أخماس وأسداس

مصطفى الآغا

TT

يوم الثلاثاء هو بلا شك ساعة الحقيقة بالنسبة للكثير من المنتخبات العربية المشاركة في تصفيات كأس العالم بالبرازيل 2014، ومن بينها تسعة منتخبات عربية، أرى أن وصولها لكأس العالم من الناحية النظرية هو أسهل الطرق بين بقية القارات مجتمعة.

ولمن يريد محاججتي، أقول: إن تلعب مباراة واحدة مع منتخب مغمور، ثم تفوز عليه بالخمسات والستات، ثم تلعب في دور المجموعات، ويمكن أن يكون هناك 3 منتخبات عربية في مجموعة واحدة مع منتخب آخر غير عربي، كما نشاهد الآن في المجموعة الآسيوية الثانية، حيث الكويت ولبنان والإمارات ومعهم كوريا الجنوبية.

فهذا يعني أن اثنين من أربعة سيتأهلان، وبعدها سيضعون كل خمسة في مجموعة يتأهل منهم اثنان مباشرة لكأس العالم.

أي طريق سهل هذا قياسا على مجموعات أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية، حيث يطحن المتنافسون بعضهم بعضا، وحيث القوة تجابه القوة؟! ومع كل هذا نجد بعض المنتخبات العربية تعاني من التصفيات الآسيوية، وتضرب الأخماس والأسداس فقط بعد مباراتين على بدء التصفيات.

الكلام ينطبق على المنتخب الإماراتي، الذي يقدم أسوأ أداء بين كل العرب، وهو في المرتبة الأخيرة من دون أي نقطة، يليه شقيقه العماني صاحب النقطة من مباراتين، ومثله المنتخب السعودي الذي حير كل محبيه، وزادت حيرتهم بعد التغييرات الكثيرة في تشكيلتي هونغ كونغ وعمان وأستراليا، والآن أمام تايلاند، ولكن ما قبل تايلاند لم يكن مطمئنا أبدا لعشاق الأخضر، وأقصد مباراة ماليزيا الودية السلبية النتيجة وبعدها تصريح ريكارد بأنه لا يعد بالتأهل لكأس العالم، وهو الذي سبق وقال إنه قبل بتدريب منتخب خليجي مثل السعودية لإيمانه الكبير بقدرته كمدرب على قيادة السعودية لنهائيات كأس العالم، وبعد أن وصف مهمته بالتحدي الكبير، قال بالحرف: «أنا أعمل لتحقيق النجاح، ومهمتي هي التأهل لكأس العالم في البرازيل 2014، وهذا في حد ذاته هدف أساسي؛ ليس فقط لي ولكن يجب أن أنقله للاعبين، وطموحي هو الوصول لكأس العالم»، فما الذي استجد ليغير رأيه ومنتخبه ليس في وضع حرج إن فاز على تايلاند وعمان فقط؟

أما بقية العرب، الذين سيلعبون الثلاثاء، فبعضهم يريد الاقتراب خطوة أخرى من الحلم البرازيلي، بعد رحلة طويلة وكبيرة من الجهد والتخطيط والعمل، مثل الأردن والكويت والبحرين، والبعض يريد التعويض، مثل العراق وقطر، والبعض يريد التشبث بحبال الأمل، مثل لبنان غير المطالب أساسا بأي شيء، ولكن فوزه الخارق على الإمارات بالثلاثة أجبر الجميع على القبول به لاعبا محتملا في تحديد هوية الصاعد عن المجموعة الثانية.

عموما ساعة الحقيقة دنت مسرعة هذه المرة، وإن غدا لناظره... لقريب للمنتخب السعودي والمنتخب العماني وأعتقد أنه من المنتخبات التي تدرك حجم الخوف الجماهيري على مسيرته في التصفيات وعلى الحلم المونديالي.. فثلاثية تايلاند والتعادل مع السعودي على الأرض العمانية لم يتركا المجال لمساحات أوسع من التفاؤل، ومن حق الجماهير أن تحلم، ومن حقها أن تلوم اللاعبين والجهازين الفني والإداري، وبالتأكيد أن تلوم اتحاد الكرة وأن تلوم من تريد، لأن الجماهير تريد فقط أن تشاهد منتخبها ينافس ويصل لنهائيات كؤوس العالم، مثل الآخرين، ولكني وبصراحة أقول إن لم يخرج اليوم المنتخب العماني بنتيجة معقولة أمام أستراليا وكلمة معقولة تحتمل أمرين لا ثالث لهما؛ فإما الفوز، وهو ما يبدو صعبا، وليس مستحيلا، وإما العودة بنقطة وانتظار نتائج الآخرين والدخول في حسبة «برما».