لقد سببت كرة القدم للمهاجم الدولي زلاتان إبراهيموفيتش ضيقا في السويد وفي إيطاليا، وهو ما أدهش الجميع هنا، ولكن لم تحظ حالة إبراهيموفيتش المحيرة بمساحة كبيرة في أحاديث زملائه الذين كانوا سعداء إلى حد ما قبل يومين لعدم تلقيهم اللوم من المدرب (كانوا قليلين للغاية، وسيتم بث الحديث إذاعيا ما إن يعود كل عناصر فريق الميلان)، وكانت هناك بعض التعليقات المتحفظة بشأن الجدل الدائر حول المهاجم إبراهيموفيتش، ولم يرد أحد أن يتحدث علنا عن أن زلاتان يتعرض لحادثة ما جديدة كل عامين. ولم يفعل ذلك أيضا أدريانو غالياني، نائب رئيس الميلان، الذي ظل صامتا مع الصحافيين، والذي ربما اتصل باللاعب أثناء تناوله العشاء مع المدرب ماسيمليانو أليغري. وقد شوهد نائب رئيس الميلان بصحبة المدرب لبحث الموقف، والمدرب ثابت للغاية على موقفه، على الرغم من بعض الادعاءات المنتشرة على شبكة الإنترنت، بأن غالياني يعتبر فكرة إقالة المدرب غير مطروحة بالمرة، فهو لا يستحق ذلك. ويبدو الأمر جادا كما هي جادة الرغبة في حل بعض المشكلات.
حيرة: قد تم تحديد النقاط الأساسية للموقف العام، ودار الحديث عن كيفية تجاوز المرحلة المعقدة لبداية عودة الكثير من المصابين إلى التدريب مع الفريق. وعندما يعود اللاعبون الدوليون الأسبوع المقبل، سيذهب غالياني للتحدث مع الفريق. ويتركز تفكير الميلان الآن على المباراة المقبلة أمام فريق باليرمو يوم السبت 15 من شهر أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، التي يتم اعتبارها صعبة دائما، ولكن عدم مواجهة مشكلة إبراهيموفيتش ستكون صعبة كذلك، حيث كانت تصريحات المهاجم مفاجئة في الحياة اليومية لفريق الميلان، وبذلت الإدارة ما بوسعها لترضي احتياجات زلاتان الذي استمتع ببضعة أيام من الراحة بين الغابات ورحلات الصيد الشهيرة لحيوان الموس، التي أثارت السخرية داخل وخارج فريق الميلان.
وقد ذهب إبراهيموفيتش إلى طبيب يثق فيه في السويد، وحصل على إذن في البقاء مع عائلته، وأن يقضي وقت فراغه برفاهية (في المجتمع الديمقراطي السويدي، صيد حيوان الموس يعادل صيد الثعالب)، ولكن انتشار الخبر جعل النادي في وضع محرج، ولم تغب بعض لحظات الارتباك في الماضي، حيث حدث، على سبيل المثال، أن إبراهيموفيتش ما إن وصل إلى السويد حتى اشتكى من كونه متعبا ومنهك القوى.
انطباعات: وقد كانت الرؤية التي تسربت من نادي الميلان يمكن فهمها، فالمهاجم إبراهيموفيتش كان ليبتعد عن المنتخب السويدي يوم الثلاثاء الماضي، الذي لم يكن قد تركه من قبل والذي لا يحفظ له سعادات كبيرة. ويبدو أن المحفزات الأوروبية بالنسبة للاعب في هبوط، حيث إن المنتخب السويدي لديه فرصة كبيرة في الوصول إلى دور التصفية، ولكن ما زال هذا لا يعني تأهله إلى بطولة أمم أوروبا 2012. ربما لم تعد لدى زلاتان الرغبة في خوض مباريات مستحيلة، ووفقا لإدارة النادي فإن رسالة يوم الثلاثاء الماضي ربما تكون موجهة إلى منتخب وصحافيي وجماهير السويد. إذن، تعتبر إدارة الميلان نفسها خارج الموضوع، ولكن تصريحات إبراهيموفيتش لم تأت في الوقت المناسب.
حلول: لا يمكن تدليل اللاعب أكثر من ذلك، فإدارة الميلان تعامله بالفعل كنجم النجوم؛ ليس فقط بسبب حصوله على أعلى راتب (9 ملايين يورو وهو أعلى راتب بين لاعبي الدرجة الأولى الإيطالي وأحد أعلى الرواتب في العالم).
وعندما يعود زلاتان ستتفاهم معه إدارة الميلان، ومن هذه الناحية أيضا، قد لا يكون لدى اللاعب ما يشتكي منه. ويُعرف عن السويدي جديته المهنية العالية، فعندما يكون بحالة جيدة يتدرب بقوة، ويدفع الزملاء الذي ينسب لهم الفضل في الأرقام التي حققها. ومن ثم يأتي اللوم الواضح في الملعب بسبب بعض زملائه (من قبل كان باتو، والآن إيمانولسون)، حيث تنبع منهما بعض التصرفات التي من الصعب عدم اعتبارها مزعجة. وكان الطبع الحاد لإبراهيموفيتش دائما ما يُحاط بالأهداف. ولكن بعد الخروج المتكرر للاعب من السويد، من الصعب تخيل أن أحدا لم يتساءل بهذا الشأن، ولنتذكر ما صرح به زلاتان عن غوارديولا، مدرب برشلونة، قائلا: «ألن يكون هو الفيلسوف الحقيقي؟».