الرئيس اليمني: سأتخلى عن السلطة خلال أيام

قال إنه ظل ميتا 15 يوما.. وتلقى النصح من دولة كبيرة بعدم العودة إلى اليمن

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يلقي خطابا في صنعاء أمس يعلن فيه تخليه عن السلطة خلال أيام (رويترز)
TT

أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أمس، أنه يرفض السلطة وسيتخلى عنها في غضون أيام، وذلك في أول إشارة رسمية ومباشرة منه للتنحي عن السلطة على أثر الاحتجاجات المتواصلة والمطالبة برحيله عن السلطة منذ أكثر من 9 أشهر وحتى اليوم، وجاء موقفه الجديد والمعلن في وقت لم يوقع فيه على المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن.

وأضاف الرئيس صالح، خلال لقائه بعدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى الذين ما زالوا يؤيدونه، أنه يرفض السلطة و«سأرفضها في الأيام القادمة وسأتخلى عنها ولكن هناك رجال يمسكون السلطة هناك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه سواء كانوا مدنيين أو عسكريين سيمسكون الوطن، مستحيل أن هؤلاء يخربون الوطن أنا أمشي وراسي في يدي..».

وكشف صالح عن أن دولة كبيرة أرسلت إليه رسالة، أثناء تلقيه العلاج في العاصمة السعودية الرياض وطلبت منه عدم العودة إلى اليمن، وقال إن الرسالة تضمنت النص التالي: «ننصح بعدم عودتك إلى الوطن لمصلحتك أولا ولمصلحة اليمن ثانيا ولمصلحتنا ثالثا»، لكنه لم يكشف عن هوية تلك الدولة في وقت كانت الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة، تقريبا، التي أرسلت إليه مبعوثا في الرياض بمجرد أن بدأ في التشافي من محاولة الاغتيال التي تعرض لها في الـ3 من يونيو (حزيران) الماضي.

وتحدث الرئيس اليمني عن محاولة اغتياله وقال: إنه ظل «ميتا «لأكثر من 15 يوما»، وأضاف: «أنا بالنسبة لي أنا توفيت نحو 15 يوما، وأنا ميت، أنا ما همنيش الموت ولا أخاف من الموت ولا أنزعج من الموت لأني كان من المفروض أني أموت مبكرا منذ قيام الثورة والحياة والموت بيد الخالق عز وجل مش بأيدينا هذا بيد أرحم الراحمين إحنا لا نخاف من الموت نخاف على الوطن، نخاف ما يجري في الوطن». ودعا صالح مجلسي النواب والشورى المعطلين عن العمل في البلاد منذ أشهر إلى الاجتماع، وقال إن له لقاء خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل أن «نضع الشعب في حقيقة الأمر وكل التطورات على الساحة وبشفافية وعلى المكشوف ندعو مجلس النواب ومجلس الشورى إلى اجتماع ».

ويرفض الرئيس صالح، منذ أشهر، التوقيع على المبادرة التي تقدمت بها دول مجلس التعاون الخليجي لحل الأزمة في اليمن وهي المبادرة التي حظيت وتحظى بدعم وتأييد من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كأساس لحل الأزمة ونقل السلطة في اليمن. وتراجع صالح 3 مرات عن التوقيع على اتفاق لنقل السلطة تم التوصل إليه بوساطة خليجية. وتتهم المعارضة الحكومة بتعطيل المفاوضات بعد عودة صالح من السعودية الشهر الماضي حيث كان يعالج من جروح أصيب بها في محاولة اغتيال في يونيو الماضي.

وفي أول ردود الفعل، صرحت مصادر في المعارضة اليمنية باعتقادها أن تصريحات صالح وحديثه عن الرحيل عن السلطة «مراوغة وكذب» وأنه يحمل إشارات مبطنة تفيد بعدم تسليمه السلطة لنائبه عبد ربه منصور هادي، الذي أشاد به صالح في خطابه ووصفه بالمناضل والعسكري المحنك، وقال مصدر في المعارضة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إنهم لم يعودوا يثقون في تصريحات صالح بعد رفض توقيع المبادرة الخليجية أكثر من مرة.

ويمسك صالح بزمام السلطة في اليمن الشمالي منذ عام 1978، قبل أن يصبح رئيسا لليمن الموحد بشطريه الشمالي والجنوبي، في 22 مايو (أيار) 1990. على صعيد آخر، قتل جندي واحد، على الأقل، وجرح 7 آخرون في انفجار عبوة ناسفة في قسم شرطة القلوعة بمدينة عدن، وأعلنت السلطات أنها تمكنت من إبطال مفعول عبوة أخرى.

ويرجح المراقبون تورط تنظيم القاعدة في التفجير الذي يأتي بعد أيام على محاولة اغتيال وزير الدفاع اليمني، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، في ذات المنطقة بواسطة هجوم انتحاري نفذه شاب في الـ19 من عمره بسيارة مفخخة، كما يأتي هذا الحادث ضمن سلسلة تفجيرات انتحارية استهدفت جنودا في القوات المسلحة والأمن في عدن وبعض منافذها، إضافة إلى اغتيالات طالت عددا من الضباط في الجيش والمخابرات.