جلسة مباحثات مشتركة لبحث القضايا العالقة حول النفط وأبيي والحدود والتجارة

رئيس السودان الجنوبي سلفا كير ميارديت في الخرطوم لأول مرة بعد انفصال الجنوب

الرئيس السوداني عمر البشير يستقبل رئيس السودان الجنوبي سيلفا كير في الخرطوم أمس (أ.ب)
TT

وصل رئيس دولة السودان الجنوبي، سلفا كير ميارديت، إلى الخرطوم، نهار أمس، في أول زيارة إلى السودان منذ انفصال بلاده في يونيو (حزيران) الماضي، وكان في استقباله نظيره السوداني عمر البشير وعدد من الوزراء والسفراء المعتمدين في الخرطوم، وعزف السلام الجمهوري للدولة حديثة الاستقلال لأول مرة في السودان.

وقد تم استقبال رسمي لرئيس السودان الجنوبي، سلفا كير، في مطار الخرطوم، وقد استقبله البشير أمام سلم الطائرة التي أقلت كير، وتم عزف السلام الوطني للدولتين، وهي المرة الأولى التي يتم فيها عزف النشيد الوطني للسودان الجنوبي في الخرطوم منذ إعلان استقلال الدولة الجديدة في يوليو (تموز) الماضي، إلى جانب بروتوكول الشرف للحرس الجمهوري، وظهر الرئيسان بالملابس المدنية؛ حيث ارتدى البشير الجلباب الذي يشتهر به السودان، في حين ارتدى كير البدلة الكاملة والقبعة التي اشتهر بها.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»: إن البشير وكير سيدخلان اجتماعا مغلقا مساء اليوم (أمس) ثم يدخل الجانبان في جلسة موسعة بمشاركة وزراء البلدين لبحث القضايا العالقة. وأضافت أن التوصيات التي رفعتها اللجنة الوزارية المشتركة التي عكفت طوال أول من أمس على بحث القضايا المتعلقة بترسيم الحدود ومنطقة أبيي ونقل النفط الجنوبي عبر الموانئ الشمالية في بورتسودان بالتحديد سيتم بحثها للوصول إلى حلول إلى جانب التجارة الحدودية بين البلدين، غير أن المصادر أشارت إلى أن لقاء قمة الخرطوم لبناء الثقة بين الطرفين، خاصة أن الآلية الرفيعة للاتحاد الأفريقي، برئاسة ثابو مبيكي، ستعقد اجتماعا مشتركا في أديس أبابا في الأسابيع المقبلة، واستبعدت المصادر أن تتم مناقشة قضيتي جنوب كردفان والنيل الأزرق بالتفاصيل في الاجتماعات المشتركة.

وسيعقد الطرفان مؤتمرا صحافيا اليوم لإعلان نتائج المباحثات والقضايا التي تمت مناقشتها، وسيعود بعدها كير ووفده إلى جوبا.

كان البشير قد قال الأسبوع الماضي، خلال لقاء مع أعضاء الحزب الحاكم في الخرطوم، إنه يتطلع إلى تسوية القضايا العالقة مع جنوب السودان، دون وساطة خارجية.

كانت حكومة جنوب السودان قد طالبت مجلس الأمن، الخميس، بوضع جدول زمني للحكومة السودانية لسحب قواتها من منطقة أبيي المتنازع عليها بين الخرطوم وجوبا، غير أن الجيش السوداني رفض الانسحاب من المنطقة وقال إنه سيبقى فيها حتى يتم نشر القوات الإثيوبية التي تعمل تحت الأمم المتحدة، في حين طالب مندوب السودان مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، بأن يوكل للقوات الإثيوبية مراقبة الحدود بين البلدين.

تأتي زيارة سلفا كير في الوقت الذي تشهد فيه ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق توترا بسبب المعارك التي تدور بين القوات الحكومية وقوات تابعة للحركة الشعبية.

وقد بدأ التوتر في جنوب كردفان في أوائل يونيو الماضي بسبب محاولة الخرطوم نزع سلاح الجيش الشعبي التابع للحركة الشعبية للسودان، قبل أن يمتد ليشمل ولاية النيل الأزرق المجاورة في سبتمبر (أيلول) الماضي.