واشنطن تبعد نفسها من مفاوضات إسرائيل مع «حماس» حول شاليط

هيل يتوجه إلى المنطقة على أمل استئناف المفاوضات

TT

يتوجه المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع على أمل استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وبينما دارت تكهنات بإمكانية عقد اجتماع بين الفلسطينيين والإسرائيليين يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، على هامش اجتماع «منتدى الاقتصاد العالمي» في البحر الميت، بات من غير المتوقع عقد ذلك الاجتماع. وقال مسؤول أميركي لـ«الشرق الأوسط»: «حاليا هناك اتفاق باجتماع مبعوثين من الرباعية الدولية وأن يتحاوروا مع الفلسطينيين والإسرائيليين في لقاءات منفصلة» بعد رفض الفلسطينيين الخوض في مفاوضات من دون تجميد الاستيطان. ولكنه أوضح أن «الهدف ما زال لجمع الطرفين ليجلسا سويا على طاولة المفاوضات». وأضاف: «لا يمكن لنا أن نلعب دور وساطة إلا عندما يجلس الطرفان في نفس الغرفة ويتفاوضان.. الآن نقوم بدور المرسال وليس الوسيط».

ومن اللافت أن هيل هو الذي يقود الوفد الأميركي لإجراء المفاوضات، وحتى الآن من غير المتوقع أن يرافقه مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الشرق الأوسط دينيس روس. ولم يستبعد المسؤول الأميركي أن يجري هيل اجتماعات في الأردن، خاصة مع مشاركة رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في اجتماع «منتدى الاقتصاد العالمي» للشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتواصل الجهود الأميركية لإمكانية عقد الاجتماع في البحر الميت في 23 أكتوبر، وهو الموعد الأقصى الذي حددته اللجنة الرباعية في بيانها الصادر خلال اجتماعات الجمعية العامة التابعة للأمم المتحدة الشهر الماضي. وقال المسؤول الأميركي: «قد تكون هناك مفاوضات في عمان، ولكن حتى الآن الموعد الوحيد المؤكد هو الاجتماع في القدس» المزمع عقده 26 أكتوبر.

من جهة أخرى، حرصت إدارة أوباما على إبعاد نفسها من الصفقة التي أبرمتها «حماس» مع الإسرائيليين بالوساطة المصرية لإطلاق ألف أسير فلسطيني مقابل إطلاق الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وشدد المسؤول من وزارة الخارجية الأميركية على أن «هذه المفاوضات كانت إسرائيلية، إنها عملية إسرائيلية ولم تشملنا». وحذر من الاعتقاد بأن هذه الصفقة قد تساعد «حماس» على دخول مفاوضات مستقبلية أو فتح مجال سياسي لها، قائلا: «نحن لن نجلس على الطاولة مع حماس ولن نتعامل معها.. إلا في حال التزمت بالشروط الأساسية بنبذ العنف والاعتراف بحق إسرائيل للعيش». وأضاف أن «من الصعب التكهن حول النتيجة البعيدة الأمد لهذه الصفقة.. ولكن نريد أن تكون هناك بيئة أكثر بناءة للسلام في المنطقة».

وبينما رحبت الحكومة الأميركية بإطلاق شاليط أمس، لم تعلق على إطلاق الأسرى الفلسطينيين. كما كان هناك تركيز على أهمية إبقاء «حماس» خارج المفاوضات السياسية. ولكن هناك اعتراف في واشنطن على أهمية الدور الذي لعبته مصر في تأمين هذه الصفقة ودورها المحوري في الإطار الأوسع لأي جهود لحل النزاع العربي - الإسرائيلي.