أعادت وزارة الثقافة المغربية الاعتبار لواحدة من أقدم المدن الأثرية في شمال المغرب، وهو موقع يقع جنوب غربي مدينة تطوان، حيث يفتح الموقع في وجه الزوار بعد سنوات من العمل المتصل لترميمه. وقالت الوزارة إن عملية إعادة ترميم موقع «تمودة» التاريخي الذي كان الرومانيون دمروه قبل قرون، قد اكتملت. وأشار مسؤول حكومي إلى أن مهرجانا للفنون سينظم في الموقع تحت اسم «مهرجان تمودة تطوان». وأعلن بن سالم حميش وزير الثقافة أن الموقعين سيفتحان أمام الزوار المغاربة والأجانب. وقال حميش للمراسلين الذين حضروا تدشين الموقع: «سيكون لهذا الموقع ميزاته الخاصة لأنه شهد مرور الموريين والرومانيين وغيرهم من الدول على هذه المنطقة» وتابع: «الجانب الآخر الذي نعول عليه هو جانب الثقافة السياحية، والأكيد أن الموقع سيصب في صالح هذا التوجه». وقررت وزارة الثقافة إنشاء إدارتين مستقلتين في كل من «القصر الصغير» و«تمودة» للمحافظة على هذه الآثار.
يشار إلى أن موقع تمودة الأثري يصنف من بين أهم المواقع الأثرية القديمة في المغرب، وكان اكتشف عام 1921 من طرف الباحث الإسباني سيزار لويس دي منتال، وتوالت الحفريات الأثرية بالموقع خلال النصف الأول من القرن الماضي من طرف باحثين إسبان؛ حيث وجدوا مدينة أثرية فيها منازل وشوارع وحمامات، لكن الموقع تعرض بعد ذلك للإهمال، مما أدى إلى تلف آثاره بسبب عوامل طبيعية، أو لها علاقة بالنشاط السكاني. وبادرت وزارة الثقافة بالتعاون مع جهات حكومية أخرى لترميم الموقع، حيث تقرر تنفيذ مجموعة من أعمال الترميمات بهدف تقوية البنايات الأثرية والحفاظ عليها باستعمال المواد الأصلية (الرمل والجير)، وتم إنشاء مبان إدارية تابعة لوزارة الثقافة، تشتمل على مكاتب ومختبر لدراسة القطع الأثرية وترميمها. وتنتشر الأبنية الأثرية في موقع تمودة الأثري على مساحة خمسة هكتارات. وتعود أقدم البقايا الأثرية المورية لفترة ما قبل الميلاد، وتدل الحفريات الأثرية لمدينة تمودة المورية أنها تعرضت لعمليتي تدمير خلال عام 40 ميلادية من طرف الجيوش الرومانية. وتقول مصادر محلية إن كلمة «تمودة» هي في الأصل كلمة أمازيغية تعني «مروج» مفرد «مرج»؛ أي المكان الذي تنبت فيه الأعشاب وتتدفق مياهه.