«إشراقة خير».. فريق شبابي يعمل على تطوير المستشفيات المصرية بالجهود الذاتية

مشروعهم بدأ بجنيه واحد.. ونال جائزة أفضل فريق تطوعي في مسابقة تلفزيونية

بعض أعضاء فريق «إشراقة خير» («الشرق الأوسط»)
TT

ألهبت روح ثورة 25 يناير (كانون الثاني) حماس الشباب المصري، وهو ما نتج عنه مبادرات إصلاحية ونشاطات خيرية تقوم بأفكارهم وبسواعدهم. من بين هذه النشاطات كان مشروع «إشراقة خير» الذي ينفذه طلاب جامعيون، في محاولة لترسيخ مفهوم أن يبدأ كل فرد في إصلاح ما يراه غير مكتمل داخل مجتمعه الصغير، لينعكس في النهاية على مجتمعه الكبير، وهو ما جعلهم يحصدون جائزة أفضل فريق تطوعي في إحدى المسابقات.

بدأ مشروع «إشراقة خير» من داخل كلية الطب بجامعة عين شمس المصرية، بعد أن اجتمع مجموعة من طلابها وفكروا في الكيفية التي تمكنهم من دعم المستشفيات الحكومية التي تعاني من نقص المواد الطبية، وبالفعل كانت خطوتهم الأولى جمع التبرعات من بعضهم البعض لشراء المستلزمات اللازمة لتحسين الخدمات المقدمة في «مستشفى الدمرداش»، وهو المستشفى الحكومي التابع لجامعة عين شمس، واستطاعوا بالفعل بأموال التبرعات تأسيس غرفة عمليات جديدة في المستشفى بجهودهم الذاتية، التي تعمل حاليا ويستفيد منها آلاف المرضى المترددين على المستشفى.

يقول أحمد زهران، أحد أعضاء فريق «إشراقة خير»: «بدأ المشروع بعد الثورة كفكرة فكرنا فيها كمجموعة من الطلاب الراغبين في خدمة مجتمعهم، وكصدقة جارية لنا من ناحية أخرى، فبدأنا بأنفسنا في كلية الطب بجمع جنيه واحد (الدولار يعادل 6 جنيهات) من كل طالب في الأسبوع وهو أقل شيء يمكن جمعه، وبالفعل قمنا بجمع مبالغ مكنتنا من تجهيز غرفة عمليات في مستشفى الدمرداش، وبالفعل تعمل الآن بعد تزويدها بوحدة نقل دم وأجهزة تعادل قيمتها نحو 80 ألف جنيه».

يتابع «لم يقتصر الأمر فقط على كلية الطب، بل أصبح هناك مساهمات من طلاب كليات أخرى داخل الجامعة مثل كلية الصيدلة وكلية الهندسة، فطلاب كثيرون تحمسوا للفكرة ورحبوا بأن يكون لهم دور إيجابي وخيري في المجتمع المحيط بهم، وما لمسناه أن هناك شبابا كثيرين يكون بداخلهم الخير والرغبة في عمل شيء مفيد، ولكنهم لا يجدون الفرصة لتنفيذ هذه الرغبات الصادقة، كما أن الأساتذة في الكلية شجعوا هذه الفكرة من جانبهم ودعونا لأن نستمر في نشاطنا، وتعاونوا معنا لانبهارهم الشديد بالفكرة».

يسعى فريق المبادرة حاليا لإشهار جمعية رسمية تقوم باسم مبادرتهم، مما سيتيح أن تكون أفكار الفريق أكبر من مجرد نشاط خيري يقوم به الطلاب في الجامعة. وعن سبب هذه الخطوة يقول زهران: «التحول الكبير الذي حدث في مصر بعد ثورة 25 يناير، كان دافعا لنا ولغيرنا لأن نقدم الكثير لمصر نتيجة الشعور العام بأن بلدنا عاد إلينا، وأن علينا واجبا ودورا لا بد أن نقوم به من أجل هذا الوطن، وهدف (إشراقة خير) الحالي أن يشرق مستقبل جديد على مصر».

ويشير إلى أن هذا الحماس هو ما دفع أعضاء «إشراقة خير» للاشتراك في مسابقة نظمها برنامج «خواطر» على قناة «mbc» الفضائية في رمضان الماضي، لاختيار أفضل فريق تطوعي، مضيفا «بحمد الله وتوفيقه حصلنا على المركز الأول في المسابقة التي استقطبت نحو 10 آلاف متطوع من 25 دولة، و457 مشروعا تطوعيا و361 مجموعة تطوعية، وحصلنا على جائزة قدرها عشرة آلاف ريال سعودي، وهو المبلغ الذي قمنا بالتبرع به لمساعدة الصومال في المجاعة التي يعاني منها، وفي المسابقة كان هناك معايير لتقييم المشاركين جاء أهمها عدد المشاريع التي تم إنجازها، التي انحصرت في إعادة تجهيز المستشفى الجامعي، وتنظيف الجامعة، ومشاركة الأيتام المناسبات السعيدة وكذلك المسنين، وزيارة مستشفى السرطان (57357)، وتوفير عقاقير طبية للفقراء، وتخصيص موعد للتبرع بالدم، والعناية بالمساجد، وإنشاء مكتبة لتبادل الكتب بأسعار رمزية، وغيرها من الأنشطة الخيرية التي تقوم بها أسرة (إشراقة خير)».

يحلم أعضاء الفريق بأن تنتشر الفكرة وتعمم في كل مصر، وأن يقوم طلاب كل جامعة بمحاولة استكمال ما ينقصهم بجهودهم الذاتية دون الاعتماد على الحكومة في كل شيء، فكل شخص يجب أن يقوم بدوره في المجتمع وأي مساهمة ولو بسيطة جدا، فقد يراها الفرد لا قيمة لها ولا تمثل أي شيء، ولكنها يمكن أن تضيف الكثير.