الآزوري يفيق من كبوته ويبدأ حقبة جديدة بعد إخفاق مونديال جنوب أفريقيا

البداية السيئة للأندية في «أبطال أوروبا» تلاشت سريعا.. والجماهير استعادت الأمل

TT

استعادت بعض الجماهير الإيطالية الأمل والتفاؤل في إمكانية عودة إيطاليا لريادتها في عالم كرة القدم. ويتمثل السبب الرئيسي في ذلك في بعض الإشارات الإيجابية التي بدأت تظهر في الكرة الإيطالية مؤخرا. لكن ذلك الأمل لا يعدو مجرد أمل لم يرقَ بعد لمستوى النجاح والتألق. ويجب ألا ننسى أن موسم 2012/2011 قد بدأ بخروج فريق باليرمو الطموح من بطولة دوري أبطال أوروبا وهزيمة الإنتر في سان سيرو أمام فريق طرابزون سبور التركي، بالإضافة إلى خروج فريق أودينيزي المبكر من الدور التمهيدي للبطولة الأوروبية.

النهضة: لكن الأمور بدأت تتغير بعد ذلك، وبدأت بعض الإشارات الإيجابية في الظهور ومنح الجماهير الإيطالية بعض الأمل. وجاءت أولى الإشارات الإيجابية من جانب منتخب إيطاليا بقيادة تشيزاري برانديللي، والذي تأهل لبطولة الأمم الأوروبية 2012 دون هزيمة وبرقم قياسي من النقاط وبأفضل دفاع في التصفيات. وقد تأهل المنتخب الإيطالي إلى يورو 2012 بأداء جيد واحتفاظ رائع بالكرة وهجوم مستمر على منافسيه. ونجح المنتخب الإيطالي في تخطي مرحلة ما بعد مونديال جنوب أفريقيا التي كان كانافارو وغاتوزو يتساءلان خلالها «أين الشباب الذين يلعبون أفضل منا؟»، وكان بوفون يصرح خلالها قائلا «سيكون التأهل لبطولة الأمم الأوروبية إنجازا صعبا». وبدا أن إيطاليا تحتاج لقرون عديدة لتعد منتخبا جديدا قادرا على المنافسة، لكن فريق برانديللي أصبح الآن واحدا من الفرق المرشحة للقب الأوروبي. وتقدم المنتخب الإيطالي في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم على منتخب البرازيل. إنها النهضة التي حققها تشيزاري برانديللي.

الشباب: ستغيب إيطاليا عن دورة الألعاب الأولمبية في لندن الصيف القادم في لعبة كرة القدم لأول مرة منذ 7 دورات. وكان إقصاء إيطاليا من المرحلة النهائية لبطولة الأمم الأوروبية تحت 21 عاما على يد منتخب روسيا البيضاء وعدم التأهل للأولمبياد قد سجل كبوة كبيرة للكرة الإيطالية لا تقل عن كبوة مونديال جنوب أفريقيا. لكن منتخب تحت 21 عاما نجح هو الآخر في النهوض من كبوته وحقق الأسبوع الماضي الفوز الثالث له تحت قيادة مدربه تشيرو فيرارا عندما تغلب على منتخب تركيا 0/2، وأحرز الفريق 12 هدفا في آخر ثلاث مباريات بمتوسط أربعة أهداف في المباراة الواحدة. وأثبت لاعبو المنتخب الشباب أنهم جديرون بتحقيق نتائج جيدة ليؤكدوا أن غاتوزو وكانافارو كانا مخطئين في تساؤلهما. وقد ضم برانديللي مدرب المنتخب الأول بالفعل أوغبونا لاعب منتخب تحت 21 عاما، ويتابع في الوقت الحالي بعض اللاعبين الآخرين.

الأندية: إننا عندما نقول «الكرة الإيطالية» نقصد أيضا الأندية. وقد نجح الإنتر في تعويض إخفاقاته الأولى في دوري أبطال أوروبا وحقق الفوز في موسكو في مباراة صعبة. ولجأ الميلان إلى خبرته الكبيرة للنجاة من فخ فريق برشلونة في استاد كامب نو، وأصبح الآن يحتل صدارة مجموعته إلى جانب فريق برشلونة القوي. وظهر فريق نابولي بشكل رائع أمام فريق مانشستر سيتي على ملعبه محققا تعادلا ثمينا، ثم حقق فوزا مهما على فريق فياريال الإسباني. ويحتل فريق أودينيزي صاحب الأداء الجميل بقادة مدربه غويدولين أيضا قمة مجموعته في الدوري الأوروبي.

الأداء: هناك خيط أحمر يجمع إنجازات هذه الفرق وهو الأداء، الذي يعتبر أكبر إشارة إيجابية. فالنتائج الجيدة قد تكون نتيجة للانسجام، لكنها عندما تتحقق بفضل الأداء الجميل والتنظيم الجيد للفريق تكون أكثر رسوخا وتمنح الثقة في المستقبل. وفي هذا الإطار يعتبر منتخب إيطاليا صاحب الرقم القياسي خلال تصفيات بطولة الأمم الأوروبية 2012 في نسبة امتلاك الكرة بمعدل 72.3 في المائة خلف منتخب إسبانيا. وأصبحت الفرق الإيطالية تمتلك الثقة في أدائها ونتائجها، وهو ما ظهر بوضوح من خلال أداء فريق نابولي القوي في مانشستر وكذلك أداء فريق أودينيزي أمام الآرسنال في لندن رغم عدم نجاحه في التأهل. وظهرت تلك الشجاعة في توجهات العديد من مدربي أندية دوري الدرجة الأولى الإيطالي مع الجولة الأولى من المسابقة. وتعتبر هذه هي النهضة الحقيقية لإيطاليا، إذ تتمثل تلك النهضة في ثقة الفرق في قدراتها من دون التنصل من القوة الدفاعية التي تميز الكرة الإيطالية طيلة تاريخها. ولعل خير دليل على قوة دفاع المنتخب الإيطالي هو دخول هدفين فقط في مرماه طوال مشوار التصفيات الأوروبية.

العقبات: ونظرا لأن أريغو ساكي، المسؤول عن إعادة تشكيل منتخبات الشباب بمختلف الأعمار، يقوم في الوقت الحالي ببث هذه الفكرة في تلك المنتخبات (المهارة والتنظيم الجيد والشجاعة)؛ فإن هذا يمنح الجماهير أملا كبيرا بشأن مستقبل الكرة الإيطالية.

وقد تحدث تشيزاري برانديللي مدرب منتخب إيطاليا عن بطولة الأمم الأوروبية القادمة وتوقعاته لها في ظل قوة المنافسين الأوروبيين «عندما أتفقد قائمة المنتخبات المشاركة أدرك أن البطولة تشبه المونديال بل هي أصعب، نظرا لأن ثلاثة من المنتخبات الـ4 في قبل نهائي مونديال 2010 كانت أوروبية». وأضاف برانديللي قائلا «إن بطولة الأمم الأوروبية هي أهم شيء واجهني كمدرب. ولا أرغب في إدخال تغييرات كبيرة على الفريق. إن عدد اللاعبين الآن 25 لاعبا وسأقوم بزيادتهم إلى 30 أو 32 لاعبا. إنني أعرف أن النتائج هي أهم ما في كرة القدم. لقد بدأنا مسيرتنا وسط الشكوك والتشاؤم، وكثر الحديث عن المدافعين الذين لم يعد لهم وجود. وقد ذبحونا بهذه الأحاديث، لكننا الآن أفضل دفاع في التصفيات ولم يعد أحد يتحدث عن هذا الأمر».