انطلاق فعاليات المهرجان السينمائي «قاوم» في رام الله

مجموعة أفلام ما بين روائية ووثائقية حول المقاومة

TT

انطلقت فعاليات مهرجان «قاوم» السينمائي في مدينة رام الله بعرض لفيلم «ثقافات المقاومة»، للمخرجة البرازيلية من أصول كورية أيارا لي.

وقال يوسف الديك، رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، التي تنظم المهرجان، لـ«رويترز» على هامش الافتتاح: «نحن بحاجة لأن نرى الآخر كيف يقاوم، لذلك يضم المهرجان (قاوم) مجموعة من الأفلام ما بين روائية ووثائقية من دول مختلفة، حصلنا على حق عرضها».

وأضاف: «بهذا المهرجان لا يوجد أفلام سياسية، بل هي أفلام تبين أن المقاومة ثقافة بحد ذاتها، وكل فرد قادر على المقاومة بطريقته.. الفنان بريشته، والكاتب بقلمه، والفنان بتمثيله أو غنائه».

واختار القائمون على المهرجان عرضه في الهواء الطلق في ساحة عملت بلدية رام الله على إعادة ترميمها، حيث كانت جزءا من المحكمة العثمانية خلال الحكم العثماني للأراضي الفلسطينية.

وقرأ مدير المهرجان، يوسف الشايب، رسالة من المخرجة أيارا التي قال «إنها ممنوعة من دخول الأراضي الفلسطينية، حيث إن اسمها على القائمة السوداء بعد مشاركتها في أسطول الحرية الذي حاول كسر الحصار المفروض على غزة».

ومما جاء في الرسالة: «هذه رسالتي إلى الفلسطينيين الذين سيكونون على موعد مع فيلم (ثقافات المقاومة) في افتتاح مهرجان (قاوم) السينمائي بمدينة رام الله.. السلام عليكم (وقالتها بالعربية).. كلما سئلت من أين أنت؟ كنت أجيب على الدوام بأنني ولدت في البرازيل لوالدين كوريين، لكن بقلب فلسطيني».

وأضافت أيارا في رسالتها: «منذ عدة سنوات وإلى الآن، وأنا أكرس كل جهدي لدعم حرية الشعب الفلسطيني وتحرره، وحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها، ولإنهاء نظام الفصل العنصري الصهيوني.. سأواصل القتال من أجل تحقيق العدالة للفلسطينيين، وهذا التزام ما حييت».

وأبدت أيارا شعورها «بالفخر لافتتاح مهرجان (قاوم) السينمائي بفيلم (ثقافات المقاومة)، وهو الفيلم الذي يعد بمثابة تكريم لجميع الشجعان والخلاقين في مختلف أنحاء العالم، والذين كرسوا حياتهم، وأحيانا فقدوها، في سبيل تحقيق عالم عادل وسلمي».

وتنقل المخرجة البرازيلية الجمهور، على مدار ساعة من الزمن، بين دول تتعدد فيها طبيعة الصراع، وكذلك المقاومة التي تواجهه، ما بين الفن والموسيقى والرسم، إلى الغناء والشعر والمظاهرات السلمية.

وتحط المخرجة في الكونغو، حيث الصراع على ما في باطن الأرض من معادن ثمينة، إلى إيران حيث الجرافيتي وموسيقى الراب أصبحت أدوات في محاربة القمع، إلى بورما حيث الرهبان الذين يتبعون نمط غاندي، يقاومون الحكم الديكتاتوري، وإلى البرازيل حيث الموسيقيون يقتربون من أطفال الأحياء الفقيرة، ويحولون الأسلحة إلى آلات موسيقية.

ويشاهد الفلسطينيون أشكالا من مقاومتهم في الفيلم من عرض المخرجة لسكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، حيث الموسيقى والتصوير والأفلام أعطت صوتا للذين لم يسمع صوتهم.

وتتواصل فعاليات المهرجان حتى مساء الخميس وتعرض فيها أفلام: الإيراني «حصان بقدمين»، والأوزبكي «لونا بابا»، والهولندي «قاوم»، والبلجيكي «ملكتي كارو»، والكندي «حكايات تورونتو»، وفيلم الختام الفيلم الأميركي «إدانة».