شاليط: أتمنى أن يحل السلام.. والعربي يطالب بالإفراج عن جميع الأسرى

في حديث للتلفزيون المصري

الجندي شاليط مع والده ونتنياهو وباراك بعد الإفراج عنه أمس (رويترز)
TT

مرتديا قبعة سوداء اللون، وقميصا أبيضا مزينا باللون الكحلي، وبنطال جينز، ظهر الجندي الإسرائيلي المفرج عنه، جلعاد شاليط، لأول مرة منذ أكثر من خمس سنوات أمام الحشود التي كانت تنتظره منذ الصباح الباكر، ليس فقط أولئك الذين ينتظرونه بشغف من أصدقائه وأسرته، ولكن أيضا من الأسر الفلسطينية التي انتظرت طويلا خروج هذا الرجل ليجمع مرة أخرى شملهم مع ذويهم من الأسرى. وفي الساعة العاشرة وخمس دقائق بتوقيت القاهرة، خرج جلعاد شاليط لأول مرة ليراه الجميع، وتطمئن قلوبهم إلى أن الصفقة المعقدة لتبادل الأسرى بدأت ترى النور بعد أن فشلت لأكثر من مرة طوال السنوات الماضية، سواء بسبب تعنت الجانب الإسرائيلي، أو تعنت الجانب الفلسطيني، أو غياب الجانب المصري.

وشاليط الذي دخل إلى معبر رفح بصحبة مجموعة ملثمة من كتائب القسام لحراسته، بقيادة أحمد الجعبري (أبو محمد)، قائد الجناح العسكري لحركة حماس، بدا مرهقا ونحيلا وزائغ العينين، وكان تائها بعض الشيء، وتلعثم في إجابته على الأسئلة، ربما لأنها المرة الأولى التي يخرج فيها منذ خمس سنوات أمام هذا الحشد الكبير من الصحافيين والإعلاميين، الذين تجمعوا بعد أول ضوء للشمس عند المعبر. وكان في استقباله على بوابة المعبر من جهة قطاع غزة وكيل جهاز المخابرات المصرية، اللواء رأفت شحاتة، واللواء نادر الأعسر، وباقي أعضاء الوفد الأمني المصري الذي أشرف على عملية صفقة التبادل.

وبعد إتمام صفقة شاليط، بدأ الأمل يراود المعتقلين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بالآلاف، وأن فجر الحرية قريب.

وأجرى التلفزيون المصري حوارا مع شاليط، في مقر جهاز المخابرات المصرية في معبر رفح، قبل أن يتم نقله إلى إسرائيل، وقال شاليط لمراسلة التلفزيون المصري: «أفضل الإجابة على الأسئلة باللغة العبرية؛ لأنني لم أمارس اللغة الإنجليزية منذ خمس سنوات».

واستمر الحوار نحو عشرين دقيقة، وبدا مرتبكا، وطلب أن يخرج أشخاص من الغرفة لأنه متوتر من وجودهم. وقال شاليط إنه علم منذ أسبوع بنبأ الإفراج عنه في إطار صفقة تبادل الأسرى مع حركة حماس، معربا عن أمله في أن تساعد هذه الصفقة في التوصل إلى سلام دائم بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ودعم أواصر التعاون بينهما.

وردا على سؤال عما إذا كان من الممكن أن يقود حملة شعبية في إسرائيل لإطلاق سراح أكثر من خمسة آلاف أسير فلسطيني متبقين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، قال شاليط: «سأكون سعيدا إذا تم تحريرهم جميعا كي يتمكنوا من العودة إلى أسرهم وعائلاتهم وأراضيهم».

وقال عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لحماس، إن عملية تسليم وتسلم الأسرى كانت معقدة جدا، وتم خلالها اتخاذ كل التدابير الأمنية لإتمام الصفقة، وأعرب عن شكره العميق لجهاز المخابرات المصرية الذي قام بدور كبير في هذه العملية، وقال إن الجانب الفلسطيني سلم الجانب المصري شاليط، ولم تسلمه مصر لإسرائيل إلا بعد أن أفرج عن جميع الأسرى في المرحلة الأولى، وقال الرشق إن هناك 40 مبعدا من هؤلاء المفرج عنهم سيتوجهون إلى القاهرة، واستقبلهم خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي، بأحد فنادق القاهرة.

وأثناء المؤتمر الصحافي لمشعل، دخل القاعة وليد زكريا عقل، المحكوم عليه بـ99 عاما، وحضر مع أسرته التي جاءت من قطاع غزة لوداعه قبل أن يغادر إلى تركيا بموجب الصفقة. وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أتمنى أن أعود لغزة، ولكن أحمد الله وأشكر الجهد المصري في إتمام الصفقة»، مضيفا: «رأينا العذاب وكل ألوان الذل والهوان لمدة عشرين عام، وأتمنى أن يفرج عن باقي إخواني المعتقلين».

ومن المقرر أن يتوجه المبعدون الـ40 إلى قطر وسوريا وتركيا، وستنقل طائرة قطرية بمطار القاهرة 15 أسيرا محررا يرافقهم عزت الرشق، وطائرة سورية ستقل 15 محررا يرافقهم صالح العاروري القيادي بحماس، وطائرة أخرى تركية ستقل 10 محررين يرافقهم محمد نصر، عضو المكتب السياسي لحركة حماس.

من جهة أخرى، جدد أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، أمس، مطالبته إسرائيل بضرورة الانصياع لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول المنتظر من المجتمع الدولي بعد أن أصبح شاليط حرا طليقا، أجاب العربي: «يجب عدم نسيان حقيقة أن وضع الأسرى صعب، وأن هناك أسرى قضوا في السجون أكثر من ثلاثين عاما، وهذا غير إنساني وغير موجود بأي مكان آخر في العالم.. ما يتطلب الإفراج عنهم دون تأخير»، مضيفا أن جامعة الدول العربية تدعم أي تبادل للأسرى، وتطالب بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين والعرب، رجالا ونساء وشيوخا وأطفالا، دون قيد أو شرط، منهم من مضى على اعتقالهم سنوات طويلة، ومنهم من يقبعون في السجون دون محاكمة، وهذا يتناقض مع كل قواعد القانون الدولي الإنساني.