خبراء كرويون: دفاع الأخضر «مهزوز».. ووسطه بلا فاعلية.. وهجومه سلبي

قالوا إن تباعد المراكز وغياب الحلول البديلة للتسجيل وراء تراجع مستواه

TT

أثار أداء المنتخب السعودي المتذبذب أمام إندونيسيا في اللقاء الاستعدادي الذي جرى ظهر أمس ضمن معسكر الأخضر الذي يسبق مواجهة تايلاند في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 الكثير من التساؤلات لدى المحللين الفنيين؛ حيث بدا واضحا تباعد المراكز عن بعضها داخل الملعب، وسط ضعف في الفاعلية الهجومية وقلة تركيز عند المدافعين؛ حيث طالب المحللون بضرورة التوازن بين جميع الأدوار التي يقوم بها اللاعبون، إضافة إلى إيجاد حلول بديلة في حال تكتل الفريق المنافس، كالتسديد من خارج المنطقة أو تنشيط الكرات الهوائية.

بداية، اعتبر اللاعب الدولي السعودي السابق فيصل أبو ثنين أن القائمة الأساسية للمنتخب السعودي جيدة، باستثناء خط الهجوم الذي يعاني عدم وجود مهاجم مكمل لجهود زملائه، مبينا أن ياسر القحطاني وناصر الشمراني، إضافة إلى نايف هزازي، بعيدون عن مستوياتهم، وسط تأثير واضح لغياب اللاعب نواف العابد بداعي الإصابة، معتبرا استبعاد الحارس حسن العتيبي قرارا خاطئا؛ نظرا لأنه الأفضل في هذه المرحلة، وقال: أستغرب الاستعانة بوليد عبد الله كحارس أساسي في ظل وجود العتيبي على دكة البدلاء، وليس مبررا أمر استبعاده عن القائمة الأساسية مع الأخضر، استنادا إلى عدم مشاركته مع ناديه في الفترة الأخيرة بسبب خلاف إداري، ويمكنني القول إن مركز الدفاع هو الأفضل في المنتخب السعودي، وعلى الهولندي ريكارد الثبات على قائمة واحدة.

من جانبه، أشار المحلل الفني سلطان خميس إلى أن مدرب المنتخب السعودي لم يتعرف بعدُ على فريقه، كاشفا عن خلل التنظيم الدفاعي في صفوف الأخضر، وقال: الدفاع غير منظم، مما يجعل معظم الهجمات التي يتعرض لها المنتخب السعودي تتسم بالخطورة، وأعتقد أن ريكارد لم يستطع الاستحواذ بشكل جيد على متوسط الميدان؛ فرباعي الوسط جميعهم يمتلكون نزعة هجومية باستثناء سعود كريري، والأنسب للمشاركة في هذا المركز هم أحمد عطيف وسعود كريري وتيسير الجاسم وعبد العزيز الدوسري وأحمد الفريدي، وأمامهم المهاجم ناصر الشمراني؛ نظرا لأن اللاعبين المذكورين لديهم القدرة على استنزاف طاقات المنافس بتحركاتهم السريعة، فضلا عن قدرتهم حفظ التوازن بين الهجوم والدفاع، وهي القائمة التي ستكون بطريقة 4- 3 - 3 شكلا غير تقليدي يتم من خلالها تفعيل الأطراف، ولكنه يكون أقرب إلى 4 - 5 - 1، كما أن عدم تفعيل التسديد من خارج المنطقة أمر يدعو إلى الاستغراب، فطوال الـ90 دقيقة لم يسدد اللاعبون سوى مرتين على المرمى الإندونيسي.

ولفت خميس إلى المساندة الهجومية المتزامنة لظهيري الجنب، حسن معاذ وعبد الله الزوري، معتقدا أن اندفاعهما أتاح للمنافس حلولا للهجمات المرتدة، مشيرا إلى أن الجهة اليسرى للمنتخب السعودي ضعيفة، في ظل عدم جاهزية عبد الله شهيل، فاللاعبون السعوديون يفتقرون للذكاء الكروي الذي يحبط هجمات المنافس قبل اكتمالها، وعلى الفريدي عدم الاحتفاظ الكثير بالكرة، كما أن الرقابة الدفاعية للأخضر بدت ضعيفة، فالمدافعون يراقبون الكرة ويتركون اللاعب.

وفي الاستوديو التحليلي الفني المصاحب للمباراة، أوضح المحلل العراقي مجبل فرطوس أن المنتخب السعودي لم يستطع فرض أسلوبه المعهود على الرغم من ضعف إمكانات المنتخب المقابل، مشيرا إلى أن الأخضر ظهر بمستوى مهزوز ولا يبعث على الطمأنينة قبيل مواجهة تايلاند المهمة مساء الثلاثاء المقبل، مما يتوجب على فرانك ريكارد اللعب بمهاجم واحد في اللقاء والتخلي عن الزج بمهاجمين.

من جانب آخر، أوضح المحلل التونسي نجيب الإمام أن المهاجم ياسر القحطاني لم يستطع استعادة مستواه حتى الآن، واضعا حول نفسه أكثر من علامة استفهام، مشيرا إلى أن التنظيم الدفاعي للمنتخب السعودي لم يظهر بشكل مميز، ويأتي ذلك لوجود اللاعب أسامة هوساوي في منطقة قلب الدفاع اليسرى، وهو ما لم يعتد عليه من قبل، مؤكدا أن الأخضر متى ما أراد الخروج بنتيجة إيجابية من الأراضي التايلاندية فيجب على مسيريه فنيا أن يولوا مراكز المحاور اهتماما كبيرا باللعب بأكثر من محور واحد، مشيرا إلى أن المنتخب السعودي على الرغم من تراكمات السنين الماضية لم يستطع تعويض ظهيري الجنب حسين عبد الغني وأحمد الدوخي اللذين باستطاعتهما عمل التوازن بين الدفاع والهجوم.

واتفق الثنائي فرطوس والإمام على أن المنتخب السعودي بالغ في الهجوم على حساب وسطه، وذلك بوجود رباعي الوسط الذي ساند هجمات الأخضر مغفلا تخليفه لمساحات واسعة للمنتخب الإندونيسي، مما كاد يتسبب في استقباله عددا من الأهداف، وهو الأمر الذي لا بد من التنبه إليه قبل مواجهة تايلاند والعمل على تصحيح جميع الأخطاء التي حدثت إن أراد المنتخب السعودي العودة من ملعب راغامنغالا بالنقاط الثلاث.