معدل تسجيل الأهداف في الدوري الإيطالي يخالف العالم أجمع

نصف عدد مباريات الجولة الأخيرة ينتهي بالتعادل السلبي

TT

لم نر التعادل السلبي في خمس مباريات معا في جولة واحدة من دوري الدرجة الأولى الإيطالي منذ انهيار جدار برلين منذ عشرين عاما، وتمر السنون على هذا الحدث القديم. ومنذ ذلك الحين، انخفض التعادل السلبي ليبلغ ثلث نسبة الفوز، فمثلما ذكرنا قل التعادل السلبي أكثر من ذي قبل مع مرور الوقت. ولكننا الآن نواجه عودة سريعة محرجة له في مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي. إن التعادل السلبي في خمس مباريات من أصل عشر دون إحراز أي أهداف، من شأنه أن يطلق صافرة الإنذار، فقد بلغ نسبته 50%، وهو مؤشر على اتجاه يدعو إلى القلق. وفي موسم 2002 - 2003 بعد ست جولات من دوري الدرجة الأولى، انتهت مباراة واحدة فقط بالتعادل السلبي. وقد تأرجح المعدل حتى تزايد في الأربعة مواسم الأخيرة بالتحديد بشكل عمودي، حيث انتهت أربع مباريات بالتعادل السلبي في أول ست جولات في موسم 2008 - 2009، وسبع مباريات في الموسم الذي يليه، وثمان أخرى في الموسم السابق، إلى أن وصلنا إلى 11 مباراة تنتهي بالتعادل السلبي في الموسم الحالي. ولا يوجد دوري آخر في العالم، بين أكثرهم أهمية، يضم أرقاما مماثلة، حيث لم تنته إحدى الجولات في نهاية هذا الأسبوع دون تسجيل هدف واحد، حتى إذا تم تسديده بغرابة في منتصف تلك المباريات، فكيف أصبحنا في إيطاليا بعيدين هكذا عن المعدل الطبيعي؟ يرجع ذلك إلى عوامل مختلفة وبعض الشيء ينسب إلى الظروف، حيث صوب ديل بييرو في فيرونا كرة أصابت العارضة، وحاول لاعبو جنوا التسديد مرتين ولكنها أصابت قوائم مرمى فريق ليتشي، كذلك مثلما حدث في مباراة فريق تشيزينا أمام فريق فيورنتينا، حيث كانت مسألة بضع سنتيمترات. ولكن، كل ما سبق لا يكفي لتفسير ما حدث. فإن فريقي أتالانتا وأودينيزي، المعروفين بأدائهما الجيد، الذي يستحق التقدير في بداية هذا الموسم، صوبوا الكرة 4 مرات (3 مرات مقابل مرة) نحو المرمى خلال 90 دقيقة، فمن الطبيعي أن يكون التعادل السلبي هو المحصلة النهائية للمباراة. ويعتبر تسجيل الأهداف في إيطاليا أقل من إنجلترا (2.8 هدف في المباراة) وإسبانيا (2.5 هدف) وألمانيا (2.8 هدف) وفرنسا (2.6 هدف). ولا يعد الفارق ضخما، ولكن هناك فارق، حيث يبلغ معدل التهديف في إيطاليا 2.37 هدف في المباراة الواحدة بعد انتهاء 60 مباراة في هذا الموسم، حيث يغيب عنا الهدافون الكبار. فإذا كان بالاسيو وجيوفينكو يتصدران ترتيب الهدافين، فينبغي أن يوجد سبب لذلك، وربما هو نفس السبب الذي يجعل الفارق بين أول 13 فريقا في ترتيب دوري الدرجة الأولى يتمثل في أربع نقاط فقط، حيث حققوا التوازن في انخفاض المستوى. يأتي التهديف القليل بسبب ركل الكرة القليل والسيئ نحو المرمى، فإن الفرق الإيطالية، تقريبا كافة الفرق، يعرفون جيدا كيف يغلقون المساحات ويقومون بالهجمات المرتدة.

، ولكن يواجهون صعوبة عندما يتعين عليهم الهجوم بجرأة، لأنهم غير متدربين على ذلك، حيث يهتم كل مدرب بمركزه الخاص، لأنه خائف للغاية من أن يفسخ عقده، ويمكن أن ينقذه التعادل السلبي أيضا من ذلك. وتظهر المشكلة في المحصلة النهائية لتلك الفرق، وبالمضي قدما على هذا المستوى، لن يتم إرضاء الجماهير، ولن نرضى نحن.