كشف في العاصمة السعودية، الرياض، عن توجه حكومي لاستحداث استراتيجية وطنية شاملة للطفولة لتلافي عقبة تعدد الجهات الراعية لقضايا الطفولة، مما جعل من هذا التعدد تحديا يتعين معالجته بصياغة رؤية شاملة لاحتياجات الطفولة وللأجهزة التي تقدم هذه الاحتياجات في البلاد.
وأوضح الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للطفولة، أن التحدي الذي يواجه المجتمع السعودي في رعاية الطفولة يكمن في تعدد الجهات المعنية بشؤون الطفولة في المملكة، لافتا إلى أن هذا التعدد نابع بحسب نوع الاحتياجات المطلوبة للأطفال في المجالات التربوية والصحية والإعلامية والاجتماعية والبيئية والعناية بالفئات الخاصة، وغير ذلك من الاحتياجات التي تقدمها الوزارات والمرافق المختلفة.
ولمح وزير التربية إلى أن هذا التعدد يشكل تحديا تتعين معالجته بصياغة رؤية شاملة لاحتياجات الطفولة وللأجهزة التي تقدم هذه الاحتياجات، على أن تكون منسجمة مع طموح القيادة السعودية، ومتناغمة مع المعطيات العلمية والتغييرات الدولية.
جاء ذلك على خلفية استضافة وزير التربية والتعليم رئيس اللجنة الوطنية للطفولة في مكتبه بالوزارة أعضاء اللجنة الوطنية للطفولة، التي تمثل 5 وكلاء وزارات حكومية معنية بشؤون الطفل، بالإضافة إلى 3 خبراء في مجال الطفولة، وذلك يوم الثلاثاء الماضي 4 أكتوبر (تشرين الأول).
وبين وزير التربية والتعليم أن أهمية هذا الاجتماع تأتي من كونه يتناول قضايا وشؤون الأطفال، التي تمثل نسبة كبيرة من المجتمع السعودي، داعيا أعضاء اللجنة من وكلاء الوزارات إلى استشعار المسؤولية نحو الطفولة ومنحها ما يملكون من وقت وعلم وجهد، مؤكدا دعمه شخصيا لكل ما يخدم قضايا الطفولة.
في حين أكد وزير التربية على دور المملكة في خدمة قضايا الطفولة، مؤكدا على أنه ينبع من عقيدتها الإسلامية وموقعها الاستراتيجي وإمكانياتها المادية، ولمح إلى المشكلات التي تواجه العالم الإسلامي، المتمثلة في الجهل والفقر والمرض، معتبرا أن القضاء عليها لا يكون إلا بسلاح العلم وبناء الإنسان، الذي يبدأ أثناء مرحلة الطفولة كونها المرحلة الحرجة من عمر الإنسان وقاعدة انطلاق حقيقة لمواجهة تلك الأخطار المحدقة بالمجتمعات الإسلامية.
من جانبه، أكد الدكتور بندر السويلم أمين عام اللجنة الوطنية للطفولة على أن اللجنة بصدد إطلاق حزمة من المبادرات الوطنية لخدمة الطفولة وقضاياها، مؤكدا على أن الخطة التنفيذية المقدمة لوزير التربية والتعليم وأعضاء اللجنة الوطنية للطفولة اشتملت على أبرز المبادرات والبرامج التي قامت وتقوم بها اللجنة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح السويلم أن اللجنة الوطنية للطفولة تقدمت بـ5 مبادرات تشتمل على مصفوفة من البرامج النوعية، التي تستهدف الطفولة بشكل خاص في مختلف المجالات، ولمح السويلم إلى أن من أبرز تلك المبادرات «مبادرة حماية»، التي تهدف لتدريب عدد من المعلمين والمعلمات للكشف عن حالات الإساءة والإهمال التي قدر يتعرض لها الأطفال في البيئة المحيطة بهم.
وبين السويلم أن الطفولة توجه في الفترة الحالية تحديين رئيسيين، هما تحديد زيادة عدد الأطفال في البلاد، مما يتطلب زيادة في كم خدمات الرعاية لهم من قبل الجهات ذات العلاقة، مشيرا إلى أن من التحديات التي تواجه الطفولة الحاجة الفعلية لتكثيف التنسيق والترابط بين الجهات الحكومية والخاصة، التي تقدم خدماتها بشكل منفرد للطفولة.
واعتبر السويلم أن لجنته تسعى لتحقيق رسالتها المتمثلة في جعلها مظلة شاملة وداعمة ومحفزة لمبادرات التنمية والرعاية والحماية للطفل السعودي، وأن تكون مرجعية وبيت خبرة في مجال رعاية ومناصرة الطفولة، وأن تحظى بتقدير واحترام الشركاء والمستفيدين والممولين حكومة وشعبا، وأن تصبح محور الاهتمام والاعتبار على المستويين الرسمي والمدني.
وبين السويلم أن اجتماع اللجنة الوطنية للطفولة برئاسة وزير التربية والتعليم خلص إلى عدد من التوصيات والنتائج، التي يرى أنها داعمة لمسيرة عمل اللجنة الوطنية، كاشفا عن قرب تسلم اللجنة لمبنى مستقل بها ليكون مقرا لها. ولمح السويلم إلى أن الكثير من الصعوبات الإدارية التي تواجه لجنته تم خلال الاجتماع التطرق لها، موضحا أن اللجنة ستشهد في الأيام المقبلة نقلة نوعية في أدائها، لافتا لسعي اللجنة لاستقطاب عدد من الكوادر النسائية المؤهلة للعمل ضمن الفريق النسائي للجنة.
يشار إلى أن اللجنة الوطنية للطفولة ستقدم مؤتمرا صحافيا خلال الأيام المقبلة تفصح فيه عن جملة من مبادراتها وبرامجها، التي تعنى بقضايا الطفولة في السعودية.