أعلنت شركة «دار الأركان» للتطوير العقاري، الشريك المطور في شركة «تطوير خزام» العقارية بنسبة 51 في المائة، عن موافقة صندوق الاستثمارات العامة على تمويل مشروع تطوير منطقة قصر خزام بمبلغ 4 مليارات ريال سعودي (1.06 مليار دولار). وقال يوسف الشلاش، رئيس مجلس إدارة شركة دار الأركان للتطوير العقاري «إن مشروع خزام شاهد عيان على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص ونجاحها، باعتباره مشروعا تنمويا اجتماعيا بالدرجة الأولى يسهم في التنمية الإسكانية، لذا فهو يصنف كإحدى مساهمات القطاع الخاص الرامية إلى المشاركة في مواجهة احتياجات الإسكان المستقبلية وتطوير البنية التحتية في السعودية مع القطاع العام». وأضاف الشلاش أن السعودية أخذت على عاتقها ودفعت بثقلها نحو توفير الإسكان لمواطنيها من خلال إعلانها في مارس (آذار) الماضي عن ضخ ما يقارب 250 مليار ريال سعودي في القطاع السكني لبناء 500 ألف وحدة سكنية، بالإضافة إلى إنشاء وزارة للإسكان ودعم صندوق التنمية العقارية لتقديم التسهيلات المالية والقروض الميسرة للمواطنين.
وعن تمويل مشروع خزام المقدم من صندوق الاستثمارات العامة، أوضح رئيس مجلس إدارة شركة «دار الأركان» للتطوير العقاري، أن ذلك يعد خطوة استراتيجية مهمة في سبيل تأمين التمويل الإضافي من قبل المؤسسات المالية، مؤكدا في الوقت نفسه دعم الحكومة وأجهزتها التنفيذية لإنجاح المشاريع التنموية والحضرية بشكل عام، وهذا المشروع بشكل خاص، وبشراكة حقيقية بين القطاعين الحكومي والخاص لإعادة تنظيم وسط مدينة جدة.
وبين أن هذا التمويل سوف يعجل وتيرة عمليات التطوير بعد الموافقة على المخطط العام للمشروع من الجهات الحكومية المختصة، حيث سيسهم في دعم المرحلة المقبلة من المشروع والبدء في مرحلة توزيع الإشعارات والتعويض وإجراءات نقل الملكية للعقارات الواقعة بمنطقة المشروع تمهيدا للبدء في أعمال الإزالة وتنفيذ البنية التحتية وفق مواصفات عالمية، بالإضافة إلى تنفيذ المرافق العامة في المشروع. وأشار الشلاش إلى أن مشروع قصر خزام سيحدث نهضة عمرانية تخلق بيئة مثالية تراعي كل المعايير الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
وأكد على التزام شركة «تطوير خزام» بواجباتها وتحقيق الهدف الأسمى الذي أنشئت من أجله والمتمثل في إعادة تخطيط منطقة قصر خزام والعشوائيات المحيطة بها، من خلال تحسين نمط حياة المواطنين بتوفير المساكن الملائمة وتطوير الخدمات والمرافق العامة وتأسيس بنية تحتية متطورة، بالإضافة إلى السعي نحو وضع الحلول الناجعة لكل الإفرازات التي تصدرها المناطق العشوائية والتي تمثل عائقا أمام تنفيذ المشاريع التنموية، مؤكدا على أهمية معالجة المناطق العشوائية وتحويلها إلى مراكز إشعاع حضرية تتوافر فيها كل مقومات الحياة الإنسانية.
وبين رئيس مجلس إدارة شركة «دار الأركان» للتطوير العقاري أهمية إنجاح مشروع تطوير قصر خزام الذي يعتبر مشروعا حضريا غير مسبوق في السعودية لما يتضمنه من إجراءات نظامية وقانونية وفنية معقدة وطويلة، وما يتطلبه أيضا وقبل البدء في تطويره من إزالة العشوائيات، والتي أقيم معظمها بطريقة غير نظامية، ويفتقد جزء من ملاكها لصكوك الملكية، وهي مناطق ذات كثافة سكانية عالية، مؤكدا أن «المحافظة على أولوية الحفاظ على حقوق أصحاب العقارات التي ستنزع وإيجاد الآلية المناسبة لتعويضهم بعدالة أمر لم ولن نتهاون فيه».
ويقع مشروع تطوير منطقة قصر خزام في قلب مدينة جدة، ويمتد على مساحة تقارب 4 ملايين متر مربع، وفي موقع استراتيجي يضم معالم تاريخية واقتصادية وثقافية، بهدف تطوير المنطقة عمرانيا وتنميتها اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا من خلال تنفيذ مخطط تطوير حضري للبنية التحتية والمرافق العامة، وتحويلها إلى بيئة عمرانية عصرية شاملة للخدمات السكنية والتجارية رفيعة المستوى وذات مقومات استثمارية تلبي الاحتياجات المتنامية لمدينة جدة.