انطلاق تجمع تقني يبحث مستقبل الحاضنات في السعودية

الدكتور عبد العزيز السويلم: المؤتمر فرصة سانحة لتبادل الخبرات مع الخبراء

الدكتور السويلم خلال افتتاح المؤتمر السعودي الدولي الثالث للحاضنات التقنية («الشرق الأوسط»)
TT

أعطيت إشارة البدء رسميا لتجمع تقني للحاضنات، يبحث من خلالها عن مستقبل هذا القطاع الحيوي، لا سيما مع وجود آليات وخطط رسمتها البلاد، ومنها الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية.

وقال الدكتور عبد العزيز السويلم، نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لدعم البحث العلمي: إن الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار قد رسمت رؤية بعيدة المدى لأن يصبح اقتصاد المملكة بحلول عام 2024 اقتصادا معرفيا، يحركه الإبداع والابتكار، ويستثمر المواهب البشرية الوطنية المتنامية في المملكة.

وأوضح السويلم، خلال تدشينه فعاليات المؤتمر السعودي الدولي للحاضنات التقنية 2011، أمس، في العاصمة السعودية الرياض، أن المدينة تعمل على عدة مسارات منها دعم البحث العلمي وتوفير البيئة الخصبة له، وكذلك مسار تنفيذ المشاريع البحثية في عدد من التقنيات الاستراتيجية التي تهتم بها المملكة.

وأفاد السويلم بأن المدينة قد وقعت مؤخرا على اتفاقية مع مؤسسة «ماكملين» للاتصالات العلمية، الشريك الحصري لـ«مجموعة نيتشر»، تتيح بموجبها «نيتشر» لجميع الجامعات السعودية النفاذ مجانا إلى بعض أهم البحوث في تاريخ العلوم التي نشرتها المجلة العلمية العالمية «نيتشر» منذ عام 1869 ولمدة 12 شهرا كمرحلة من تعاون طموح لتطوير نسخة مترجمة من مجلة «نيتشر» للعلماء في المملكة والعالم العربي.

وأوضح الدكتور السويلم أن حاضنة «بادر»، التي أنشأتها المدينة، ترعى المبتكرين والمبدعين ورواد الأعمال انطلاقا من أهدافها، وهذا المؤتمر يعتبر فرصة سانحة لتبادل الخبرات والتجارب مع الخبراء والجهات الدولية في جميع مجالات حاضنات التقنية بشكل متكامل، كإحدى الخطوات للوصول بالمملكة للاقتصاد المعرفي.

إلى ذلك، قال الدكتور عبد العزيز الحرقان، مدير برنامج «بادر» لحاضنات التقنية: إن هذا المؤتمر هو امتداد لمؤتمرات حاضنات التقنية السابقة، فهي وسيلة لمناقشة القضايا التي نواجهها والحلول التي توصلنا إليها من خلال الاستفادة من الخبرات الدولية المتاحة، مشيرا إلى أن نتائج المؤتمر الأول أسفر عنها تأسيس شبكة الحاضنات السعودية ومجموعة الاستثمار التقنية والكثير من الحاضنات في مدن وجامعات المملكة.

وأضاف الحرقان أن نتائج المؤتمر الثاني قد دعمت مشاريع الحاضنات ببرامج تمويل مناسبة تشمل التمويل الابتدائي والجريء، إضافة إلى مشاركة القطاع الخاص والغرف التجارية في مشاريع مع برامج الحاضنات وريادة الأعمال والابتكار، موضحا حرص اللجنة المنظمة لهذا المؤتمر على مشاركة عدد من أصحاب الاختصاص السعوديين لإثراء التجربة والنقاش بهدف الوصول لتوصيات تنمي بيئة الريادة والابتكار.

عقب ذلك بدأت فعاليات المؤتمر الدولي، الذي يتضمن 23 ورقة عمل تعرض في 6 جلسات علمية على مدى يومين تناقش التطورات العلمية في مجال الحاضنات التقنية مع مجموعة الباحثين العالميين والخبراء، بهدف نشر الوعي في المملكة حول مفهوم ريادة الأعمال وحاضنات التقنية، كما يوفر المؤتمر للقطاع العام والمؤسسات المالية والمستثمرين، والجامعات، ومراكز البحوث، والشركات، والغرف التجارية، منبرا لمناقشة القضايا والحلول مع الخبراء المحليين والدوليين.

وتضمنت فعاليات المؤتمر في يومه الأول ثلاث جلسات علمية، تناولت الجلسة الأولى الركائز الثلاث، القائم عليها الاقتصاد المعرفي (الابتكار، ريادة الأعمال، الحاضنات التقنية)، والتعريف بالركائز التي يقوم عليها الاقتصاد المعرفي.

واستعرض الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود، نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث، في ورقته العلمية أهمية الابتكار وريادة الأعمال وحاضنة التقنية في السعودية، قدمها نيابة عنه الدكتور فايز الحرقان، منسق قطاع الابتكار والتسويق بالمدينة.

وخصصت الجلسة الثانية، برئاسة الدكتور أحمد يماني، رئيس قطاع تقنية المعلومات بالهيئة العامة للاستثمار، لمناقشة سبل تهيئة المجتمع للابتكار، تضمنت هذه الجلسة مشاركة السيد إيسكو أهو، نائب الرئيس التنفيذي (المسؤولية والعلاقات العامة) بشركة «نوكيا»، كمتحدث دولي، بالإضافة إلى ثلاثة متحدثين محليين، هم: الدكتور غسان الشبل، الرئيس التنفيذي لشركة «الإلكترونيات المتقدمة»، والدكتور عصام أزهر، مدير منظومة الأعمال والمعرفة بجامعة الملك عبد العزيز، والأستاذ سامر نعمان، الرئيس التنفيذي بـ«مايكروسوفت» السعودية.

كان موضوع «الابتكار الناجح في عالم الأعمال.. تحديات الثقافة» هو عنوان الجلسة الثالثة والأخيرة لليوم الأول من المؤتمر، التي كانت برئاسة الدكتور فايز الحرقان، منسق قطاع الابتكار والتسويق بالمدينة، بمشاركة المتحدث الدولي الدكتور جواكيم همبريج، المدير العام للابتكار وبرامج الشركات بشركة «سابك»، كما شارك ثلاثة متخصصين في هذه الجلسة كمتحدثين محليين، هم: الدكتور وليد أبو خالد، المدير العام للعمليات بشركة «جنرال إليكتريك» في السعودية والبحرين، والمهندس رشيد البلاع، الرئيس التنفيذي لشركة «إن 2 في»، والدكتور تيرينس بي ماكلوي، مدير إدارة نقل التقنية والابتكار بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.

وتختتم أعمال المؤتمر اليوم الاثنين بـ4 جلسات، الأولى عن تهيئة النظام البيئي للريادة، والثانية لمناقشة بناء جيل واعد من المواهب والكفاءات الريادية، أما الجلسة الثالثة فتتناول أفضل الممارسات لحاضنات التقنية، بينما ستقدم الجلسة الأخيرة العروض التقديمية للمؤتمر واستعراض التوصيات.

كما سينظم المؤتمر في يومه الثالث - غدا الثلاثاء - برنامجا تدريبيا خصص لمديري وموظفي وصناع القرار والجهات ذات العلاقة في مجال الحاضنات التقنية، مكونا من 5 جلسات، على شكل ورش تدريبية متخصصة في إدارة الحاضنات وريادة الأعمال التقنية لمديري حاضنات الأعمال، والعاملين في هذه المجالات.

ويتضمن اليوم الثالث أيضا إلقاء الضوء على نجاحات رواد الأعمال من المشاريع المحتضنة في حاضنات برنامج «بادر»، بغرض تعميم هذه النجاحات وتحفيز المبتدئين على خوض غمار هذه المشاريع بأسس متينة وراسخة.

أما في اليوم الرابع والخامس والسادس من المؤتمر فسينظم المؤتمر حدثا فريدا من نوعه وهو «سعودي ستأتردب وييكي»، ويتيح هذا الحدث مشاركة الأفكار التقنية، وتكوين فرق متعددة، بالإضافة إلى بناء الأفكار بصورة تجارية لعرضها على لجنة التحكيم، ومن ثم اختيار الفائزين.