«أرامكو السعودية» و«داو كيميكال» توقعان عقد بناء أكبر مجمع للبتروكيماويات في العالم

الفالح: سيكون لها حضور يضاهي أكبر شركات العالم

TT

وقعت شركة «أرامكو السعودية» وشركة «داو كيميكال» الأميركية، أمس، عقد إنشاء شركة صدارة باستثمارات تصل إلى 99 مليار ريال (26.4 مليار دولار)، ويضم مشروع البتروكيماويات العملاق 26 مجمعا صناعيا يتم بناؤها في مرحلة واحدة. ووصف المهندس خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو السعودية»، وكبير إدارييها التنفيذيين، المشروع، بأنه أضخم استثمار أجنبي في السعودية، كما أن المشروع يعد أكبر مشروع متكامل للبتروكيماويات في العالم، إضافة إلى أنه أكبر مجمع صناعي يتم تركيب وحداته خلال فترة واحدة.

وقال الفالح إن مشروع «صدارة» سيوفر عند تشغيل كامل مرافقه عوائد سنوية تصل إلى 10 مليارات دولار، وتتوزع حصص المشروع في الفترة الحالية على شركتي «أرامكو السعودية» بحصة تصل إلى 65 في المائة، وشركة «داو كيميكال» الأميركية، بحصة تصل إلى 35 في المائة، وستطرح شركة «أرامكو السعودية» جزءا من حصتها في سوق الأسهم السعودية في عام 2016، وتصل الحصة المقترحة للطرح إلى نحو 30 في المائة من قيمة المشروع.

وينقسم المشروع إلى أربعة أجزاء رئيسية، هي مشروع «صدارة» باستثمارات 70 مليار ريال (18.7 مليار دولار)، والمشاريع التابعة، باستثمارات تصل إلى 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار)، والمجمعات الصناعية باستثمارات تصل إلى 12 مليار ريال (3.2 مليار دولار) والصناعات المساندة باستثمارات تقارب من 5 مليارات ريال (1.4 مليار دولار).

ووصف أندرو اليفريس، مشروع «صدارة» بأنه ثورة في صناعة البتروكيماويات، وسيغير تاريخ هذه الصناعة، وقال: «نحن في (داو) ندير 20 مجمعا صناعيا، لم نقم بمثل هذا العمل من قبل»، في إشارة إلى ضخامة المشروع، وزاد بأن المشروع سينتج الكثير من الصناعات التي لم يتم إنتاجها في السعودية من قبل.

وتحدث المهندس خالد الفالح، رئيس شركة «أرامكو السعودية»، عن أهمية المشروع، حيث قال إنه سينتج صناعات لأول مرة تنتج في السعودية وفي منطقة الشرق الأوسط، وسيحصل الاقتصاد السعودي على القيمة المضافة من صناعات البتروكيماويات، حيث سيتم إنتاجها وتطويرها وتحويلها إلى منتجات نهائية، في مرافق المشروع المختلفة في مدينة الجبيل الصناعية (الجبيل 2).

وتخطط شركة «صدارة» لتسويق 45 في المائة من إنتاجها في منطقة شرق آسيا، و25 في المائة من الإنتاج في السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، و20 في المائة في أوروبا، و10 في المائة لبقية بلدان العالم.

وتصنف «داو كيميكال» على أنها ثاني أكبر شركة بتروكيماويات في العالم، وسيحقق مشروع «صدارة» عند اكتماله توطين كثير من التقنيات في مجال البتروكيماويات المتقدمة التي تمتلكها شركة «داو»، وسيوفر وظائف مباشرة بنحو 14000 وظيفة، وسيرتبط بمشروع «أرامكو توتال (ساتورب)» كما سيقيم شراكات مع شركات «سابك» و«كيان» و«التصنيع».

وسيوفر وجود المصانع التحويلية بالقرب من مصانع إنتاج البتروكيماويات الوقت والجهد وأجور النقل التي تزيد من تكلفة الإنتاج، وسيعتمد المشروع على المشتقات النفطية السائلة، ومعلوم أن صناعة البتروكيماويات في السعودية تعتمد على الغاز، إلا إن مشروع «صدارة» سيعتمد على المشتقات السائلة، ومنتج «النافتا» بالتحديد.

في حين أكد شركاء المشروع أن «صدارة» لن يسعى للاستحواذ على الشركات البتروكيماوية في السوق السعودية، ولن يستحوذ على المصنعين، بل سيفتح الطريق أمام الشركات الصناعية لإنتاج صناعات نهائية تعتمد على منتجات صدارة من البتروكيماويات.

وفي كلمة المهندس خالد الفالح في حفل توقيع عقد شركة «صدارة»، قال إن شركة «أرامكو السعودية» انتقلت من شركة تقتصر أعمالها على إنتاج النفط والغاز إلى شركة بترول متكاملة تمتلك أصول تكرير كبيرة ولها حضور عالمي مهم، ويتوقع أن تشهد أعمال التكرير والتسويق لدى الشركة المزيد من التوسع في العقد المقبل لتستقطب أحد أكبر أعمال التكرير في العالم، وأضاف: «هذا التطور يتسق مع استراتيجيتنا الأساسية المتمثلة في تحقيق المزيد من القيمة المضافة من إمداداتنا من الموارد الهيدروكربونية».

وأكد قائلا: «الآن يصبح الدخول في مجال الكيميائيات عالية القيمة المرحلة المنطقية التالية بالنسبة لنا، في إطار توسعنا في المجالات الصناعية المرتبطة بالبترول».

وفي المؤتمر الصحافي الذي نظم على هامش حفل التوقيع، قال الفالح لـ«الشرق الأوسط»: لا يوجد توازن بين استثمارات الشركة في إنتاج النفط والغاز، واستثماراتها في البتروكيماويات، ومشروع «صدارة» غير كاف لتحقيق استراتيجية التحول المتسارع، موضحا أن لدى الشركة خطة لتوسيع استثماراتها في البتروكيماويات. وقال: «لدى الشركة استثمارات في (بترو رابغ 1 و2)، وكذلك ستعلن الأسبوع المقبل عن توسيع استثماراتها مع شركة في كوريا، كما أن لديها مشاريع شراكة في مجال البتروكيماويات في مشروع (فوجيان) في الصين».

وشدد على أن تطبيق استراتيجية «أرامكو» في التحول المتسارع سيجعل لـ«أرامكو» حضورا في مجال البتروكيماويات يضاهي أي شركة طاقة عالمية.

وقال خالد الفالح أن «أرامكو السعودية» لن تستنسخ شركة «سابك» في مشروع «صدارة»، فالتقنيات التي تبحث عنها «أرامكو السعودية» ليست موجودة لدى «سابك»، وأضاف: «ستعمل (أرامكو السعودية) عبر مشروع (صدارة) بالتوازي مع شركة (سابك) للصناعات الأساسية وستدخل معها في شراكات، وبين أن شركة (سابك) شركة كبيرة وتنافس في الفترة الحالية على المركز الأول عالميا، لكنه عاد وقال إنه على الرغم من مكانة (سابك)، فإن حظها من سوق البتروكيماويات محدود»، موضحا أن حجم سوق البتروكيماويات يصل إلى 3 تريليونات دولار، و«سابك» ما زالت في حيز صغير من هذه السوق.