يستغل معظم السعوديين حلول الإجازات للتواصل مع الأقارب والأصدقاء الذين يقطنون في مدينة غير التي يسكنون فيها؛ حيث إنهم لا يتمكنون من زيارتهم إلا خلال هذه الفترات، كما أن معظمهم يستغل الشبكة المتطورة للطرق في المملكة ليسير عليها، متوجهين إلى المدينة التي يقصدونها، خصوصا في ظل الازدحام والتعطل اللذين يشهدهما النقل الجوي، وهو الأمر الذي انعكس إيجابا على بعض الأشخاص الذين ينتظرون هذه المواسم بفارغ الصبر؛ حيث إن الكساد يظل مسيطرا عليهم لفترات من العام، ومن أهم هذه التجارات: عربات نقل السيارات المتعطلة أو «السطحة»، كما يسميها السعوديون، وهي السيارات الكبيرة التي تنقل السيارات المتعطلة من مكان إلى آخر؛ حيث يوجد أصحاب هذه السيارات على الطرق السريعة، وفي موسم الصيف يكثر الإقبال عليهم؛ وذلك نتيجة لعدم تأهيل كثير من أصحاب السيارات مركباتهم التي يسافرون بها مسافات طويلة، مما يجعلها عرضة للتعطل أثناء الطريق، إضافة إلى الحوادث التي تقع على هذه الطرق أو الحوادث المرورية العنيفة التي تقع وسط المدينة وتصبح معها السيارة غير قادرة على الحركة. في هذا الصدد، يقول فادي عبد الشكور، سائق عربة نقل السيارات المتعطلة: «استأجرت السيارة من كفيلي بمبلغ 4000 ريال (1066 دولارا) في الشهر، وفي موسم الصيف أربح أموالا وفيرة نعوض خلالها ما خسرناه في بقية السنة»، مشيرا إلى أنه يتخذ من طريق الرياض - الدمام مقرا له يوصل منه وإليه السيارات المتعطلة.
وعن أسعار النقل بين المدينتين، أكد أن الأسعار تختلف بحسب حجم السيارة؛ حيث تبدأ الأسعار من 500 ريال (133 دولارا) إلى 750 ريالا (200 دولار) للسيارة الواحدة، وننقل في أقل الأحوال سيارتين في اليوم، ولولا مشقة المهنة لنقلنا 4 سيارات، فهذا موسم ذهبي لا يعوض.
أما فالح الرشيدي الذي يمتلك أكثر من 10 سيارات لنقل السيارات المتعطلة، فقد أكد أن الجهود تستنفر في هذه الفترة من السنة؛ حيث إنه موسم لا يفوت، وقال: «في هذا الوقت أرفض أي طلب إجازة من أي عامل، إلا بعد انتهاء الإجازة الصيفية»، مشيرا إلى أن سياراته المنتشرة بين طريق الرياض - القصيم والرياض - الدمام يستخرج من الواحدة يوميا ما يقارب 900 ريال (240 دولارا) في أسوأ الأحوال، والرقم مرشح للارتفاع خلال العطلة الأسبوعية - على حد قوله.
وحول الاتهامات التي يواجهونها باستغلال حاجة الناس إليهم في هذا الوقت، قال: «هذه المهنة تحتاج إلى عمالة وصيانة مستمرة للسيارة ومصروفات خاصة للسيارة، إضافة إلى معيشة العمالة والمكسب الخاص، كلها أمور تقتسم من الأرباح، فكيف نفعل هذا كله؟»، لافتا إلى أن هذه المهنة تدر أرباحا خيالية تفوق ما يتوقعه البعض من أنها مهنة أرباحها ضعيفة.
أما الشاب فهد الشيخ، الذي التقيناه أثناء عمله على «السطحة»، وهو ينتظر زبائنه في طريق الدمام؛ حيث يقول: «بدايتي في المهنة كانت صعبة، فقليلا ما نجد شبانا سعوديين يعملون فيها لأنهم يرون أن فيها صعوبة، إلا أن العمل في تلك المهنة أصبح شائقا لي بعد البدايات، كما أنني مللت من طول انتظار الوظيفة المكتبية التي أحمد الله حاليا أنني لم أجدها؛ حيث إنني أستخرج مبالغ كبيرة تتجاوز 8 آلاف ريال (2133 دولارا) في الشهر الواحد، ناهيك عن أوقات الإجازات التي أتوجه فيها إلى الطرق السريعة، وأستخرج ما يزيد على 20 ألف ريال (5333 دولارا) في الشهر الواحد»، مبينا أن «بعض المواطنين يجزلون لي الأجر عندما يعرفون أنني سعودي يعمل في مهنة كهذه المهنة».