الصهباء.. ليما غبووي

أسهمت في إنهاء حرب أهلية ودفع رئيس للاستقالة

TT

ولدت ليما غبووي عام 1972 في وسط ليبريا.. وعايشت حربيين أهليتين، وهي أم لـ6 أبناء. وأثناء أجواء الحرب الأهلية الأولى في ليبريا، أيقنت غبووي أن أي تغير يطرأ على المجتمع يجب أن يكون بأيدي الأمهات.

وقد لقبت هذه المرأة القصيرة القامة بـ«الصهباء» بسبب لون بشرتها الفاتح، حسب ما قالت في كتاب سيرتها الذاتية.

تعمل غبووي كرئيس تنفيذي لشبكة أفريقيا لأمن وسلام المرأة في مدينة أكرا بغانا، كما تشارك بدور قوي في برنامج لمساندة النساء في إنهاء حالات الصراعات والعنف في غرب أفريقيا.

وعملت غبووي كمستشار للصدمة إبان الحرب الأهلية الأولى في ليبريا في عام 1989، وكذلك في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي عام 2002، نظمت «حركة نساء ليبريا للسلام»، حيث بدأت الحركة بصلاة النساء وغنائهم في أسواق السمك.. وكان لهذه الحركة الفضل في انتهاء الحرب الأهلية الثانية في ليبريا في عام 2003.

وفي عام 2003 دعت غبووي إلى وقفات احتجاجية سلمية قامت فيها النساء المسلمات والمسيحيات من ليبريا بالصلاة من أجل السلام، وراحت هذه الحركة تتسع خلال النزاع وصولا إلى دعوة النساء للإضراب عن ممارسة الجنس، مما حمل نظام الرئيس الليبيري السابق، تشارلز تايلور، إلى ضمها إلى مفاوضات السلام، وأخذن منه وعدا بحضور مباحثات السلام مع غانا.. قبل أن تسهم هذه الوقفات والاحتجاجات في دفع الرئيس تايلور إلى الاستقالة، حيث يواجه تايلور في الوقت الحالي تهمة ارتكاب جرائم حرب أمام محكمة سيراليون.

قادت غبووي وفدا من نساء ليبريا للذهاب إلى غانا لمواصلة الضغط على الفصائل المتحاربة خلال عملية السلام، ونظمن هناك وقفة صامتة أمام القصر الجمهوري بمدينة أكرا عاصمة غانا، حيث استطعن أن يحصلن على اتفاق وسط مباحثات سلام متوقفة. واشتهرت حركات غبووي الاحتجاجية بارتداء النساء قمصانا بيضاء ترمز إلى السلام.

كتبت غبووي في سيرتها الذاتية إن نضال «الليبيريات من أجل السلام»، «ليس قصة حرب تقليدية.. بل إنهن شكلن جيشا ضم نساء ارتدين الأبيض ووقفن عندما لم يكن أحد يجرؤ على ذلك، من دون خوف، لأن أفظع الأمور التي يمكن أن يتصورها المرء كانت قد حصلت لنا».

ونظمت غبووي «شبكة النساء لبناء السلام» بالاشتراك مع كومفرت فرييمان، وهي رئيسة كنيسة لوثرية، تختلف عن تلك التي تترأسها غبووي، وجاء في البيان الأول للشبكة: «كنا في الماضي صامتين، ولكن بعد أن قتلنا واغتصبنا ومرضنا وشاهدنا أولادنا وعائلاتنا تدمر، علمتنا الحرب أن المستقبل يتحدد بكلمة لا للعنف ونعم للسلام ولن نستسلم حتى يعم السلام».

* وحدة أبحاث «الشرق الأوسط»