«غوغل» تحقق أرباحا تفوق التوقعات

كشفت أن الهاتف الجوال في طريقه إلى تحقيق 2.5 مليار دولار في العام المقبل

TT

أوضحت «غوغل» يوم الخميس الماضي أنها كانت تجني أموالا طائلة من الأشخاص الذين يتصفحون الإنترنت باستخدام أجهزة الهاتف الجوال الخاصة بهم، مقدمة بذلك دليلا يشير إلى أنها تستطيع أن تتتبع المستخدمين أينما تصفحوا الإنترنت.

وذكرت «غوغل»، التي حققت أرباحا ربع سنوية اجتازت بسهولة توقعات المحللين، أن دخلها ارتفع بنسبة ثلاثة وثلاثين في المائة، وأن الدخل الصافي ارتفع إلى ستة وعشرين في المائة، على الرغم من أنها لم تحصل على دخل كبير من أنواع مختلفة من الإعلانات. وذكرت أيضا أن الهاتف الجوال في طريقه إلى أن يحقق ما يزيد على 2.5 مليار دولار العام المقبل، وأن يتضاعف بمقدار 2.5 عن العام الماضي.

وقال لاري باغ، المدير التنفيذي لـ«غوغل»، في حوار على الهاتف مع محللين بعد الإعلان عن تلك الأرباح: «عندما أنظر إلى الربع الأخير من السنة الماضية، فإن الكلمة التي تقفز إلى ذهني هي أننا «متميزون»، وهو أمر سيئ بالنسبة إلى ثلاثة عشر عاما هي عمر (غوغل)».

وأضاف: «كما نشهد أيضا تأثيرا إيجابيا ضخما على الدخل بسبب الهاتف الجوال».

وتمتلك «غوغل»، الشركة المصنعة لنظام تشغيل هواتف الـ«أندرويد»، التي تقدم إمكانية تصفح الإنترنت عن طريق الهاتف علاوة على تطبيقات وإعلانات أخرى، ما يقرب من 100 في المائة من أسهم سوق البحث عن طريق الهاتف، كما تستثمر بصورة واسعة في مجال الهواتف الجوالة، لكنها حتى الآن، لم تقدم سوى تفاصيل ضئيلة حول المقدار الذي ساهمت به إعلانات الهاتف والـ«أندرويد» في هذا الدخل.

ويجب أن يرضي هذا الإعلان المحللين الذين يشعرون بالقلق حيال ما إذا كان عمل «غوغل» البحثي سوف يحافظ على معدل نموها الثابت والمثير للإعجاب؛ نظرا لأن الكثير من عمليات البحث التي تتم على أجهزة الهاتف الجوال، يقل فيها احتمال أن يقوم الأشخاص بتصفح الإعلانات، كما تميل الإعلانات إلى أن تكون أقل تكلفة، علاوة على أن المعلنين ينفقون المزيد من الأموال لعرض الإعلانات في مواقع التواصل الاجتماعي بدلا من عرضها على مواقع البحث. ويأتي دخل «غوغل» بأكمله تقريبا من الإعلانات، ويأتي غالبيته من الإعلانات على مواقع البحث.

وقال جوردان روهان، محلل في شركة «ستيفيل نيكولاوس»: «إن حساب الدخل من الهواتف الجوالة يشير إلى أن الـ«أندرويد» يعمل على توطيد وضع «غوغل» في مجال الإعلان على الهاتف، وأن قدرة «غوغل» على التنويع بين أجزاء من أعمال مكتملة النمو خاصة بها مثيرة للإعجاب». وقد قامت شركة «ستيفيل نيكولاوس»، الأسبوع الماضي، بتحويل أسهم «غوغل» من أسهم شراء إلى أسهم قابضة، معللة ذلك بمخاوفها بشأن التراجع في عمليات البحث. وقال روجر بارنيت، رئيس شركة «إجنيشين ون»، التي تقدم بيانات تسويق رقمية: «إن عمليات البحث المدفوعة صناعة مكتملة النمو وتتباطأ سرعتها من دون شك، فقد أصبح لدى المعلنين خيارات أخرى لم تكن لديهم من قبل». وذكر نيكيش أرورا، رئيس عمليات «غوغل»، أن العمل المكتبي حصل على زخم شديد، وأن موقع «Google.com» نما بشكل أسرع منذ أكثر من عام، كما أوضح التقرير المالي لـ«غوغل» أن الإعلانات التي تظهر عند البحث المكتبي لا تزال في مرحلة البداية منذ وقت طويل، وهذا يسبب بعض الراحة للمساهمين والمحللين الذين شعروا بالخوف الشديد نتيجة قيام «غوغل» بتوظيف عدد هائل من العاملين، والانضمام إلى أعمال جديدة، وحصولها على صفقات مرتفعة الثمن، مثل الصفقة التي تكلفت 12.5 مليار دولار لشراء شركة «موتوريلا موبيليتي». كما ذكرت «غوغل» يوم الخميس أنها وظفت 2.585 شخصا في الربع الثالث من العام، وهو ما يزيد على 1.526 شخصا جديدا كانت قد قامت بتوظيفهم في هذا الوقت نفسه من العام الماضي، مما يرفع العدد الإجمالي للعاملين داخلها إلى 31.353 شخصا. وكان الربع الثالث من العام هو ثاني أعلى ربع لها على الإطلاق في تعيين خريجين جدد.

وقال كولين دبليو غيليس، محلل لدى شركة «بي جي سي بارتنرز»: «لا أحب الكثير من الأشياء التي تقوم بها (غوغل)، لكن لب عملهم مصدر قوة كبير، وعندما يحققون دخلا يفوق كل التوقعات، يمكن غفران كل ما اقترفوه من أخطاء».

ولقد تسببت مثل هذه المخاوف حول النفقات، بالإضافة إلى مخاوف أخرى بشأن استمرار تحقيقات مكافحة الاحتكار والمنافسة مع «فيس بوك» والأوضاع الاقتصادية المتدهورة، في انخفاض سعر سهم «غوغل» بنسبة 8 في المائة هذا العام، لكن المساهمين استجابوا بعد ساعات من التداول الرسمي، بصورة إيجابية لتقرير الأرباح، حيث ارتفعت الأسهم بمقدار 6 في المائة، كما أشارت «غوغل» أيضا إلى النمو في الكثير من القطاعات الجديدة الخاصة بها، المتمثلة في «غوغل+»، موقع التواصل الاجتماعي الخاص بها الذي ينافس موقع «فيس بوك»، والذي يضم 40 مليون مستخدم قاموا بتحميل 3.4 مليار صورة، بحسب باغ، وتخطط «غوغل» إلى البدء في دمج هذا الموقع مع غيره من منتجات «غوغل»، علاوة على «غوغل كروم»، المتصفح الخاص بـ«غوغل»، الذي يستخدمه 200 مليون مستخدم، كما قام الناس بتفعيل 190 مليون هاتف يعمل بنظام تشغيل الـ«أندرويد».

وحتى الآن تبدو «غوغل» بمعزل عن الاقتصاد المتدهور، الذي تسبب في تضرر مواقع إلكترونية أخرى وإصدارات تعتمد على الإعلانات. وقال بارنيتي: «إذا استمر الاقتصاد في المعاناة، فمن الممكن أن يقوم المعلنون بخفض الإنفاق، أو الاتجاه بأعداد كبيرة إلى أنواع جديدة من الإعلانات». وأضاف: «إن تقدم النمو سوف يؤدي كذلك إلى نمو القطاع الاقتصادي العام وميزانيات الإعلانات بصورة عامة».

وقد ازداد تصفح الإعلانات الموجودة على «غوغل» ومواقع إلكترونية أخرى بنسبة 28 في المائة في نفس الربع السنوي من العام الماضي، وبنسبة 13 في المائة خلال الربع الثاني من هذا العام، بحسب «غوغل». كما ارتفع حجم الأموال التي تتقاضاها «غوغل» من أجل تصفح الإعلانات بنسبة خمسة في المائة عن العام الماضي، لكنها انخفضت خمسة في المائة على مدار الربع الثاني من العام الحالي.

وغالبا ما تتوافق الزيادة في التصفح المدفوع للإعلانات مع انخفاض الأموال المدفوعة لهذا التصفح، بحسب سوزان وجسيكي، نائب رئيس قسم الإعلانات في «غوغل». وربما تكون الزيادة في الإعلانات على الإنترنت مقترنة بالانخفاض في القيمة المدفوعة للإعلانات، وذلك لأن الإعلانات على الهاتف تميل إلى أن تكون أقل تكلفة من الإعلانات المكتبية. وقالت غيليس: «يقضي العملاء المزيد من الوقت في مقارنة الأسعار، بينما لا يقومون بالشراء بصورة كبيرة».

وقد شهدت «غوغل» بعض التساهل في إعلانات المبيعات في غرب أوروبا بسبب الأزمة الاقتصادية هناك، بحسب أرورا، وأضاف أن العمل في أميركا الشمالية يتميز بالثبات، بينما العمل في أستراليا والهند والبرازيل ينمو بصورة سريعة.

وذكرت «غوغل» أن دخلها الصافي في الفترة التي انتهت في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي هو 2.73 مليار دولار أو 8.33 دولار للسهم، وهو ما يرتفع عن 2.17 مليار دولار أو 6.72 دولار للسهم، وهو ما يمثل الدخل الصافي العام الماضي، باستثناء تكلفة السهم والمزايا الضريبية ذات الصلة، وبلغت أرباح «غوغل» في الربع الثالث نحو 9.72 دولار للسهم، وكان المحللون قد توقعوا أن يبلغ سعر السهم 8.74 دولار.

وذكرت الشركة أن دخلها كان 9.72 مليار دولار، وهو ما يتجاوز الـ7.29 مليار دولار الذي حققته الشركة في ربع العام الماضي. وبلغ الدخل الصافي، الذي يستثني المدفوعات التي تدفعها الشركة إلى شركاء الإعلانات، 7.51 مليار دولار، وهو ما يفوق الـ5.48 مليار دولار، مما يجعله يتفوق على توقعات المحللين الذين توقعوا أن يبلغ الربح الصافي هذا العام 7.2 مليار دولار.

* خدمة «نيويورك تايمز»