الغاط: افتتاح أول فندق طيني.. وتوطين الأرانب والذئاب في المتنزه الوطني

أول مشروع تراثي بيئي سياحي في المحافظة يحصد جوائز دولية

أعمال ترميم القرية الأثرية في الغاط تسابق الزمن لإعادة أحيائها وصولا لموعد الافتتاح («الشرق الأوسط»)
TT

تعكف جهات حكومية عدة على إكمال أول مشروع بيئي متكامل العناصر في السعودية، بمساحة تتجاوز 16 مليون متر مربع، ضمن خطط سياحية متكاملة تعمل عليها الهيئة العامة للسياحة والآثار وشركائها بمحافظة الغاط (وسط السعودية)، ويتضمن المشروع تهيئة القرية القديمة بالغاط، التي تم الانتهاء من مرحلتها الأولى، وتشمل افتتاح أكثر من 40 نزلا بيئيا خلال العام المقبل. وتتميز الغاط بعدد من عناصر الجذب السياحي، منها الإرث التاريخي المتمثل في مشروع البلدة القديمة، الذي يضم مباني طينية يتجاوز عمر بعضها 200 عام، والتنوع البيئي الذي تمتاز به الغاط عن غيرها من محافظات الرياض بوجود الأودية بجبال طويق، وما تحويه من تكوينات صخرية، ووجود ما يعرف بـ«قاطور» الماء، في موقع القلتتين (الرصفة وحليفة)، الذي غدا من نقاط الجذب السياحي طوال العام.

ويعد موقع الغاط، الذي يتوسط السعودية تقريبا، ممرا قديما للقوافل، بين شمال ووسط المملكة ومع وقوعها على شبكة الطرق السريعة، الأمر الذي أهلها لتصبح مقصدا للسياح داخليا وخارجيا، ووقوعها على طريق الرياض القصيم، الذي يربط شمال المملكة بوسطها وجنوبها، والذي يعد أهم محاور الطرق الدولية لدول الخليج والشام.

عبد الله ناصر السديري، محافظ محافظة الغاط، قال لـ«الشرق الأوسط» إن مشروع القرية القديمة هو إعادة إحياء لها، تمت بدعم المجتمع المحلي، ومن أهدافه تحويل القرية إلى رافد اقتصادي، مع المحافظة على المباني التراثية القديمة.

وشدد عبد الله ناصر السديري على أن من أهم العوامل التي أسهمت في تنوع المقومات السياحية، التي على ضوئها تم تطوير عدد من المواقع البيئية والسياحية ومنها مشروع تطوير البلدة القديمة ومتنزه الغاط الوطني، الذي اختير كأفضل وأول متنزه وطني في منطقتي الرياض والشرقية لإقامة النزل البيئية والسياحية، مع مزارع وادي الغاط، الجاري دراسة وتصميم وإقامة نزل ريفية بها، ومتنزه العرينية القريب من الطريق السريع على سفح جبال طويق، ويجري العمل على تطويره حاليا.

يذكر أن مشروع القرية القديمة حصد جائزة عالمية خلال مراحل التطوير وإعادة تأهيله كأفضل مشروع تأهيل بلدة تراثية من منظمة السياحة العالمية «UNWTO» في البرتغال منتصف هذا العام.

ويشير عبد الله ناصر السديري، محافظة الغاط، إلى أن المحافظة تنظم عددا من الفعاليات الثقافية والاقتصادية على مدار العام، تحظى باهتمام واسع ومتابعة شريحة كبيرة من المجتمع على المستويين المحلي والخليجي، ومنها مهرجان التمور السنوي، ومهرجان السوق الشعبية والقرية التراثية.

ومن جهتها تعمل وزارة الزراعة بالتعاون مع الهيئة السعودية للحياة الفطرية لإعادة توطين الحياة الفطرية في محافظة الغاط، بعد اكتمال عناصر المشروع الخاصة بإعادة التوطين، بحسب المهندس عبد الله محمد اليعقوب، مدير فرع وزارة الزراعة بالمحافظة، الذي أشار إلى أن متنزه الغاط الوطني تم الانتهاء من مرحلتي العمل الأولى والثانية به، مبينا أن بداية التوطين ستقتصر على الذئاب والأرانب، وسيكون ذلك حال اكتمال الشروط اللازمة لحماية هذه الحيوانات.

وتضم البلدة القديمة، التي يجري إعادة ترميمها وتأهيلها، أول فندق طيني راقٍ في السعودية، بعد أن رمم أحد البيوت الكبيرة «بيت الملحم»، في البلدة القديمة، ويضم الفندق مواصفات الفنادق الخمس النجوم، حيث يعيش النزيل عبق الماضي، وقد تم افتتاحه مسبقا دون تشغيل كامل فقط خلال استقبال الوفود الرسمية من الداخل والخارج، التي تزور الغاط.