والد الأردني المتهم بالتجسس لإسرائيل: لجنة من المخابرات الأردنية والمصرية برأت ابني

قال لـ «الشرق الأوسط» إن القاهرة أرادت أن تمتص الثورة بهذه القضية

TT

كشف لـ«الشرق الأوسط» إبراهيم أبو زيد، والد الأردني بشار، الذي تتهمه مصر بالتجسس لصالح إسرائيل، عن أن لجنة ثنائية مشتركة من المخابرات المصرية والأردنية، انتهت إلى تبرئة ابنه من تهم التجسس، بحسب ما أبلغه بذلك دبلوماسي أردني رفيع في سفارة عمّان في القاهرة.

وتأتي هذه المعلومات التي قد تحدث تحولا جذريا في قضية الأردني المتهم بأعمال التخابر لصالح إسرائيل، في وقت ينتظر أن يمثل المتهم بشار، اليوم (الأحد)، في جلسة محاكمة سرية، هي الثانية منذ أن عرض على القضاء المصري، الأسبوع الماضي.

وبدا والد المعتقل الأردني من خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» في الرياض، حيث يعمل، واثقا من براءة ابنه من تهم التجسس.

وقال إن ابنه بشار كان يواجه بالأساس تهمة ارتكاب جنحة اقتصادية نتيجة امتهانه لـ«تمرير المكالمات»، وهو نشاط غير مشروع، ولكن الأمر تحول من جنحة اقتصادية لـ«تهمة سياسية».

وبدأ إبراهيم أبو زيد، والد بشار، الذي تعتقله السلطات المصرية بتهمة التجسس لصالح إسرائيل، حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالآية القرآنية: «يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين»، وكأنه أراد أن يقول إن على جهات التحقيق بذل المزيد من الجهد قبل اتهام ابنه بمثل هذه التهمة.

وقال: «للأسف أننا اتهمنا.. وصدرت الأحكام من قبل الشارع والرأي العام قبل انتهاء التحقيقات، وبغض النظر عما حدث خلال فترة التحقيقات، إلى أن مثل بشار أمام المحكمة».

ويعود إبراهيم أبو زيد، إلى بداية القصة، شارحا أن ابنه «بشار كان يعمل في مجال (تمرير المكالمات) بشراكة مع شخص فلسطيني من غزة، وكان لديه جهاز لتمرير المكالمات في بيت أهله برفح، وبعد أن اختلف الشركاء، انفضت الشراكة، وأصبح ابني بشار بلا عمل».

ويحكي إبراهيم أبو زيد، أنه وفي فترة انقطاع ابنه بشار عن العمل في تمرير المكالمات «كان يبحث عن طريقة ليعود إلى ممارسة نشاطه من خلال توفير أجهزة لتمرير المكالمات، حتى تحصل على عنوان موقع إلكتروني، تعرف من خلاله على شخص يدعى (أوفير حريري)، وهو فلسطيني مسيحي من عرب 48، وليس كما يشاع بأنه إسرائيلي من الموساد».

وعمل أوفير حريري، على استعادة أجهزة تمرير المكالمات من مواطنه الذي يسكن في مدينة رفح، وكان يتعاون مع بشار في هذا النشاط، ولكنه طلب مبلغا ماليا قوامه 3 آلاف دولار شهري مقابل أن يعمل عليها، فوافق بشار على عرض أوفير، وهو ما كان يتطلب من بشار شراء بطاقات شحن هاتف وإرسالها لأوفير ليقوم بشحن جهاز تمرير المكالمات، طبقا لرواية والده، الذي قال إن كل هذا كان قبل ثورة 25 يناير بـ3 أو 4 أشهر.

وأشار والد بشار إلى أن ابنه قام بتحويل بطاقات شحن للمدعو أوفير حريري، لمدة 4 أشهر، قبل أن تقبض عليه المخابرات المصرية في مارس (آذار) الماضي، أي بعد الثورة المصرية.

وأوضح أن ابنه بشار أبلغه في أول لقاء له بعد اعتقاله، ببراءته، وعدم وجود أي صلات تربطه بالموساد الإسرائيلي، وبعد أشهر من مكوثه في سجن المخابرات، تم نقله إلى سجن طرة الذي يحتجز به الرئيس المصري السابق وبعض المسؤولين السابقين، وخلال فترة وجوده في السجن، وبعد خروج قضيته من النيابة، اطلع على محاضر التحقيق التي أجريت معه، التي بلغت نحو 500 صفحة، وأنكر ما ورد فيها بالكامل، وقال إنه لم يقل شيئا مما ورد في تحقيقات النيابة.

واتهم والد المعتقل الأردني المتهم بالتجسس لصالح إسرائيل، السلطات المصرية، بأنها أرادت من خلال قضية ابنه أن تمتص «ثورة 25 يناير»، مستغربا أن تتحول قضية لشخص يعمل في تمرير المكالمات إلى محكمة أمن دولة طوارئ عليا.

وتندر والد المعتقل بشار على تهمة التجسس المنسوبة لابنه، على الرغم من أن ابنه كان يمارس عمله تحت النور، متسائلا: هل لو كان ابني جاسوس لأرسل بطاقات الشحن مع «دبدوب» بواسطة شركة شحن عالمية معروفة، فلو كان جاسوسا لكانت لديه كثير من الطرق والحيل، ولكان أرسلها عن طريق «أنفاق غزة».