الألماني كلوزه يسطر اسمه في تاريخ نادي لاتسيو

هدفه الحاسم في مرمى روما كان له مذاق خاص عند جماهير فريقه

TT

والآن، فلتطلقوا عليه أيضا الأسطورة كلوزه، إن حسم المهاجم الألماني ميروسلاف كلوزه، لاعب لاتسيو، لمباراة الديربي أمام روما قبل 22 ثانية من إطلاق حكم المباراة لصافرة النهاية، بعد 5 هزائم متتالية تعرض لها فريقه الحالي في مباريات الديربي الأخيرة وبعد عامين ونصف العام من آخر فوز حققه لاتسيو أمام غريمه التقليدي، يعني دخول كلوزه الشرعي إلى قائمة أساطير لاتسيو.

اللاعب الألماني صاحب النظرة الجليدية والقلب المشتعل كان قد تمكن، بالفعل، من كسب قلوب جماهير لاتسيو من خلال شخصيته وتعاونه مع رفقائه الجدد وتمريراته الحاسمة وأهدافه (5 حتى الآن) التي سجلها في 7 مباريات رسمية خاضها مع الفريق حتى الآن. إنها أرقام وروايات تأتي في المقام الثاني، لأن هدفه (الحاسم) في لقاء الديربي يأتي في المرتبة الأولى على الإطلاق.

ويعد هدف كلوزه في مرمى ستيكلينبرغ حارس مرمى روما، هو الهدف الشخصي رقم 246 في المسيرة الكروية غير العادية لهذا اللاعب الذي ولد في بولندا وأصبح ملكا كرويا لألمانيا، من بينهم 14 هدفا أحرزها في 3 نسخ مختلفة لبطولة كأس العالم لكرة القدم، وبإجمالي 64 هدفا سجلها بقميص المنتخب الألماني. هذا فضلا عن الأهداف التي لا تعد ولا تحصى التي حملت توقيعه في الدوري الألماني والبطولات الأوروبية. ولكن، رغم كل هذه الأرقام، سيصبح هدفه في الاستاد الأولمبي بالنسبة لكلوزه هو أحد أهم الأهداف التي سجلها في تاريخ مسيرته الكروية الحافلة. هل هذا أمر مبالغ فيه؟ ربما. ولكن إذا نظرنا إلى الطريقة التي احتفل بها ميروسلاف مع رفقائه بإحراز هذا الهدف لن يقال ذلك.

إنه الهدف الذي أهداه كلوزه ورفقاؤه بعد المباراة إلى مدربهم ايدي رييا، الذي لم يفز أمام روما طوال مسيرته التدريبية وتعرض للسخرية من جانب فرانشيسكو توتي قائد روما، خلال الأيام القليلة الماضية قبل المباراة. وكان من السليم أن يهدي كلوزه هدف الفوز إليه، فهو المدرب الذي نشأ بينه وبين اللاعب علاقة ود كبير منذ اليوم الأول لكلوزه في معسكر لاتسيو. ويضع كلوزه نصيب عينيه الآن تحطيم رقم البرازيلي رونالدو من حيث عدد الأهداف المسجلة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم من خلال المشاركة مع الـ«مانشافات» في مونديال البرازيل 2014.

وأصبح مهاجم لاتسيو الإيطالي البالغ من العمر 33 عاما على بعد هدف من الرقم القياسي المسجل باسم رونالدو (15 هدفا) وذلك بعد أن سجل 4 أهداف في مونديال جنوب أفريقيا 2010 ليساهم في قيادة بلاده إلى الدور نصف النهائي، علما بأنه كان أمامه فرصة معادلة هذا الرقم أو تحطيمه في مباراة المركز الثالث أمام الأوروغواي لكن الإصابة حرمته من المشاركة. وكان كلوزه الذي سجل 62 هدفا في 112 مباراة مع المنتخب الألماني وضع سابقا لنفسه هدف المشاركة مع المنتخب الألماني في كأس أوروبا التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا الصيف المقبل والمساهمة في قيادة بلاده إلى لقبها القاري الرابع. لكن يبدو أن طموح مهاجم فيردر بريمن وبايرن ميونيخ السابق أبعد من كأس أوروبا 2012 بعدما أعرب عن نيته بخوض غمار المونديال للمرة الرابعة رغم المنافسة الشرسة التي يواجهها في مركز رأس الحربة من زميله السابق في النادي البافاري ماريو غوميز. وعن ذلك يقول: «إذا جرت الأمور بحسب الخطة، فسألعب مع لاتسيو حتى كأس العالم 2014 وحينها سأتمكن من التفوق عليه (على إنجاز رونالدو)». ومن المؤكد أن كلوزه أثبت خلال الأعوام أنه رجل يرتقي إلى مستوى المسؤولية والوعود وهذا ما أثبته في مونديال 2010 وخلافا للتوقعات، لأن أكثر المتفائلين لم يكن يتوقع أن يصبح هذا المهاجم على عتبة دخول تاريخ كأس العالم بعد أن أمضى الغالبية العظمى من موسم 2009 - 2010 على مقاعد الاحتياط في فريقه بايرن ميونيخ.

ورد كلوزه على مدربه في بايرن فان غال بأفضل طريقة بالتألق مع منتخب ألمانيا وعادل أمام الأرجنتين رقم مواطنه غيرد مولر في عدد الأهداف المسجلة في النهائيات بعدما رفع رصيده في جنوب أفريقيا إلى 4 أهداف أضافها إلى أهدافه الخمسة في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ومثلها في مونديال ألمانيا عندما توج هدافا له.

ولا يعتبر كلوزه من الأشخاص الذين يتكلمون كثيرا، لكن الأكيد أنه يجيد لغة الأهداف: فمهاجم المنتخب الألماني الذي صنع نفسه بنفسه وسلك دربا صعبا قبل أن يفجر طاقاته، يقوم بهذا الأمر بطريقة فعالة جدا.

ويعتبر مهاجم لاتسيو بنظر كثيرين بمثابة الظاهرة، ويتميز هذا اللاعب بإجادته الكرات الرأسية، وعندما يكون في كامل لياقته البدنية يستطيع أن يخدع خط دفاع المنتخب المنافس بأكمله! كما أنه يملك حاسة تهديف عالية تجلت بأفضل مظاهرها في الوقت القاتل من مباراة فريقه مع روما عندما سيطر على الكرة وسط غابة من المدافعين قبل أن يضعها بعيدا عن متناول الحارس، مسجلا هدفه الرابع في 6 مباريات خاضها حتى الآن في الدوري الإيطالي.

ومع الفرنسي سيسيه وكبار لاعبي الفريق، كان هو من أقنع رييا بالبقاء مع الفريق بعد أسبوع سيئ مر به المدرب في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي حين تعرض لاتسيو للخسارة أمام جنوا. لقد كان رييا يود أن يستسلم ويرحل عن لاتسيو وحينها أظهر كلوزه كامل شخصيته لإقناع مدربه بالاستمرار في قيادة الفريق. ربما لأن الألماني كان يعلم أنه، بعد مرور شهر من ذلك اليوم المحزن، سيهدي إلى ايدي رييا هدف الفوز في لقاء الديربي، الذي كان دائما ما يغيب عنه الانتصار فيه.