أسرى مضربون ينقلون للمستشفيات بعد تدهور أوضاعهم الصحية

يهددون بالانتقال للعصيان التام

TT

في الوقت الذي هدد فيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال بتصعيد «حرب الأمعاء الخاوية» التي يخوضونها لإرغام السلطات الإسرائيلية على وقف إجراءاتها القمعية بحقهم، أعلنت 4 أسيرات أنهن سيدخلن الإضراب اليوم، في مؤشر مهم على دخول الإضراب مرحلة جديدة، بينما شرعت سلطات السجون في نقل بعض الأسرى المضربين عن الطعام لليوم الثالث عشر على التوالي، للمستشفيات الإسرائيلية جراء تدهور أوضاعهم.

وذكرت رسالة تم تسريبها من سجن «شطة» الإسرائيلي، صباح أمس، أن السلطات الإسرائيلية نقلت، الليلة قبل الماضية، أسيرا فلسطينيا بعد تدهور حالته الصحية، مشيرة إلى نقل المزيد من الأسرى المضربين في سجون أخرى لمستشفيات داخل إسرائيل.

وأكدت مصادر أن الأسرى يهددون بشن عصيان شامل في حال عدم الاستجابة لمطالبهم. وذكرت رسائل سربت من السجون أن السلطات الإسرائيلية تواصل منع دخول ملح الطعام للسجون، علما بأن الأسرى يتناولون الملح مذابا في الماء حتى لا تتعفن أمعاؤهم، كما تقوم بمنع الأسرى من الخروج للعيادات وساحة الفورة، وسحبت كل الأجهزة الكهربائية.

وقال الباحث في مؤسسة «الضمير لرعاية الأسير»، أيمن كراجة، إن إجراءات مصلحة السجون العقابية بحق الأسرى ازدادت، وباتت تضيق الخناق بشكل حاد وخطير على الأسرى، حيث تتبع أسلوبا محددا وواضحا لإدخال المزيد من الضغوط على الأسرى.

وأضاف: «علمنا من الاتصالات مع السجون أن إدارتها تقوم بتجميع عدد كبير من الأسرى تعرضهم للضرب والترهيب وإجبارهم على الركض لساعات في ساحات مفتوحة، وكل ذلك لكسر إرادتهم».

وذكرت مصادر فلسطينية مطلعة أن قادة الأسرى ترددوا في البداية في الإعلان عن الإضراب المفتوح عن الطعام بفعل تزامن الإعلان مع استحقاق سبتمبر (أيلول)، وخشية من أن يؤثر على الخطوات التي تقوم بها القيادة الفلسطينية. واستدركت المصادر أن الإجراءات القمعية غير المسبوقة التي قامت بها سلطات السجون ضد قادة الأسرى وقرارها بالتوسع في تطبيق سياسة العزل ضد الأسرى وقادتهم، وحرمانهم من إنجازات حققوها عبر نضال امتد لعشرات السنين، دفعت الأسرى لاتخاذ قرارهم بالشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام.

وأشارت المصادر إلى أن أول من شرع في الإضراب المفتوح عن الطعام كان أحمد سعادات، أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وجمال أبو الهيجا، القيادي البارز في حركة حماس، اللذين قامت سلطات السجون بعزلهما منذ نحو ثلاث سنوات في زنزانتين خاصتين، حيث لا يتم أي تواصل بينهما وبين العالم الخارجي.

وأوضحت المصادر أن كلا من سعادات وأبو الهيجا بعث برسالة يوم الخميس الماضي شدد فيها على ضرورة مواصلة الإضراب حتى تستجيب سلطات الاحتلال لكل مطالب الحركة الأسيرة، وضمنها إنهاء سياسة العزل بشكل كامل ومطلق، وإفشال الهجمة السياسية والأمنية التي تشنها حكومة الاحتلال وأجهزته الأمنية داخل السجون وخارجها. وأوضحت المصادر أن سلطات السجون تقوم بعزل كل أسير يعلن إضرابه عن الطعام، وبعد ذلك تشكل لجنة للتفاوض معه حول شروط فك إضرابه، مشيرة إلى أنها فوجئت بأن الأسرى في كل السجون يحملون نفس المطالب.

من ناحيته، أكد وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، أن معركة «الأمعاء الخاوية» التي يخوضها الأسرى تأتي هذه المرة ضد حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، بالإضافة إلى إدارة السجون الإسرائيلية، مشددا على أن المعركة مستمرة حتى تحقيق مطالب جميع الأسرى. وأضاف أنهم «يحاولون الاستفراد بالأسرى المضربين، بعد أن قطعوا عنهم كل اتصال مع العالم، ومع باقي الأسرى، وسحبوا منهم أجهزة التلفزيون والراديو والساعات، ومنعوا عنهم الزيارات».

وأوضح قراقع أن إدارة السجون لا تستجيب لمطالب الأسرى، وتحاول الالتفاف عليها، من خلال المساومة والمماطلة والخداع. وطلب من الصليب الأحمر الإسراع في زيارة المضربين الذي تعرض بعضهم «للضرب المبرح والاعتداء».

وأعلن قراقع خلال مهرجان جماهيري نظم في مخيم الدهيشة في بيت لحم، الليلة قبل الماضية، عن جلسة حوارية حاسمة غدا بين الأسرى وإدارة السجون، مشيرا إلى أنه إذا لم يترتب عليها أي شيء إيجابي، فإن الإضراب سيشمل الأسرى كافة.