أين المصور يا رئيس الهلال؟

مسلي آل معمر

TT

في أكثر من ثلاثة استفتاءات طوال السنوات الثلاث الماضية، كنت أرشح الأمير عبد الرحمن بن مساعد كأفضل رئيس ناد، بل إن البعض ثارت ثائرته عندما كتبت مقالا بعنوان «نص عبد الرحمن»، وكنت أعني فيه أنه لا يوجد رئيس ناد سعودي قدم لناديه من العمل والمال والجهد والإنجاز نصف ما قدمه الأمير عبد الرحمن للهلال، وبعد أن غضب آخرون من ذلك الرأي وراجعت حساباتي، أتبعته بمقال آخر وكتبت «ربع عبد الرحمن» حيث وجدت بعد مراجعة نفسي أن جميع المنافسين لم يقدموا ربع ما قدم عبد الرحمن بن مساعد، وليس نصفه!

بالتأكيد أن آرائي في رئيس الهلال لن تغير شيئا أو تضيف له؛ فقد كتبوا عنه مئات المقالات كرئيس وشاعر، ومقال مني لن يحدث أي فارق، لكنني أذكر بها في هذه التوطئة ليعرف قارئ هذا المقال ما رأيي في رئيس الهلال وكيف أراه.

لا أخفي أنني دائما أتمنى استنساخ تجربة الأمير عبد الرحمن في أندية كثيرة، لأنه رئيس بمواصفات لا تتوفر لدى غيره من الرؤساء، وطالما أراه نموذجا فإنني لا أحبذ أن يزج باسمه في اتهامات لا تليق به كشاعر وقامة اجتماعية يتفق الكثيرون عليها، وفي هذه الجزئية بالذات أعتقد أن رئيس الهلال يجب أن يضع لذلك نهاية.

وما أعنيه أن ملف قضية إيمانا «المملة» لم يغلق بعد وعلى الرغم من سخافتها (على الأقل من وجهة نظري)، فإنها فتحت ملفين جديدين لقضيتين أخطر منها بكثير؛ الأولى حيادية الإعلام.. وهل هناك مزورون في الإعلام الرياضي أم أن أغلبه مفترون؟ هذه القضية الأولى.. أما القضية الثانية والأخطر.. فهي لماذا اختفى المصور؟ وكيف؟ ومن المستفيد؟ ولماذا لم يلاحقه الهلال قانونيا؟

كنت أقول سابقا إن جميع الاحتمالات واردة في قضية إيمانا؛ فقد يكون بريئا وقد يكون العكس، ولا يمكن أن نجزم حتى يظهر الدليل معه أو ضده، لكن الزملاء في برنامج «خط الستة» كان لهم رأي آخر، وتميزوا بتقديم ما فات على منافسيهم، حيث استقطبوا خبيرا أثبت حقيقة الصورة، وهذا العمل أعتبره «خبطة» عجز عنها الآخرون على الرغم من سهولة تنفيذها، وتمكن القائمون على البرنامج من إعادة الكرة في ملعب إيمانا وإدارة الهلال، ليظهر السؤال مجددا وبصوت أعلى.. أين المصور؟

الكرة الآن في مرمى إدارة الهلال التي يجب عليها تمضي في قضيها وتحصل على حكم يثبت خطأ المصور، وإلا فإن التهمة ستكون شبه مثبتة بأن هناك من مارس الضغوط على المصور وأجبره على الاختفاء، وهذه التهمة تمس حرية الإعلام وتمس إدارة ناد عملاق كالهلال ولا تليق بشاعر ومثقف كعبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز.