إعلان تلفزيوني لمصرف لبنان عرف المواطنين على سمات أمان عملتهم

تتمتع بخصائص متطورة تميزها عن غيرها وتجعلها عصية على التزوير

خصائص العملات اللبنانية الحديثة تعد من الأكثر تطورا في العالم («الشرق الأوسط»)
TT

كثيرا ما كانت جملة «ليرة ورا ليرة» الامتحان اللبناني الساخر الذي يوقع ناطقها في فخ نطق حرف الـ«ر» فتنكشف لثغته ومشكلة نطقه السليم له. وها هي أخيرا تحولت إلى ما يشبه الشعار في الإعلان التلفزيوني الذي اختارت إدارة مصرف لبنان، أي المصرف المركزي في لبنان، إطلاقه لحث اللبنانيين على استعمال عملتهم الوطنية وزيادة الثقة بها من جهة، ولتوعيتهم لخصائص الأمان التي تتمتع بها العملة اللبنانية وتجعلها عصية على التزوير من جهة أخرى، على الرغم بالطبع من تضاؤل سعر صرفها وقيمتها الشرائية.

في هذا الإطار، رأى مازن حمدان، مدير العمليات النقدية في مصرف لبنان، أن هدف الإعلان هو «تعريف اللبنانيين على سمات الأمان التي تمتاز بها عملتهم، لا سيما العملات الحديثة التي سبق إصدارها في شهر فبراير (شباط) الماضي، وهي من فئات الألف ليرة والعشرين ألف ليرة والخمسين ألف ليرة». وقال حمدان لـ«الشرق الأوسط» خلال لقاء معه: «على الرغم من نشر هذه الخصائص في الجريدة الرسمية فإن وقع الإعلان التلفزيوني يبقى أكثر فعالية ويصل بسرعة أكبر، وهذا ما لمسناه بعد بث الإعلان».

وردا على سؤال عما إذا كان السبب الأساسي وراء الإعلان هو عمليات تزوير العملة اللبنانية، أكد حمدان أن التزوير الذي تعرضت له هذه العملات «لا يشكل أي تهديد لها، بل يمكن وضعه فقط في خانة التزوير الطبيعي الذي قد تتعرض له أي عملة في العالم»، لافتا إلى أن «وعي المواطن اللبناني وتنبهه إلى سمات الأمان هذه يجعلانه في منأى عن الوقوع في فخ العملة المزورة».

أما حيال ما يتعلق بفئات العملات الجديدة، التي أخضعت إلى تحديث دقيق لجهة الميزات والشكل والحجم، التي تشبه إلى حد كبير عملات اليورو، وإن كان اللبنانيون شبهوها في الفترة الأولى بعملات لعبة «المونوبولي» نظرا إلى صغر حجمها مقارنة مع القديمة منها، فيشير حمدان إلى أن «خصائص العملات اللبنانية الحديثة تعتبر من أكثر العملات تطورا في العالم».

وفي ما يتعلق بإعلان الليرة اللبنانية، فإنه «يرتكز على أهداف أساسية، هي وثوق اللبناني بعملته الوطنية والتداول بها، وتوعيته بشكل غير مباشر بسمات التزوير التي تتميز بها من دون أن يعني ذلك بث الخوف في النفوس من العملات المزورة»، كما قالت لـ«الشرق الأوسط» جويس عيسى، من شركة «رزق للإعلانات» التي تولت مهمة تنفيذ الإعلان، مؤكدة «أن الرسالة التي أراد مصرف لبنان إيصالها وصلت في غضون دقائق معدودة من خلال الشرح المبسط الذي يظهر هذه الخصائص بالصوت والصورة في الإعلان».

وفي مقارنة مهمة تعكس أهمية هذه العملات وتميز خصائصها عن سابقاتها، التي أظهرها الإعلان بوضوح، شرح حمدان قائلا: «لقد تم الاستغناء عن الإطار الذي كان موجودا في العملات السابقة، فصغر حجمها وجرى تغيير ألوانها لأسباب تقنية بحتة تتلاءم مع ميزات الأمان الجديدة، وارتكزت على لوني الأخضر والأزرق اللذين يتغيران عند طي العملة. أما السمة الثانية فهي متمثلة في خيوط الأمان بلونها البنفسجي الذي يلمع ويتغير عند تحريك العملة، كما يظهر على هذه الخطوط الرقم 1000 في عملة الألف ليرة، وهي تقنية متطورة وحديثة لا يمكن أن تصل إليها محاولات التزوير. وفي سياق خصائص الأمان أيضا تأتي الوردة الصغيرة على يسار عملة الألف ليرة، والعَلم على يسار فئة الخمسين ألف ليرة، والنجمة على عملة المائة ألف ليرة، ليتبدل لون كل منها ويصبح كقوس قزح عند التحريك، وهي إشارة إضافية إلى التمييز بين العملة الصحيحة والمزورة». ومن ناحية أخرى، لم تغفل إدارة مصرف لبنان حاجة المكفوفين في هذا الأمر، فعمدت إلى الاستعانة بلغتهم الخاصة من خلال إضافة نقاط «برايل» نافرة متقاربة في أسفل العملة يستطيع المكفوف من خلالها التمييز بين العملة المزورة والأصلية.

وهنا يشير حمدان إلى «أنه بالإضافة إلى النوعية الجيدة التي تتميز بها العملات اللبنانية، لا سيما الفئات الجديدة التي طبعت في روسيا، بالمقارنة مع العملات في جميع أنحاء العالم، فإن لبنان هو الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي اعتمدت هذه التقنية بعدما كانت قد وضعتها جمهورية كولومبيا على عملاتها». وفي حين يلفت حمدان إلى أن طباعة عملات لبنانية جديدة وتحديث شكلها يجري كما هو متعارف عليه عالميا بعد مرور فترة من 8 سنوات إلى 12 سنة، يشير إلى أنه من المتوقع تحديث العملة من فئة العشرين ألف ليرة بحلول العام المقبل «بما يتلاءم طبعا مع التقنيات الجديدة وسمات الأمان المطلوبة».