدة وخرجنا بعدة مسببات، أبرزها ارتفاع تكلفة الحج، وهذا ما دفعنا إلى التنسيق مع وزارة الحج للخروج بحل جذري لهذه المشكلة، وبالفعل، وصلنا إلى حل مناسب، تمثل في الحج منخفض التكلفة، حيث أطلقت الوزارة هذه التجربة ولقيت نجاحا ملموسا، ما مكن أخيرا من أداء دور الرقابة، والمتمثل في تنفيذ الحملات والمتابعة على أصحاب المؤسسات الوهمية التي تعمل في القطاع دون تصريح لمزاولة النشاط».

ويضع الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية، يوم السبت 15 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن تحت عنوان «الحج عبادة وسلوك حضاري» في حيز التنفيذ، مستبقا بذلك بدء موسم الحج الفعلي، ومتأهبا مع 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، لإعطاء المناسك صبغة التنظيم والخلو من المظاهر السلبية والارتقاء بسلوك ضيوف الرحمن. وأكد الأمير خالد الفيصل أن حملة «الحج عبادة وسلوك حضاري» حققت نجاحات لافتة في الأعوام الثلاثة الماضية، من أهداف عدة، في مقدمها تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف، وهي تأتي تحقيقا لتطلعات وتوجيه ومتابعة الحكومة الرشيدة في التطوير المستمر للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.

وأضاف «إن ما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج هو نابع من استشعارها لواجبها تجاه قاصدي بيت الله الحرام، وقال: «إن هذه الخدمة شرف عظيم للمملكة حكومة وشعبا، ويكفينا فخرا واعتزازا أن اللقب الذي اختاره عبد الله بن عبد العزيز ملك هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين، فكلنا أتباع هذه القيادة في حمل هذا الشرف العظيم لخدمة الحجاج والمعتمرين».

وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن الحملة تتسق مع تفعيل المرتكز الثاني من استراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة، التي تؤكد التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف القوي الأمين.

واستطرد: «كما تهدف الحملة إلى التأكيد على أهمية الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، وصولا إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة، والقضاء على ظاهرة الافتراش، وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات». وبين الفيصل أن الحملة الوطنية الإعلامية ستحث الحاج على التفكير من أجل مراجعة سلوكه قبل مباشرة الفريضة والنسك وصولا إلى تغييره، وذلك عبر حفز حس الواجب والمسؤولية لديه إزاء أداء الركن الخامس للإسلام، فضلا عن تحقيق مصلحة شخصية له بأدائه الفريضة بيسر وسهولة ودون مشقة آمنا ومطمئنا.

وأشار إلى أن المرحلة الثانية تحمل الجانب التحذيري، فعدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة إلا بتصريح، يعتبر تعديا على الحجاج وأهداف الفريضة. يشترك في تنفيذ الحملة وزارات وهيئات وشركات، هي: الحج، والثقافة والإعلام، والشؤون البلدية والقروية، والصحة، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتربية والتعليم، والتجارة والصناعة، والأمن العام، والدفاع المدني، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والأمانات، وأعضاء مجلس منطقة مكة، وشركات الاتصالات، والخطوط الجوية السعودية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومؤسسات الطوافة، وشركات حجاج الداخل.

من جهته، قال الدكتور عبد العزيز الخضيري، وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج، إن «حملة الحج (عبادة وسلوك حضاري) في عامها الرابع تنطلق من استراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة».

وأوضح أن الحملة تتكئ على ثلاثة مرتكزات، الأول يتمثل في احترام المكان والحدث، والثاني في احترام الإنسان، والثالث في احترام النظام، وقال: «تشمل الحملة جانبين توعويا وتحذيريا، وبدأنا في الجانب الأول عبر حملات تركز على الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة». وأفاد الخضيري بأن الحملة ستستمر في معالجة أهم تحديات موسم الحج ويتمثل في تأدية الفريضة من دون تصريح، مما انعكس سلبا على ظهور مسألة الحجاج غير النظاميين الذين بدورهم أفرزوا ما يسمى ظاهرة الافتراش»، مؤكدا القول: «ذلك التحدي وتلك الظواهر السلبية تشكل هاجسا لنا، فهي لا تمكن القطاعات الحكومية والأهلية من أداء دورها بمستوى أفضل، والتي تنطلق خططها السنوية عبر أهمية تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية للبينة التحتية والعلوية والمتمثلة في الطرق والتنقل، والإسكان، والصحة، مشيرا في الوقت ذاته، بوصفه رئيس اللجنة التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج، إلى أنه وبعد التدارس والبحث تبين أن مستوى الخدمة في السابق كان ينخفض بنسب مرتفعة تبعا لزيادة وارتفاع عدد الحجاج، فالتخطيط لها من قبل المنظمين، سواء في القطاعات الحكومية أو الشركات لعدد محدد ومعلوم من الحجاج المتوقع قدومهم إلى المشاعر المقدسة، يمكنهم من وضع الخطط والضوابط الكفيلة لخدمتهم على مستوى، إلا أنه استدرك القول في حال المفاجأة الزيادة المفاجئة لأعداد الحجاج غير النظاميين يسبب انخفاض جودتها إلى أكثر من 50 في المائة.