شن الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، أمس، في خطبة الجمعة، هجوما ضمنيا على إيران، على خلفية أحداث العنف التي شهدتها بلدة العوامية في القطيف (شرق السعودية)، وخلفت 14 إصابة، 11 منها في صفوف رجال الأمن.
ووصف الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، مفتي عام السعودية، أمس، الذين يسعون لنشر الفوضى في البلاد بـ«الأعداء»، وقال إن بلدا يرعى الحرمين الشريفين لا يمكن أن يعكر صفوه «شراذم» خضعوا لـ«أسيادهم».
جاء هذا الموقف من رئيس هيئة كبار العلماء في السعودية على خلفية أحداث العنف التي قامت بها مجموعة متطرفة في بلدة العوامية مستخدمين بذلك قذائف مولوتوف وأسلحة رشاشة، في وقت اتهم فيه بيان رسمي، صدر عن وزارة داخلية الرياض، دولة خارجية بالضلوع خلف تلك الأحداث، داعيا من يقفون خلفها في الداخل لـ«تحديد ولائهم».
واتهم الشيخ عبد العزيز آل الشيخ من يقفون خلف أحداث العوامية بأنهم سبب النكبات التي حلت بالعالم الإسلامي في الماضي والحاضر.
ووجَّه رسالة لمن يقفون خلف أحداث العوامية، قائلا: «إن هذا البلد الآمن المطمئن المستقر لا تزعزعه شرذمة خضعوا لأسيادهم الظالمين الطاغين الذين يريدون نشر الفوضى والفساد في بلاد الإسلام، هذا البلد الآمن المطمئن الذي لا يسعى للفوضى ولا يرضى بها ولا يقرها؛ لأن دين الإسلام يرفضها ويأباها، دين الإسلام يحترم الدماء والأموال والأعراض، ويقطع دابر المحاربين والمفسدين».
وتابع رسالته لمن يقفون خلف أحداث العنف في بلدة العوامية، بقوله: «بلد منَّ الله عليه بخدمة الحرمين الشريفين وتأمين الحج وتسهيل مهمتهم وتذليل الصعاب دونهم، بلد منَّ الله عليه بهذا الارتباط الوثيق والتعاون التام بين القيادة والرعية، لا يمكن أن يكدر صفوه شراذم دبرتها ونظمتها قوى خارجية باطلة معلوم عداؤها للإسلام وبغضها لهذا الدين، هؤلاء كم نكب الإسلام على أيديهم وكم سفكت الدماء البريئة على أيديهم، ولكن الله يملي للظالم».
ولفت رئيس هيئة كبار العلماء ورئيس اللجنة الدائمة للإفتاء النظر إلى أن «هناك حاقدين على الأمة ومبغضين لها ومحبين للسوء والفساد والفوضى في المجتمعات الإسلامية، هؤلاء يتظاهرون بالإسلام وخدمة قضاياه.. لكنك إذا نظرت إلى أعمالهم وتصرفاتهم ودسائسهم الخبيثة وما أحدثوه من شرخ في جبين الأمة الإسلامية، وما أحدثوه من فوضى في العالم الإسلامي، ترى أن دعواهم للإسلام دعوة كاذبة، وأن أفعالهم تخالف أقوالهم».
واعتبر المفتي أن الذين يحبون نشر الفوضى في بلاد الحرمين ويسعون جاهدين لذلك «هم أعداء الله ورسوله وأعداء الدين قديما وحديثا، وهم الذين أصيب الإسلام بأسبابهم، وقتل المسلمون بأسبابهم، فليس هناك فوضى في الإسلام قديما أو حديثا إلا على أيديهم؛ لأنهم ينطلقون من منطلق سيئ، وهو العداء لهذا الدين، فهم لا يصدقون سنة رسول الله ولا يحبون أصحاب رسول الله، بل قلوبهم ومودتهم مع أعداء الإسلام قديما وحديثا».