ما قاله كاكا ومس واقعنا المرير

محمود تراوري

TT

في مقابلة مع التلفزيون الرسمي لريال مدريد، اعترف البرازيلي كاكا أنه بكى عدة مرات، قبل أن يعلن عن جاهزيته لتحقيق النجاح.

قال: «بكيت عدة مرات، دائما أمام المقربين مني، نتعلم دائما من الماضي، مع التشديد على ضرورة التغذية بشكل جيد والنوم مبكرا».

أتذكر انضمام كاكا لريال مدريد قبل ثلاث سنوات حين قدم في احتفال مهيب بحضور أسطورة الكرة الإسبانية ديستيفانو، ولكنه ظل تائها، أسير دكة البدلاء طيلة موسمين، لكنه هذا الموسم يعيش على ما يبدو أفضل موسم له مع الفريق الملكي. وهو ما اعترف به كاكا في المقابلة حين قال: «بدأت أعود إلى حالتي الجسدية المعهودة، والأكل بانتظام، وبدأت أستعيد مستواي، أثق تماما في نجاحي وهذا الأمر يحفزني، في العام الأول عانيت من مشاكل، وأكد الكل حينها أنني سأظهر بمستوى مغاير في العام الثاني، ولكني تعرضت لإصابة في الركبة، حالتي النفسية لم تكن جيدة، كدت أن أرحل في الصيف ولكن المدرب مورينيو أخبرني بأنه يحبني، وكذلك فعل رئيس النادي، سألني عن مشكلتي، فقلت له إنها مشكلة جسدية».

ثم دروس بالغة الأهمية يمكن استخلاصها من حديث كاكا الذي يعرف بتدينه وكونه محافظا جدا مقارنة بزميله في الفريق البرتغالي رونالدو، دروس تؤكد أهمية أن تكون لاعب كرة قدم محترفا، أي صاحب مهنة، تعمل على الالتزام بما يضمن أداءك لمهنتك بالصورة التي ترضيك، وترضي الفريق الذي تعمل/ تلعب له. فعندما يشدد على ضرورة التغذية الجيدة، والأكل بانتظام، والنوم مبكرا، فهنا يقرر بديهيات تحفظ سلامة اللاعب بدنيا وذهنيا خارج الملعب، وهو الأمر الذي فيما يبدو يأتي في آخر اهتمامات اللاعب والرياضي العربي، إذ كثيرا ما كان عديد المدربين يشكون من هذه المسألة (سوء التغذية، والسهر) التي تفضي بالضرورة إلى حالة هزال عامة في بدن الرياضي العربي، وسوء لياقة بدنية، وارتباك ذهني تجعل أداءه متأرجحا، متذبذبا، وفي المحصلة النهائية، عمر رياضي قصير في الملاعب، وبالتالي توقف العطاء عموما عند مرحلة بعيدة عن ناصية الإبداع والإنجاز. وخلا التغذية والنوم المبكر، يمكنك أن تتوقف عند دعم المدرب الذي وصفه كاكا بقوله «إنه يحبني»، هذا الحب المتصل بحالة الشفافية بين اللاعب ورئيس النادي الذي اهتم بمشكلته وسأل عنه، حسبما قال.

دروس كثيرة تلتقط بسهولة من واقع متابعتنا لمنافسات الدوري والبطولات الأوروبية ودوري أميركا اللاتينية وتحديدا الأرجنتين والبرازيل، لكن السؤال الحائر يبقى دائما في دائرة «هل يتابع رياضيونا بعقولهم، بهدف أن يتعلموا ولو قليلا؟».